موقع إسرائيلى يزعم قيام مخلوقات فضائية ببناء الأهرامات.. وعلماء آثار: ترديد لما قاله أنيس منصور فى "الذين هبطوا من السماء" ويهدفون لنفى التقدم المعمارى عن مصر وتشويه حضارتنا وخلخلة التاريخ

بعد الشائعات التى نشرتها المواقع الإسرئيلية على لسان أحد علماء الآثار الإسرائيليين البروفيسور يسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار فى جامعة تل أبيب، حيث ذكر أن "مخلوقات غريبة" هى التى بنت الأهرامات، وتساءل الباحثون: كيف نجح البشر فى نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء "هرم خوفو"، وكل ذلك بالاستعانة بحبال وأخشاب فقط، وأنهم اقترحوا أنّ الأهرامات هى مؤشرات على زيارة كائنات فضائية الكرة الأرضية وترك طابعها على هيئة الأهرام ومبان غامضة أخرى. أكد عدد من علماء الآثار المصريين أن هذا مجرد شائعات وليس لها دليل واحد صحيح.

قال الدكتور رأفت النبراوى، عميد كلية الآثار الأسبق، أن الأقاويل التى ترددها إسرائيل بأن كائنات فضائية قامت ببناء الأهرامات، كذب وافتراء.

وأضاف النبراوى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هذه المزاعم الإسرائيلية هدفها نفى التقدم العلمى فى مجال العمارة عن مصر، مؤكدًا أنها أساليب خادعة ومقصودة لتجريد المصريين من الفكر الإنشائى.

وأوضح النبراوى، أن هناك العديد من الأدلة الأثرية والتاريخية التى تؤكد عدم صحة هذه الأقاويل، ولكن الحقيقة أنهم يريدون تشويه مصر، ونفى تقدمها العلمى فى العمارة المتمثل فى بناء الأهرامات.

وقال الدكتور علاء شاهين، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، إن كل الدلائل الأثرية تؤكد على أن المصريين هم الذين بنوا الأهرامات، وأنه لا صحة لمزاعم إسرائيل سواء بأن اليهود هم الذين بنوها، أو مخلوقات فضائية.
وأضاف شاهين، أن هذه المزاعم التى يرددوها هى بشكل أو بآخر تمثل قضية سياسية، لأن السياسة "تلعب" على الحضارة والثقافة، فى محاولة إثبات أو نفى أصول معينة، لأن مصر تعتبر عدوًا لإسرائيل، وهم يريدون خلخلة ثوابتها الحضارية والتاريخية.

وأشار شاهين، إلى أن سيدنا موسى لم يكن موجودًا قبل 1200 قبل الميلاد، إذا هناك فارق زمنى يؤكد عدم وجود يهود آنذاك لبناء الأهرامات، وهذا رد منطقى وبسيط على مزاعمهم.

وأوضح شاهين، أما بالنسبة لما يرددوه بأن مخلوقات فضائية هبطت وقامت ببناء الأهرامات، فلدينا شواهد مادية تؤكد عدم صحة هذا الكلام غير العقلانى، وهذه الدلائل هى جبانة العمال المشيدين للأهرامات فى نزلة السمان، بما تحتويه من جثث، وهياكل عظمية للعمال، وكذلك كمية الطعام التى كانت تستهلك، ونوعيتها، بالإضافة إلى المواقد التى كان يقومون بطهى الطعام عليه.

وأكد شاهين، أن نقل الحجارة كان يتم عن طريق جرها بواسطة الحيوان أو البشر، موضحاً أن هذه المزاعم الإسرائيلية غير مقبولة وهناك العديد من الأدلة والشواهد الأخرى التى تؤكد عدم صحة مزاعمهم.

هذا وقال الدكتور مختار الكسبانى، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، أن مزاعم إسرائيل بوجود مخلوقات فضائية هبطت من السماء، وساعدت المصريين فى بناء الأهرامات، هى مجرد تخاريف، أصدرها أشخاص تافهون.

وأضاف الكسبانى، أن إسرائيل بذلك تردد نفس المزاعم التى ذكرها أنيس منصور فى كتابه "الذين هبطوا من السماء" والذى أكد فيه هبوط كائنات فضائية من السماء وهى التى بنت الأهرامات.

وأوضح الكسبانى، أن الذين بنوا الأهرامات هم المصريون أنفسهم، وليس عن طريق السخرة كما يشاع بين البعض، مؤكدًا على أن إسرائيل تعانى حالة من الفويبيا، والهوس بمصر، حتى أنهم يريدون نفى فعل بناء الأهرامات عن المصريين، فمرة يقولون اليهود من بناها، والآن يقولون مخلوقات فضائية.