فى الذكرى الـ32 لتحرير سيناء.. الجيش يشن حربًا واسعة ضد الإرهاب.. صوت المدافع والرصاص يحرم الأهالى من الاحتفالات.. والأهالى لـ"اليوم السابع": كنا نطلب التنمية لكننا أصبحنا نحلم بالأمان

الخميس، 24 أبريل 2014 06:19 ص
فى الذكرى الـ32 لتحرير سيناء.. الجيش يشن حربًا واسعة ضد الإرهاب.. صوت المدافع والرصاص يحرم الأهالى من الاحتفالات.. والأهالى لـ"اليوم السابع": كنا نطلب التنمية لكننا أصبحنا نحلم بالأمان قوات الأمن فى سيناء
سيناء - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حلت ذكرى تحرير سيناء، التى تتزامن مع العيد القومى لمحافظة شمال سيناء "عيد التحرير" اعتادت خلاله المحافظة أن تتزين وتتجمل لاستقباله، وخلال أيامه التى قد تصل إلى نحو شهر تقام الأفراح فى كل مركز وقرية احتفالا بالمناسبة وابتهاجا بافتتاحات جديدة، ويتسابق الوزراء ونجوم المجتمع على مشاركة أهلها الاحتفال، ولكن هذا العام الأمر يختلف، فعيد تحرير سيناء الذى لا يكاد نلمس أى آثار ومشاهد لمروره وعلى استحياء تم تجهيز قوائم مشروعات ليتم افتتاحها واستحضار مناسبات وندوات متناثرة، إضافة إلى هموم باتت تشكل يوميات المواطن السناوى وأهمها قطع الاتصالات خلال ساعات النهار، وإغلاق مناطق شرق العريش والشيخ زويد ورفح كل ليلة، والتشديدات الأمنية، وإغلاق كوبرى السلام بين سيناء والمحافظات الأخرى عبر قناة السويس، وهروب رجال الأعمال، وتوقف حركة البناء والتنمية، وتراجع تشييد المشروعات الحكومية الجديدة، إضافة إلى العقبات فى تصريف المنتجات الزراعية، والسبب كما يقول أهالى سيناء ويؤكده المسئولون هو الإرهاب الذى حرم أهالى سيناء من فرحتهم، وحول مناطقهم من استقرار يتعطش للتنمية إلى اضطرابات وأهالى لا يطلبون سوى الأمان.




"اليوم السابع" عاش يوميات سيناء فى عيدها اليتيم بحسب وصف أهلها، عيد تم التجهيز له رسميا بحسب تصريحات اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، بوضع حجر الأساس لمشروعات سكنية بحى العبور بالعريش وأسواق تجارية كذلك إنشاءات جديدة فى مجال تحلية المياه وهى عبارة عن مشروعات محطات تحلية بقرى مركز الشيخ زويد وإحلال وتجديد لوحدات صحية بقرى بئر العبد.





وقال المحافظ، إن المحافظة تعيش ظروفا أمنية ومع ذلك تحتفل بعيدها وتذكر من خدم على أرضها، وتقدم الشكر لكل من قدم لها عملا جيدا وكل يد امتدت بالخير لها.

"أهل سيناء لا يستشعرون الفرحة فى ظل هذه الأجواء"، هذا ما يقوله المواطن "محمد عبد الرحيم" من سكان مدينة العريش، مضيفا كيف لنا أن نفرح وقد ضرب الإرهاب الأسود سيناء بكل جوانبها، سقط قتلى وجرحى، من جنود الجيش والشرطة والأهالى، وأصبح الكل متحفزا وخائفا، الجندى من وراء سلاحه يخشى كل قادم إليه ويضعه فى موضع شك، والمواطن العادى لا يأمن أن يسقط ضحية رصاص جندى بالخطأ أو إرهابى يتبادل النيران مع القوات أو يفجر قنبلة أو عبوة ناسفة على طريق عام.


وقال: نعترف أننا فى سيناء نشعر بافتقادنا الأمان، وكنا فى الماضى عندما يحل علينا العيد القومى فإن أمانينا هى مزيد من التنمية ورسائلنا للمسئولين "عمروا سيناء، واستقدموا أبناء الوادى إليها ازرعوا الصحراء واستفيدوا بما تحت الحجر من خامات، وهذا العيد لم تعد تعنينا تلك الأمانى بقدر ما نتلهف لتحقيق حلم واحد، وهو عودة الأمان لسيناء وخلوها من كل الأشرار وكل من يكيد بها".

وقال "ياسين محمود" من العريش، لا عيد حل ولا تنمية تمت، هذا هو واقعنا بكل أسف وجاء الإرهاب ليقضى على ما تم من إنجازات محدودة خلال أكثر من 30 سنة من عودة سيناء للسيادة المصرية، وكأن اللعنة أصابت سيناء.



وتابع "محمد حسنى"، عيد سيناء، جاء هذه المرة وسيناء يوميا معزولة عن كل العالم حيث يتم قطع الاتصالات نهارا عنها، وتوقف مصالح المواطنين فى فروع المصالح الحكومية والمديريات ومكاتب البريد، ودائما يقال لنا إن السبب هو الإرهاب ونحن نقول متى ينتهى الإرهاب.

وأضاف "خالد زايد" من قيادات المجتمع المدنى بمنطقة الشيخ زويد، أنه رغم كل ما نشعر به من ألم نكرر أننا نأمل التعامل مع الواقع فى مناطقنا بما هو أهل له ومواجهته.


وقال لن يغادر أى مسئول مدينة العريش متجها لمناطق الشيخ زويد ورفح للمشاركة فى وضع حجر الأساس لمشروعات أو افتتاحها أو حتى تهنئة الأهالى فى هذا العيد، وهذه كارثة وهروب من واقع مؤلم، وإذا كانت الحجة هى الخوف من استهدافهم فالواقع يقول إن العملية ليست إلى هذا الحد من الفوضى خصوصا أن المناطق مؤمنة بقوات ويمكن تأمين زيارة أى مسئول، ومن هنا فكيف للأهالى أن يستشعروا المناسبة وأهميتها وأهميتهم وهم يقطنون مناطق من أخطر مناطق مصر جغرافيا، وأكثرها سخونة فى مشهد أحداث مصر.

وأضاف "محمد الشاعر" من أهالى مدينة، "بأى عيد نشعر وقد تحولت مدينتنا رفح إلى مدينة أشباح يموت فيها ما تبقى من حياة كل ليلة مع مغيب الشمس حيث يحظر السير فى طرقاتها حتى صباح اليوم التالى".



وتابع عندما أصابتنا لعنة الأنفاق وحانت لحظة الخلاص منها أصبنا نحن بعلة الخلاص، فكثير من أهل المدينة المقتدرين هجروها بحثا عن الأمان وسكنوا مدينة العريش وآخرين فى محافظات أخرى فيما بقى البسطاء صابرين وحدهم فى مواجهة "ظروف البلد"، ومن أبرز مظاهر احتفال سيناء بعيدها القومى كل عام هو بداية موسم الخوخ السيناوى الشهير، والذى تتركز زراعته فى منطقة رفح والشيخ زويد التى تشهد أحداثا ملاحقة الجماعات الإرهابية.



وقال "أحمد سالم" من سكان رفح ومزارع خوخ: "نضع أيدينا على قلوبنا خوفا على محصولنا هذا العام، فالتجار الذين يصلون إلينا بالمئات سنويا قادمين من محافظات أخرى لنقل الخوخ إلى أسواق مصر المختلفة، غابوا ووصل منهم عدد قليل، وسوق "الماسورة" الشهير الذى به يباع المحصول تعذرت إقامته هذا العام، نظرا لوقوع المنطقة بجوار ارتكاز أمنى وإغلاق الميدان الذى كان يتحول سنويا إلى ملتقى للتجار والمزارعين ويعد أحد أشهر أسواق الخوخ وأكبرها فى مصر، كما أن الأسواق الفرعية التى كانت تقام على طول الطريق الدولى من الشيخ زويد حتى رفح لا وجود لها، نظرا لأن هذا الطريق تغير حالة هذا العام وأصبح يشهد بين الحين والآخر قيام إرهابيين بزرع عبوات ناسفة لاستهداف آليات القوات أثناء مرورها وتمنع القوات أى تواجد بالقرب من الطريق للسيارت خشية أن يترك إرهابيون سيارات مفخخة تنفجر بمرور القوات، إلى جانب تأثر التجار بإغلاق كوبرى السلام واضطرارهم إلى الانتظار إلى ساعات قد تصل إلى يوم لحين العبور من شرق قناة السويس إلى غربها عبر المعديات، ومحصول الخوخ لا ينتظر أكثر من 10 ساعات إلا فى ثلاجات وجميعها مصاعب وتحديات تواجه تسويقه هذا العام.


يذكر أن مشاهد احتفال شمال سيناء بذكرى التحرير وعيدها القومى كل عام كان الحاضر فيها كل عام لافتات تزين شوارع المدن، وأعلام مصر ترتفع فوق المبانى وأخرى بطولها تدون بها عبارات التهنئة بالعيد القومى وتحمل توقيع رجال أعمال وأحزاب وجمعيات، إضافة إلى خيام تجهز فيها تقام المؤتمرات والحفلات.



هذا الحاضر فى الماضى، أصبح غائبا فى الحاضر، حيث يتسيد مشهد شمال سيناء منذ 10 شهور مضت ولا يزال الواقع لم تغيره ذكرى التحرير أو تخفيه، مظاهر الاستنفار الأمنى، وإغلاق كل الشوارع المارة بجوار المقرات الأمنية والمنشآت الحكومية الخاصة، إضافة إلى إغلاق ميادين "الجورة"، و"الشيخ زويد"، و"الماسورة"، و"الضاحية"، و"المالح"، وتوقف رحلات الطيران فى مطار العريش، وإزالة زراعات على الطرق السريعة لأسباب أمنية وهدم بيوت وعشش فى القرى التى يتواجد بها عناصر مسلحة مطلوبين لقوات الأمن، وتوقف الظهور العلنى فى الشوارع لرجال الشرطة والمرور الذين يتواجدون فى مدرعات ودوريات أمنية مجهزة وكل هذه المظاهر فرضتها لعنة الإرهاب.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة