بالصور.. "عزبة بخيت" تنتظر شبح كارثة الدويقة.. ورئيس الحى يرفض الرد على "اليوم السابع" مؤكداً: الأهالى بخير

الخميس، 03 ديسمبر 2009 01:46 م
بالصور.. "عزبة بخيت" تنتظر شبح كارثة الدويقة.. ورئيس الحى يرفض الرد على "اليوم السابع" مؤكداً: الأهالى بخير الأهالى ينتظرون الدمار فى أى لحظة
كتب مدحت وهبة ـ تصوير عصام الشامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عزبة بخيت".. إحدى عشوائيات منشأة ناصر بمحافظة القاهرة الكبرى، والتى تعانى من غياب المرافق العامة، إضافة إلى تدهور حال المنازل التى تعانى تشققات فى جدرانها وأسقفها، بشكل بات يهدد ساكنيها فى كل لحظة، فى الوقت الذى أصبح فيه الحصول على مسكن بديل درباً من المستحيلات.

داخل "العزبة" تقع حارة ربيع، التى تقع مساكنها المتهالكة أسفل جبل المقطم، الأمر الذى يثير رعب وفزع المقيمين بها، خشية تكرار حادثة الدويقة، التى خلفت وراءها آلاف القتلى.

ورغم أن أكثر من 30 أسرة من سكان الحارة تقدموا بشكاوى لمحافظ القاهرة، إلا أن أحداً من المسئولين لم يحرك ساكناً، لإنقاذ تلك الأسر التى تعيش على حافة جبل المقطم المعرضة للانهيار، خاصة بعد أن انتشرت التصدعات والشروخ فى جدران المنازل وتشقق جدرانها، اليوم السابع زار أهالى حارة ربيع، وفى السطور التالية إحدى ملامح المأساة..

بداية، أكد الأهالى لليوم السابع أن المساكن المعرضة للانهيار تم إنشاؤها من قبل مسئولى الحى، رغم أن كافة الدراسات الهندسية تؤكد خطورتها نتيجة رشح مياه الصرف الصحى على الصخور الطفيلية المكونة لهضبة الجبل.

وقال محمد مصطفى، أحد سكان الحارة، وصاحب أحد البيوت المعرضة للانهيار، إن المشكلة ظهرت عقب أحداث صخرة الدويقة الماضية، عندما قامت ثلاث سيارات نقل كبيرة بإلقاء أحجار صخرية ثقيلة الوزن من أعلى المرتفعات، وتلك الأحجار تدحرجت وسقطت بقوة على الصخرة المقامة عليها منازلنا، وتسبب ذلك فى فقدان سطح الأرض لتماسكه واستقراره، مما أدى إلى عدد من الرجات الأرضية والاهتزازات التى نتج عنها تصدعات بالبيوت وعدد كبير من الشروخ فى الجدران المختلفة، وهو ما أصاب المواطنين بالرعب من استمرار الإقامة فى البيوت فى وضعها الحالى.

وأضاف محمد: قمنا جميعا بنقل أساسيات بيوتنا من سرير ودولاب وأدوات المطبخ المختلفة وملابسنا إلى مسكن آخر فى نفس المنطقة، خاصة بعد أن اتسعت شروخ الجدران لدرجة تعرضها للانهيار فى أى وقت مما يعرض حياتنا للخطر.

وروت صباح عبد الفضيل، التى تسكن فى أحد المنازل المحاصرة برشح المياه، مأساة حارة ربيع، قائله إنها فوجئت ذات يوم بحدوث شرخ فى أحد جدران منزلها، أعقبه عدم استقرار فى أرضية المنزل، مع حدوث هزات من وقت لآخر.. الأمر الذى دفعها لاصطحاب ابنها والفرار من المنزل.

وأضافت صباح أن المسئولين وعدوها بإزالة المنزل مع تعويضها بمنزل بديل، لكن شهوراً مرت على تلك الوعود دون تنفيذ أى شىء.

"المسئولون زاروا الحى أكثر من مرة، لكن لا جديد"، قالتها نجوى فؤاد، شاكية من وعود مسئولى الحى التى لن تقى المواطنين من برد الشتاء وحر الصيف بعدما تنهار منازلهم.. لكنها ذكرت أنه تم بالفعل إزالة عشرة مساكن وتعويض أصحابهم بمساكن بديلة، لكن هناك عشرات آخرين ينتظرون الدمار فى أى لحظة.

من جهته، قال د.يحيى قزاز، أستاذ الجيولوجيا جامعة القاهرة، إن المسئولين بالأحياء وراء تفاقم أزمة العشوائيات، مشيراً إلى أنها تضم ملايين المواطنين، دون مرافق أو تأمين لمساكنهم من الكوارث الطبيعية.

وأضاف أن هضبة المقطم من أكثر العشوائيات خطورة، لاحتمال سقوط صخور على المنازل فى أى وقت، كما أن تلك الصخور مكونة من الأحجار الجيرية، يتخللها طبقات من الطفلة.

وأكد قزاز أن مأساة سكان حارة ربيع، تعود إلى ضعف دور الدولة فى إدارة وتطوير المناطق العشوائية. وأوضح أنه كان من المفترض أن يتم إجراء دراسات على طبيعة الأرض ومكوناتها الجيولوجية، قبل بناء المساكن عليها.. لكن ذلك لم يحدث، مشيراً إلى أن صخور الطفلة يجب ألا تتعرض للمياه، وهو ما لا يحدث فى منقطة "عزبة بخيت" و"حارة ربيع"، الأمر الذى يهدد بعودة شبح كارثة الدويقة من جديد.

كما أكد ضرورة توفير مساكن بديلة للمواطنين، للحفاظ على آدميتهم، مطالباً الحكومة بأن تأخذ ما حدث فى كارثة الدويقة مثلاً للفشل فى التخطيط والإدارة للمناطق العشوائية، كما دعا إلى ضرورة إجراء دراسات جيولوجية، وعدم الاعتماد على التخطيط الهندسى فقط فى بناء المنازل.

وكشف قزاز عن أن هناك أيضا ظاهرة طبيعية لا أحد يعرفها وتم اكتشافها من خلال دراسة الصور الجوية، وتمثل خطورة على أرواح المواطنين المقيمين على حواف الجبل منذ عام 1956، وهى أن الحافة الجنوبية وكذلك الحافة الجنوبية الغربية للمقطم تنهار بمعدل 1،7 متر سنويا، مدللا كلامه على ذلك بفندق المقطم العالى الذى تم إنشاؤه منذ أكثر من 60 عاما، وبجواره حديقة كبيرة حيث انهارت الحديقة وأصبح الفندق على حافة المقطم، وهو الأمر الذى أدى إلى إيقاف استخدامه خوفا من انهياره، مشيرا إلى أنه بعد مرور 50 عاما من الآن وفقا للدراسات التى أجريت حول صخور هضبة المقطم ستنهار معظم صخور الجبل.

"لا توجد مشاكل" كانت تلك هى حجة اللواء مصطفى عبادة، رئيس حى منشأة ناصر، لعدم الرد على أسئلة واستفسارات اليوم السابع!! موضحاُ أنه لا يحب إعطاء تصريحات إعلامية لأن أهالى عزبة بخيت وحارة ربيع بخير، ولا تواجههم أى مشاكل تستوجب القلق.





























مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة