محمد هنيدى: ناقشت القرصنة بطريقتى فى «أمير البحار» لكن أنا شغلتى الضحك ولو اتكلمت بجد هيبقى دمى تقيل

الخميس، 10 ديسمبر 2009 08:20 م
محمد هنيدى: ناقشت القرصنة بطريقتى فى «أمير البحار» لكن أنا شغلتى الضحك ولو اتكلمت بجد هيبقى دمى تقيل
علا الشافعى ومحمود التركى وجمال عبدالناصر- تصوير ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄أراهن على أن الزمالك سيتجاوز عثراته فى المرحلة المقبلة ونفسى أشوفه بيكسب.. والناس كانت محتاجة جرعة كوميدية بعد نكد المونديال

من لا يعرف محمد هنيدى عليه أن يشاهده وهو يتابع مباراة كرة قدم لفريق نادى الزمالك الذى يشجعه، فهنيدى يعود بقوة إلى عرش الكوميديا، بعد نجاح فيلميه «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» فى العام الماضى، و«أمير البحار» الذى يعرض حالياً ويحقق نجاحاً كبيراً، حيث يعتبر فيلم «رمضان مبروك» بداية مرحلة جديدة و«أمير البحار» خطوة هامة لتأكيد النجاح.

هنيدى يعرف أن مهمته الوحيدة هى العمل وتقديم أفلام سينمائية ترضى جمهوره، ويؤكد أنه كائن «بيتوتى»، يفضل دائماً أن يكون بصحبة عائلته، ويستمتع بكل التفاصيل البسيطة فى الحياة، بدءا من إصراره على تشجيع فريقه الزمالك الذى يراهن على أنه سيتجاوز عثراته فى الفترة المقبلة.

كنا معه فى مكتبه بجاردن سيتى حيث التقته «اليوم السابع» فى جلسة ليتحدث عن أمور كثيرة، منها نجاح فيلمه السينمائى الجديد «أمير البحار» والأزمات التى يمر بها المجتمع المصرى، وكيف يعالجها بطريقته فى السينما، وتصادف وجودنا معه أثناء متابعته وهو يشجع بحماس وينتابه الحزن من عدم قدرة الزمالك على الفوز أو التعادل مع حرس الحدود، ويؤكد أن الفريق «بيلعب كويس» لكنه لا يحرز أهدافا ونفسه يشوف الزمالك بيكسب، كما يفضل أن يتابع مباراة الأهلى والزمالك بمفرده بعيداً عن أصدقائه، ولا تجده متعصبا ولا يصرخ بل يتعامل بهدوء مع الخسارة، مؤكدا أن داء هذا العصر هو التعصب، الذى بات ظاهرة تحتاج منا إلى مناقشات وأفلام.

ويضحك هنيدى ويؤكد «والله التعصب الحاصل فى المجتمع يمكن يكون فكرة جديدة لفيلم كوميدى»، ويرفض ما تقوم به بعض الصحف من إساءات للفنانين، حيث شعر بحزن عميق بعد قضية الإساءة إلى الفنان نور الشريف متسائلاً: أين المسئولية الإعلامية.

فسألناه لماذا لا تناقش هذا بجدية، يضحك معلقاً: «هيكون دمى تقيل» وأنا شغلتى الضحك وإسعاد الناس، ولا يعنى ذلك أننى أقدم موضوعات سطحية بل من خلال الكوميديا أضع رسالة الفيلم داخل دراما تمثيلية عبارة عن مشهد أو مشهدين على الأكثر داخل الفيلم.

هل تخشى من تغيير جلدك؟
- لا أخاف، وأؤكد أن الكوميديا أصعب أنواع التمثيل، فمن السهل جداً أن تجعل شخصاً ما يبكى، ولكن إضحاكه صعب، خصوصاً فى ظل الظروف الحياتية التى أصبحنا نعيش فيها، وما يحدث بالداخل والخارج.

قاطعناه: البعض لديهم انطباع بأن نجوم الكوميديا لا يهتمون بالأحداث السياسية والقضايا الهامة؟
- تساءل بانفعال شديد.. «كيف ذلك؟» فنحن بنى آدمين نعيش فى هذا البلد، نتفاعل مع كل أزماته ولا نعيش منفصلين عنه، بل بالعكس أحياناً كثيرة تكون الأزمات أرضا خصبة للكوميديا، أليس ما نعيش فيه أقرب إلى العبث، لدرجة أننى أصبحت أفكر بضرورة أن أقدم فيلم «فارس»، لأن هذا النوع من الكوميديا هو الأكثر ملاءمة لما يدور حولنا، وأتمنى أن أجد من يستطيع أن يكتب هذا النوع، خصوصاً أن البعض لديهم انطباعات خاطئة أن «الفارس» هو تهريج، فى حين أن المخرج عباس كامل قدم مع النجم إسماعيل يس وفؤاد المهندس مجموعة من أهم أفلام «الفارس» منها «العقل والمال» و«أرض النفاق» والتى لم نشاهد مثلها حتى الآن.
وعن نفسى فى الأيام التى لا أقوم فيها بالتصوير أو أكون مشغولا، أحرص على متابعة نشرات الأخبار ما بين العديد من القنوات، وقراءة أعمدة الرأى لبعض الكتاب فى العديد من الصحف بانتظام، ومنهم الكاتب جلال عامر الذى يملك حساً كوميدياً شديد السخرية «الراجل ده يا جماعة حكاية».

كيف رأيت المشهد بعد مباراة مصر والجزائر وتطورات الأحداث؟
- مثل أى مصرى، وكنت منفعلاً بما حدث، وحزنت بشدة، ولكن القضية أخذت أكبر من حجمها، وما فعله الجزائريون كان «خبطة جامدة وشرخ كبير»، وأتمنى أن يتم علاجه بمرور الأيام.

اهتمامك الكروى وممارستك لكرة القدم كناشئ فى نادى الزمالك، ألم يجعلك تفكر فى تقديم فيلم سينمائى عن كرة القدم؟
- أعرف الكثير عن تفاصيل كرة القدم، وهناك العديد من الموضوعات التى من الممكن أن أقدمها مثل كواليس اللعبة والمشجعين فى المدرجات وصناعة الأعلام وكلها موضوعات تصلح لتقديم كوميديا صارخة، ولكن تصوير أفلام عن كرة القدم يحتاج إلى مجهود جبار، وصمت لحظة ثم قال: هناك الكثير من المهن التى يبدو أنها انقرضت أو توقفنا عن تناولها فى السينما ولكنها تصلح لمناقشة موضوعات اجتماعية جادة مثل «العجلاتى»، و«الفران» ومن خلاله نناقش أزمة رغيف العيش، فمن خلال الأزمات نستطيع عمل فيلم كوميدى ساخر مثلما حدث فى «أمير البحار».

ألم تشعر بأن تقديم قضية القرصنة فى فيلم كوميدى مجازفة، خصوصاً مع خطورة تلك الأزمة ومتابعة معظم المصريين لها، ومعاناة المخطوفين المصريين؟
- جاءت فكرة الفيلم من خلال متابعتى مع يوسف معاطى لبرنامج «البيت بيتك» حيث كان الإعلامى محمود سعد يتناول قضية خطف المصريين فى الصومال، وقلت لمعاطى إن تلك الأزمة من الممكن أن نخرج منها بعمل سينمائى كوميدى، واقتنع بدوره بالفكرة وتناقشنا سوياً، ثم عقدنا بعد ذلك عدة جلسات عمل وركزنا على تفاصيل شخصية «أمير» الشاب المدلل وله 4 شقيقات، وهوالطالب بالأكاديمية البحرية ويتخرج بعد عدة سنوات من الفشل ليصبح قبطان مركب، وقلت له إننى لا أريد شخصية مكررة.

البعض اعتبر الفيلم استغلالاً للحدث؟
- استغلال الحدث ليس عيباً أو سبة، ولكن كيفية الاستغلال هى المعيار وأيضاً موطن الصعوبة، خصوصاً أننا لن نقدم الحدث كما هو فى إطاره الواقعى من خطف وتفاصيل كثيرة عن عمليات القرصنة، لكننا اخترنا الأصعب وهو تقديم ذلك بشكل كوميدى والحمد لله نجحنا، فالمشاهدون أحبوا شخصية «حزنان» القرصان التى جسدها ضياء الميرغنى بشكل جيد جعلت البعض يتعاطف معه وهذا يحسب أيضا لنجاح يوسف معاطى فى رسم تفاصيل جميع شخصيات العمل.

إيرادات الفيلم المرتفعة تؤكد أن الجمهور كان بحاجة إلى جرعة كوميدية مكثفة لتخرجه من حالة الإحباط بعد عدم تأهل مصر لكأس العالم وأحداث الخرطوم؟
- الناس محتاجين للضحك دائماً، والحمد لله الفيلم كان بالفعل عاملاً مساعداً، وهذا كان هدفى من طرح الفيلم، وبتحليل جملة بسيطة وصلتنى من عدد من المشاهدين بعد خروجهم، حيث قالوا لى «ضحكتنا والله بعد ما كنا مغمومين»، هذه الجملة أسعدتنى جداً، لأنها مؤشر قوى على نجاح الفيلم، وأتابع بشغف ردود أفعال المشاهدين للفيلم، خاصة خلال الـ3 أيام الأولى لطرح الفيلم مع مديرى السينمات وأسألهم: «الناس خارجين من السينما شكلهم إيه».

قدمت فى «أمير البحار» شخصية الابن المدلل بطريقة مميزة، وطبقة صوت لم تفقدها طوال الفيلم. فكيف حافظت على ذلك؟
- حرصت على التركيز فى ملامح الشخصية، وأن تكون بعيدة تماماً عن كل الشخصيات التى قدمت مشابهة فى السينما، وطبقة الصوت إحدى ملامح تلك الشخصية، وكان يحب أن أحافظ عليها، وكانت هناك عدة جلسات عمل بينى وبين الكاتب يوسف معاطى والمخرج وائل إحسان، والاثنان لديهما حس كوميدى وساخر عالٍ جداً، وكان هناك تحد يتمثل فى أن تخرج الشخصية بشكل جديد، واقترحت أن يكون لديه 4 شقيقات وهو الولد الوحيد، لذا يصبح «دلوعة» والدته، كما كان هناك تحد خاص بى، يتمثل فى أننى أردت الابتعاد كثيراً عن الشخصية التى سبق أن قدمتها فى العام الماضى بفيلم «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» التى كانت تتميز بأن صوتها حاد وخشن.

لماذا حرصت على تقديم مجموعة كبيرة من الممثلين والوجوه الجديدة فى الفيلم، حيث نعرف بأنك اخترت الكثير منهم بنفسك؟
- محمد محمود الذى لعب شخصية «ممس» ممثل رائع وهو بالمناسبة مدير لمسرح الطليعة وأعرفه منذ فترة، ومحمد فاروق ممثل موهوب جداً وحسام داغر من الكوميديانات الجدد واخترتهم من مركز الإبداع بعد مشاهدتى لمسرحية «قهوة سادة»، وكان نفسى استعين بكل مجموعة المسرحية، إضافة إلى الـ 4 بنات، كن يقدمن أدواراً صغيرة من قبل، وفقط كانوا بحاجة إلى مساحة أفضل خصوصاً «أمينة» التى قدمت دورها بشكل مختلف، أما شيرى عادل فهى من الممثلات الجميلات، وأصبحت بيننا حالة من الهارمونى حيث قضينا معاً أكثر من شهر كامل على المركب فى الغردقة.

هل بدايتك فى أدوار صغيرة فى أفلام مثل «إسكندرية ليه»، و«سارق الفرح»، و«المنسى» جعلتك تتحمس للوجوه الجديدة؟
- بالفعل، فعندما كنت أنظر لأى من الوجوه الجديدة معى أعرف فيما يفكر، وطموحاته، وكنت أخبر بعضهم بما يدور فى أذهانهم، وكانوا يستغربون بشدة من ذلك، لكننى كنت يوما ما أقدم أدواراً صغيرة وعانيت على المستوى الفنى لأثبث نفسى، وأعرف تماماً تلك النظرة التى أراها فى أعين الوجوه الجديدة فهى تقول «متى سأحقق أحلامى».

لمعلوماتك...
مواليد «15 فبراير 1962»
حصل على بكالوريوس معهد السينما عام 1991
12 فيلما قدمها هنيدى بطولة سينمائية مطلقة
8 مسرحيات شارك بها هنيدى منها «عفرتو» و«ألابندا»









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة