أشرف عبد العزيز إمام يكتب: قلب له أنياب

الإثنين، 28 أبريل 2014 10:05 م
أشرف عبد العزيز إمام يكتب: قلب له أنياب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائما تكون بداية الكلمات صعبة ويغلفها التردد فى كل حرف لدرجة أنك لا تجد ما تكتبه عن أحداث تغلغلت بالقلب وعشت لحظاتها المرعبة والمخيفة والمليئة بالأحزان والآهات ولكن مجرد لحظات وبعد أن تسترجع تلك الأحداث من بئر الذاكرة نجد القلم وقد نزف وانفجر كالبركان ليخط ويكتب ويصرخ ويسيل نزفه على صدر الورقة كالسيل الجارف.. ويصرخ ويقول توحشت القلوب حتى بدا لها ذيل وأنياب.. وتحولت نبضاتها إلى مخالب وهجرت المدن واتخذت من البرية عنوانا.. أكتب بحروف تائهة وعيون باكية وبقايا قلب ممزق...اغمس القلم فى أحشاء القلب لأطرز لك هذه الكلمات.

سيدتى لقد انتحلتى منطق الوحوش بكل إتقان بل تفوقتى عليها فى غرائزها.. لنعترف إذا أنه ليس من قال يوما لنا كلمة أحبك صادق فى إحساسه لنا.. فقد يكون مجرد إعجاب أو وهم؟ أو تخيلات لفترة وتنتهى ويذهب إلى طريقه فى الحياة ويرى القادم بعيون أخرى ونظرات مختلفة بعيدة عن ما ظننا أنه حب..غير مبالٍ بالضحية وغير عابئا بعذابه؟ سيدتى هل كان حبا أم عذابا جلبناه لأنفسنا؟ ولكن من الضحية ومن الذئب..؟ من الذى انقض على الفريسة بمكر الثعالب ودهاء الأنثى وطهارة الملائكة.. من يستحق اللعنة..؟ هل من قال أحبك أم من صدق هذه الكلمة وعاش فى روعتها...؟ سيدتى هل تذكرين يوم أن جئتى وعزفت شفتيك كلمة أحبك... أحبك أنت دون سواك..؟ هل تذكرين نعومة كلماتك..؟ هل تذكرين خفقات قلبك..؟ هل تذكرين كيف أبهرتنى بدفء همساتك..؟ وأروع الكلمات والحروف حتى وقعت فى حبك..؟ أم أنك تحاولى الهروب بالنسيان واللامبالاة..؟ أم أن هناك قلبا آخر يداعب عيناك ويسيل لعابك بالتلذذ لمهاجمته بأنياب قلبك ومخالب عيناك.. فلازال بين القلب أنيابك المكسورة وقد مزقته بشراسة.. قلب ناعم لم يقوى على أنيابك.. أعود وأسأل هل كان حبا.. أم إعجابا.. أم عذابا.. لماذا جئتى إلى عالمى ونثرتى عبيرك المقزز تحت أقدامى وكيف الملاك بعيونى يصبح ذئبا..؟

وكيف الحنان يتحول إلى قسوة هل كان حبا أم وهم الواهمين تخيلته وعشته معك.....فعندما نكون فى أشد الحاجة إلى الحب وتكون النفس والقلب عطشى فمن السهل أن نخطئ ونشعر بالحب فى أى لحظة ودون تفكير مع من سوف نعيشه وسوف يأتى من أى اتجاه.. ويخيل لنا أن من يقترب منا هو ملاك يحمل لنا بين يديه عرش الحب الذى سنجلس عليه نتوهم أنه يحمل ترياق الحب ولكن الحقيقة لا يحمل سوى الغدر والخيانة.. نظن أنها قلوب رحيمة جاءت لتداوى الجروح.. نلقى بكل مشاعرنا تحت أقدامهم ونكشف كل أوراقنا كامله لهم ولا نتخذ ساترا من غدرهم أو خيانتهم... هكذا كنت أظن بك لحظة أن أحببتك..فلقد أحببتك بصدق وعفوية ولم أكن يوما أدرى أنك أنثى تحمل مكر الثعالب.. ودم الأفاعى البارد بين عروقها.. فالحب سيدتى هو الذى يداوى جرح الأنياب وهو الذى يحملنا ويترفق بنا أن قلب الأنثى ليس كقلب الرجل وأن المرأة إذا أحبت فلن تستطيع الصبر طويلا دون أن تمنح الحب لمن بادلته حبا بحب.. هكذا قالو لنا ولكن من أين أتيتى بذلك القلب..؟ تحولت كلماتك إلى عويل وحروفك أصبحت تستمد مدادها من سم الثعابين وقلمك بات سيفا ينغرز بالروح فلا تتعالى أو يأخذك الكبرياء فمثلى يتألم وينزف فى صمت ووقار الآن ما عليكى سوى حمل حقائبك المزيفة وأنا المحك بأسوأ صور ارتسمت فى عينى لامرأة فقد اتضحت الحقيقة وذابت ألوانك الباهتة وسقط القناع عن وجهك القبيح واتركى حلمى الجميل يرتل بعدك كما كان واتركينى أمزق أيامك من تاريخ حياتى بلا أسف أو ندم.. يقيناً كلانا سيبقى وننتظر على ضفاف الأمل حتى وأن تشتت الأحلام وانقسمت إلى نصفين يقينا سوف تمنحنا الأيام حبا صادقا وتمنحك فريسة أخرى.

سيدتى أنا هنا فى عالمى وأنتى هناك فى غابتك فيستحيل كلانا أن يحيا فى نفس المكان كلانا له عالم مختلف عن الآخر فقوانين الطبيعة ثابتة لا تتغير.. لابد وأن تحلق الروح يوما على ظهر سحب الهوى وتتحرر من جاذبية الانتظار والجوى.. حتما ستأتى اللحظة التى نسد فيها جوع القلب من الحب والأشواق فما أروع تلك اللحظة التى نحتضن فيها من حلمنا به ومن أراد أن ينصهر معنا فى مساحة هى العالم كله.. سوف تأتى اللحظة التى نعانق فيها أحلامنا سويا أنا ومن أهدانى الحب بصدق وعفوية تماما كما توهمتك يوما.. فنسائم الحب قادمة لا محالة تحمل فى جوفها الحب والعطاء الذى حلمت به تهطل على أرض أحلامى ندى عذب يروى قلبى وأيامى وتنمو زهور الياسمين ويجرى نهر الحب فى الوجدان.. وفى أحضان السعادة ننصهر سويا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة