قديمًا كانوا يعتقدون أن ضعف الانتصاب ظاهرة طبيعية تحدث مع تقدم السن، يقول الدكتور محمد عبدالشافى أستاذ جراحة المسالك البولية والضعف الجنسى والعقم بكلية طب الأزهر، إن العالم الأمريكى ألفريد كينسى قد ذكر سنة 1948 أن ضعف الانتصاب ظاهرة عمرية تزيد مع تقدم السن تدريجيًا حتى تصل إلى العجز التام، وأثبت فى إحصاءاته أن ضعف الانتصاب يكون بنسبة 1 لكل 50 أى 2% فى الفئة العمرية قبل الأربعين عامًا ثم يزداد تدريجيًا ليصبح 1 لكل 4 (25%) فى الفئة العمرية بين 40-60 عامًا ثم يصل إلى 1 لكل 3 (35%) بين سن 60-70 عاما وهكذا، وعلى هذا الاعتقاد لم تكن هناك مشكلة لأنهم كانوا يعتبرون ذلك تغيرًا طبيعيًا لتقدم السن فلم يثر شهيتهم للبحث عن أسبابه.
وأضاف "عبدالشافى"، "لكن ما أدمى قلوبنا أنه لوحظ وجود ضعف الانتصاب فى الفئات العمرية الصغيرة السن ما قبل العشرين والثلاثين عامًا، وارتسم القلق على وجوهنا وبدأنا رحلة البحث عن أسباب هذه الظاهرة المخيفة التى تلقى بظلالها على المجتمع بأكمله، وقد قادتنا الأبحاث إلى وضع أيدينا على كثير من الأسباب التى لم يكن لها تفسير فى السابق.
وأكد "عبد الشافى" أنه لوحظت بعض العادات المشتركة بين هذه الأجيال صغيرة السن التى تكون سببًا فى الضعف الجنسى، كتناول الوجبات السريعة أو ما يسمى بالـ "تيك أواى"، حيث إن هذه الوجبات تحتوى على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة الضارة بالجسم، ومن هذه العادات التى انتشرت بين شباب هذا الجيل أيضا التدخين وما يحدثه من تأثير سلبى على الانتصاب والعقم عند الرجال، فالانتصاب يحدث نتيجة لتدفق الدم للعضو الذكرى، وبالتالى فإن أى سبب يؤدى إلى خلل فى هذه الآلية يؤدى إلى ضعف الانتصاب.
ولقد أثبتت الدراسات أن كل ما يؤثر سلبا على القلب والأوعية الدموية يؤثر سلبا أيضا على الانتصاب والعملية الجنسية فالأوعية الدموية والنسيج الكهفى للعضو الذكرى يتأثر بهذه العادات السيئة قبل القلب الجهاز الدورى حتى أصبح الضعف الجنسى ما هو إلا إنذارًا مبكرًا لأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأكد "عبد الشافى" أن الوجبات السريعة والتدخين من أسوأ العادات التى ظهرت بين أطفال وشباب هذا الجيل وتؤثر سلبًا على الانتصاب وعلى القلب والأوعية الدموية.