قال محمد الشحى مدير إدارة البحوث والإصدارات في دار الكتب الوطنية في الهيئة، عن تفاصيل جديدة فى برنامج معرض أبو ظبى الدولى للكتاب، والمزمع انطلاق فعالياته فى الفترة من الثلاثين من أبريل الجارى، وحتى الخامس من مايو المقبل، وعلى رأس هذه الفعاليات سوف تناقش فعاليات المعرض قضية الإسلام السياسى وأزمة والتعصب الدينى.
فمن خلال برنامج الفصل التعليمى الموجه إلى مجموعات التركيز من خبراء التعليم والناشرين والكُتاب وأُمناء المكتبات والمعلمين، يلقى الضوء على مجموعة من التجارب الناجحة فى تحدى الصعوبات للترويج للكتاب، مثل تجربة جميلة حسون المغربية التى ابتكرت مشروع "كتاب كارافان" لتوصل الكتاب إلى القرى النائية، وتجربة ريتشارد فلور فى التعليم الإلكترونى لذوى الاحتياجات الخاصة، وكيفية تدريس الفلسفة للطلبة التى تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاما وفق تجربة بيتر ورلي، وستقدم السويد ضيف شرف المعرض فى الدورة الحالية جلسة تفاعلية مع المعلمين وأمناء المكتبات لإلقاء الضوء على نظام رياض الأطفال الخلاق فى السويد. أما المنطقة الإلكترونية فى المعرض فنقدم عدة دورات عن أحدث ما يتعلق بعالم صناعة الكتاب الرقمي.
وقدم محمد الشحى إضاءات على البرنامج الثقافى المصاحب للمعرض بقوله "انطلاقًا من مفهوم التبادل الثقافى الذى يوفرُهُ معرضُ أبوظبى الدولى للكتاب والذى تحولَ من مجردِ كونه مركزاً لبيع الكتب، إلى ملتقىٍ حيوى مفتوحٍ يستقطبُ كبارَ الكُتابِ والمفكرين للتحاور والنقاش فى قضايا راهنة، لا تهمُّ النخبةَ فقط بل لها تأثيراتُها على حياة الناس العامة، لذلك رأينا أن نطرحَ موضوعَ الإسلام السياسى للنقاش فى أكثر من جلسة لمعالجة أزمة التعصب الدينى وما تتركُهُ من ظلالٍ قاتمةٍ على الحياة المعاصرة".
ويشارك الكاتب والمؤرخ المصرى محمد الشافعى ومنصور النقيدان مدير مركز المسبار للدراسات فى ندوة تحت عنوان "صعود وسقوط الإسلام السياسي" فيما تقدم ندوة أخرى عن "الإسلام السياسى فى الكاريكاتير" بمشاركة مجموعة من محترفى فن الكاريكاتير، وكان اتحاد كتاب وأدباء الإمارات قد أعلن عن تقديم جلسة حوار خلال المعرض عن "الدين والتدين" للكاتب عبد الجواد ياسين من خلال مؤلفه الأخير الذى يحمل العنوان نفسه.
وتنال الثقافةُ المحليةُ نصيباً وافرا من النقاش خلال المعرض، فتخصص ندوة عن معرض "اكسبو 2020" الذى تستضيفه الإمارات، فيتحدث كل من سلطان الجابر وزير الدولة وهند الشامسى المتحدث الرسمى للمعرض عن ما يمكن أن يحققه تواصل العقول لصنع مستقبل واعد للإنسانية.
ويلقى المعرض الضوء على بعض الظواهر الجديدة فى المشهد الثقافى المحلى من خلال ندوة "دور النشر الجديدة الواقع والطموح" تتناول من خلالها ثلاث مثقفات تجربتهن فى احتراف صناعة نشر الكتاب.
كما يخصص المعرض عدة جلسات ترصد التطور فى الواقع الثقافى المؤسس مثل تجربة الفجيرة عروس الساحل الشرقى التى تشهد تحولات ثقافية مدروسة، وجزيرة السعديات فى أبو ظبى التى ينتظرها مستقبل فنى وتعليمى وترفيهى منفتح على العالم.
وتقدم مجموعة من طالبات جامعة زايد رؤية معاصرة عن الحكاية الشعبية (الخروفة) فى جلسةَ تحت عنوان حكاياتٍ من الإمارات، وفى جلسة عن البحر فى الذاكرة الإماراتية يستكشف الباحثان بلال البدور وعبد العزيز المسلم الاستخدام الواسع لهذا الرمز فى الكتابات المحلية على تنوعها، أما أثر القصيدة الشعبية فى تطوير الأغنية الإماراتية فقد خصص لها جلسة نقاشية مثيرة يشارك فيها الموسيقى عيد الفرج والكاتب مؤيد الشيباني.
إلى جانب ذلك تتناول الجلسات الحوارية الأخرى موضوعات متنوعةٍ تتعلق بفنيّات الأدبِ كواقعِ القصة القصيرة، والقراءةِ والكتابةِ فى العصر الرقمي، والطفلِ وأمن الكمبيوتر، إلى جانبِ جلسة عن الرياضة والثقافة يتحدثُ فيها نجومُ منتخبِ كرة القدم الوطنى عن علاقتهم بالثقافة، فى تكريسٍ للمفهوم الثقافى المفتوح على الحياة، ويشهد ركن تواقيع تنظيم أكثر من 36 حفلَ توقيعِ كتابٍ جديد لكُتاب من مختلف الدول العربية تسبقها حلقات نقاش حوارية عن كتبهم.
يذكر أن معرض أبو ظبى الدولى للكتاب يعد من أكثر معارض الكتب تطورا فى المنطقة، وقد اختار المعرض هذا العام شخصية الشاعر العربى الكبير أبو الطيب المتنبى شخصية محورية فى تقليد جديد لإعادة قراءة المنجز الفكرى بشكل غير تقليدي، كما يقدم المعرض لأول مرة فى يوم الافتتاح حفلاً موسيقيًا مستلهمًا من ابداع الشاعر وتجواله بحثا عن أمير عادل تحت عنوان "المتنبي...مسافرًا أبدًا" تحييه الفنانة عبير نعمة بمصاحبة مجموعة من أمهر العازفين العرب.
ولأول مرة يقدم المعرض عروضًا سينمائية لأفلام إماراتية طوال أيام المعرض مع ورش وندوات متخصصة من خلال مشروع "سينما الصندوق الأسود" والذى كُلف بتنفيذه السينمائى نواف الجناحي، كما يشهد المعرض تنظيم معارض فنية تشكيلية ورسوم متنوعة.
