قرار حظر المآذن.. سفراء أوروبا يحذرون من تبعاته.. وأردوغان يحث سويسرا على إصلاح "الخطأ".. وهجوم سنى شيعى على القرار.. و"الطحاوى" ترى فيه معاملة المسلمين بالمثل

الأربعاء، 02 ديسمبر 2009 09:03 ص
قرار حظر المآذن.. سفراء أوروبا يحذرون من تبعاته.. وأردوغان يحث سويسرا على إصلاح "الخطأ".. وهجوم سنى شيعى على القرار.. و"الطحاوى" ترى فيه معاملة المسلمين بالمثل قرار حظر المآذن بسويسرا يثير جدلا
إعداد رباب فتحى وفاطمة شوقى ووكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذر عدد من سفراء الدول الأوروبية المعتمدين لدى مصر من تبعات الاستفتاء الذى وافق عليه 57% من الشعب السويسرى بسن تشريع يحظر بناء المآذن، داعين إلى عدم إساءة استخدام نتائج الاستفتاء بما يؤدى إلى تدهور العلاقات بين المنتمين للأديان المختلفة.

وقال بيتر جولدش سفير جمهورية سلوفاكيا لدى مصر إنه لا يعتقد أن الأمر ذا صبغة سياسية، حيث إن الحكومة والبرلمان يدعمان بناء المساجد والمنارات مع زيادة أعداد المسلمين هناك، لكن بما أنها دولة ديمقراطية، فإن هذا الاستفتاء يمثل رأى الشعب أكثر، متوقعا أن تكون الأزمة الأخيرة التى أثارها الرئيس الليبى معمر القذافى مؤخرا هى السبب فى هذه النتيجة.

ومن جانبه، اعتبر سلوبودان شويا سفير جمهورية البوسنة والهرسك لدى مصر نتيجة الاستفتاء بأنها "مفاجأة" ليس له فقط لكن للكثيرين، محذرا من التوغل فى الحديث عن الأمور الدينية لما تخلقه من مشاكل كثيرة وتوترات، ومشيرا إلى أن أكبر دليل عليها الأحداث التى تلت نشر الرسومات المسيئة للرسول محمد والحرب الأهلية فى البوسنة والهرسك التى راح ضحيتها الآلاف.

أردوغان يحث
فيما حث رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، سويسرا، على إصلاح هذا "الخطأ" محذراً من تصاعد العنصرية فى أوروبا. وقال أردوغان أمام برلمان بلاده "من واجبنا دعوتهم إلى التراجع عن هذا الخطأ فى أقرب الآجال".

وأكد أردوغان أنه ما كان يجب البتة إحالة مثل هذه القضية التى ترتبط بحرية المعتقد إلى استفتاء شعبى، ورأى فى الاستفتاء "انعكاساً لتصاعد موجة عنصرية ويمين متطرف فى أوروبا".

كما أشار إلى أن "كراهية الإسلام تشكل جريمة ضد الإنسانية"، وقال الرئيس التركى عبد الله جول من جانبه إن هذا القرار "عار" على السويسريين.

وانتقد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية نتيجة الاستفتاء السويسرى وقال "إنه يمس حقوق المواطنين الذين يدينون الإسلام ويقيمون فى سويسرا، ولهم كل الحق فى إقامة عباداتهم فى مساجدهم طبقا لمبادئ حقوق الإنسان الأساسية، وهناك العديد من المساجد بمآذن فى سويسرا".

الطحاوى تراه معاملة بالمثل
وعلى النقيض تماما وجهت الكاتبة المصرية منى الطحاوى بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية انتقادات لاذعة ضد الضجة التى أعقبت الإعلان عن نتائج الاستفتاء.

وقالت الطحاوى، إن مفتى الديار المصرية د.على جمعة، أدان الحظر باعتباره "هجوماً على حرية الاعتقاد"، ولكنه لا يدين الصعوبة التى يجدها الأقباط المصريون عند بناء الكنائس فى مصر، حيث يجب عليهم الحصول على إذن أمنى لمجرد القيام ببعض التجديدات.

وأشارت منى الطحاوى فى مقالها، إلى أن موجة الإدانة التى اجتاحت العالم الإسلامى بمجرد الإعلان عن نتائج الاستفتاء أظهر نوعا آخر من النفاق، الذى يجب مواجهته فى حال ما أخذت شكاوى المسلمين المتعلقة بالتعصب على محمل الجد.

ونوهت الطحاوى، إلى أن قطر افتتحت العام الماضى أول كنيسة كاثوليكية، لا يعلوها صليب أو أجراس أو برج، وهو الأمر الذى يجعل من المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة فى الخليج التى تمنع بناء دور العبادة لغير المسلمين، فحتى المسلمين الذين لا يعتنقون أصول الطائفة الوهابية المتشددة أمثال الشيعة يجدون صعوبة بالغة فى بناء مساجد لهم، بل ويعانون من الاضطهاد بشكل روتينى.

ثقافة صراع الحضارات
فيما دعا د.عبد العزيز بن عثمان التويجرى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) دول العالم الإسلامى إلى مقاطعة سويسرا تجاريا وسياحيا، وسحب الأرصدة المالية من بنوكها، ردا على نتائج الاستفتاء.

وقال مفتى لبنان الشيخ محمد رشيد قبانى، إن قرار منع بناء المآذن يشجع ثقافة صراع الحضارات فى وقت يجب أن يعمل فيه الجميع على تشجيع احترام الآخر وتفهمه.

وأكد قبانى، أن الاستفتاء السويسرى يشكل انتهاكاً لحرية المعتقد ولا يخدم ثقافة العيش المشترك، بل يغذى ثقافة القلق والكراهية فى مجتمع كان مضرب المثل فى الحياد الإيجابى فى العالم، معتبرا أن هذه التصرفات تشعل صراع الحضارات.

وشدد السفير السويسرى، على ضرورة وضع استراتيجية لتشجيع الاندماج بين المسلمين والشعب السويسرى، وتطوير الحوار والتعاون بين الجميع.

ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، إلى إزالة كل هواجس الغربيين التى تعيق فهم الإسلام، لاسيما أن الإسلام دين انفتاح وحوار وتواصل وتعاون مع الآخرين، لافتا إلى أن المآذن لتذكير الناس بأوقات الصلاة وتعبير دينى لا يسىء لأحد من الناس.

وأعربت المؤسسة الدينية فى مصر (المتمثلة فى الأزهر الشريف وجامعته ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء) عن استنكارها لحظر بناء المآذن، ووصف بيان صادر عن المؤسسة الدينية فى مصر هذا الحظر بأنه "يؤدى إلى بذر بذور الكراهية والتمييز ضد المسلمين فى سويسرا".

وتباينت ردود الأفعال بين السياسيين فى ألمانيا لنتائج الاستفتاء السويسرى يوم الأحد الماضى الرافض لبناء مآذن المساجد، بين من يعتبر تصويت الأغلبية ضد بناء المآذن نتيجة طبيعية لتنامى الخوف فى الأوساط الأوروبية من أسلمة المجتمع الأوروبى، ومن يعترض على نتيجة الاستفتاء من منطلق تعارضها مع مبادئ حقوق الإنسان والحريات الدينية.

وجاءت أغلب ردود الفعل فى ألمانيا التى تضم أكثر من 2000 مسجد من أوساط المسلمين، إذ انتقد أيمن مزيك أمين عام المجلس الأعلى لمسلمى ألمانيا بشدة قرار حظر بناء المآذن، معربا عن مخاوفه من أنه فى حال إجراء استفتاء مماثل فى ألمانيا فإن نتيجة من هذا القبيل تعتبر كارثية.

فرنسا تستبعد إجراء نقاش
واستبعد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية لوك شاتيل اليوم الثلاثاء، إجراء فرنسا لنقاش بشأن حظر بناء المآذن فى البلاد مثلما حدث فى سويسرا، مشيرا إلى أن الدستور الفرنسى ينص على العلمانية، ولكنه أيضا ينص على التعبير عن حق العبادة والحرية الدينية.

وقال شاتيل، خلال حديثه لراديو "ال سى آى"، إن فرنسا بعيدة تماما عن الوضع الحالى فى سويسرا التى صوتت لصالح حظر بناء المآذن.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، أن فرنسا جمهورية اختارت أن تكون علمانية ولكنها تحترم فى نفس الوقت ديانة كل مواطن.

وأضاف أن النقاش الحالى فى فرنسا بشأن حظر ارتداء النقاب لا يقارن بمسألة حظر بناء المآذن، لأن النقاب يتعدى مسألة التعبير الدينى فهو ينطوى على اعتداء على حرية المرأة وعلى حرية التعبير. على حد قوله.

صحيفة أسبانية:
واهتمت صحيفة الموندو الأسبانية برصد تطورات القرار الذى أثار الجدل حول حظر سويسرا لبناء المآذن، حيث أعربت أوروبا عن قلقها حول نتائج الاستفتاء الذى أجرى فى سويسرا بالأمس حول هذا الشأن، خوفا من اهتزاز صورتها كنموذج للتسامح وحرية الأديان.

ونقلت الصحيفة عن وزير الشئون الخارجية الفرنسى برنارد كوشنير قوله "لقد صدمت قليلا لقرار حظر بناء المآذن فى سويسرا"، واعتبر نتيجة هذا الاستفتاء "تعبيرا عن التعصب".

وأضاف كوشنير قائلا: "لقد صدمت قليلا من هذا القرار السلبى من وجهة نظرى، وذلك لأن النظرة إلى سويسرا ستختلف وسيطلق عليها "بلد قامع للأديان" إذا لم يسمح ببناء المآذن فى البلاد".

"العفو الدولية" تنتقد
وانتقدت منظمة العفو الدولية (امنسيتى انترناشيونال) حظر بناء المآذن فى سويسرا، وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية الليلة، أن منظمة العفو الدولية أكدت أن رفض السويسريين بناء المآذن فى استفتاء جرى أمس الأحد "ينطوى على انتهاك لمبدأ حرية الأديان".

وتوقعت المنظمة أن يتم إلغاء نتائج الاستفتاء من جانب المحكمة العليا السويسرية أو المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة