أحد ضحايا مجزرة حلبجة..

شاب كردى يعثر على أمه بعد 20 عاما

الإثنين، 07 ديسمبر 2009 02:20 م
شاب كردى يعثر على أمه بعد 20 عاما شاب من ضحايا مجزرة حلبجة يعثر على أمه بعد 20 عاما - AFP
السليمانية (أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عثر أحد ضحايا القصف الكيميائى لحلبجة فى ثمانينات القرن الماضى، على والدته بعد فراق استمر أكثر من عشرين عاما أمضاها فى رعاية امرأة إيرانية من مدينة مشهد.

وعاد على، واسمه الأصلى زمناكو، من إيران إلى كردستان العراق فى أكتوبر الماضى للبحث عن عائلته التى فقدها يوم كان رضيعا فى شهره الرابع خلال قصف نظام صدام حسين حلبجة بالأسلحة الكيميائية فى مارس 1988.

وتربى على (21 عاما) فى كنف امرأة إيرانية تبنته بعد نقله إلى أحد مستشفيات كرمانشاه فى أعقاب القصف.
ونظمت وزارة الشهداء التابعة لحكومة إقليم كردستان مراسم خاصة لإعلان نتائج فحص الحمض النووى الذى كانت تنتظره خمس عائلات، جميعها تبحث عن أبنائها الذين فقدوا خلال القصف.

ولدى إعلان النتائج فى قاعة النصب التذكارى لضحايا حلبجة، تبين أن فاطمة حمة صالح هى الأم الحقيقية لزمناكو، ولم تتمالك نفسها وكاد أن يغمى عليها ورددت بصعوبة وبنفس متقطع "الحمد والشكر لله".وبعد عودة فاطمة وابنها إلى منزلهما فى منطقة كولكين، وصفت الأم عودة ابنها بينما كانت تنظر إليه بشغف "آنت تحمل رائحة إخوانك وأختك وأبيك، أنت هبة من الله لى فى آخر عمرى كى لا أموت حزنا على ما جرى لى من مآس".

وفقدت فاطمة (50 عاما) أربعة من أبنائها وزوجها إضافة إلى على، ولم تتمكن حتى من رؤية جثثهم لأنهم دفنوا فى المقابر الجماعية جراء القصف الذى تعرضت له حلبجة فى 16 مارس 1988.

ولم يفهم زمناكو الذى يتحدث الفارسية فقط ما قالته أمه إلا بعدما ترجم كلامها أحد الحضور.
وأكدت الوالدة أن زمناكو يشبه إلى حد كبير والده، مضيفة أن "ظهور ابنى ينسينى مأساة الدمار التى أصابت عائلتى".

وبحزن كبير تتذكر فاطمة، التى غزا الشيب شعرها، ما حدث ذلك اليوم. وتقول "كنت فى المنزل حوالى الساعة الحادية عشرة صباحا، وفور ابتداء القصف توجهنا الى الملاجئ الترابية للاحتماء، وبعد خروجنا غطينا وجوهنا بمناديل وأقمشة مبللة كى لا نموت جراء تأثير الغاز السام. لكن أربعة من أبنائى وابنتى وزوجى فقدوا حياتهم". وتتابع "كان زمناكو فى حضنى حين فقدت الوعى جراء الإصابة، وبعد مدة فتحت عينى ورأيت نفسى فى أحد مستشفيات مدينة كرمانشاه الإيرانية".

وكانت طائرات حربية عراقية شنت فى 16 مارس 1998 غارات على حلبجة الواقعة فى محافظة السليمانية خلال إحدى حملات الأنفال الثمانى بين العامين 1987 و1988. وأسفرت الغارات عن مقتل ما بين أربعة الى خمسة آلاف شخص فى حين أدت حملات الأنفال الى مقتل نحو مئة ألف شخص وتدمير ما لا يقل عن ثلاثة الاف قرية وتهجير عشرات الآلاف.

وما يزال عدد كبير من أهالى القرى المحيطة بحلبجة يتذكرون تلك المأساة التى اشرف على تنفيذها على حسن المجيد الذى لقب بعدها بـ"على الكيمياوى".

وتضيف فاطمة "قبل شهرين كنت أشاهد التلفزيون وعلمت أن أحد أطفال حلبجة المفقودين فى إيران يبحث عن عائلته فاتصلت داعية الله أن يكون الشخص ابنى على". وتختم الوالدة السعيدة بعودة ابنها معربة عن أمنيتها بأن "أعوض ابنى عن ما فاته من حنان منذ 21 عاما".

من جهته، يقول زمناكو محمد أحمد، إن أمه الإيرانية كبرى حمدى بور أبلغته بأنه من أطفال حلبجة وإنه نقل من مستشفى كرمانشاه الى مدينة مشهد الإيرانية وبعدها نقل إلى دار الأيتام لترعاه الدولة.

ويضيف أن أمه بالتبنى كانت تعمل فى دار الأيتام، وكان لها ولدان آخران. ويقول "كانت حنونة وكنت أشعر أحيانا أنها تحبنى أكثر من ولديها الأصليين كانت إمكاناتها متواضعة لأنها فقدت زوجها وكانت تعيش على راتب تقاعدى من الدولة".

ويتابع "حين بلغت السابعة من العمر قالت لى أنت من حلبجة وفقدت عائلتك، وأكملت دراستى الابتدائية والثانوية، ولم استطع الالتحاق بالجامعة لأننى لست إيرانيا ولا هوية لدى تثبت نسبى تزوج أخواى ولقيت أمى حتفها فى حادث سير وحينها قررت العثور على عائلتى الحقيقية والعودة إلى حلبجة".

ويقول زمناكو، الذى سمى على اسم جبل شاهق فى كردستان العراق يقع جنوب شرق حلبجة، "كنت فى أحد فنادق السليمانية، لم تغمض عيناى، دخلت القاعة فوجدت خمس عائلات كانوا مثلى بانتظار النتائج وبعد إعلانها احتضنت والدتى وليس بإمكانى وصف الحالة والمشهد أو التعبير عن الشعور بعد 21 عاما من الفراق".

ويختم الشاب العائد من إيران، مؤكدا أنه سينتقل إلى السليمانية لأن "أمى تعيش هناك وسأتفرغ لإكمال دراستى لكننى سأبقى على اتصال بأقاربى وزملائى فى مشهد".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة