مثقفون مصريون وعرب ينعون رحيل ماركيز ساحر الرواية العالمية...الأبنودى: أحد معجزات الأدب.. وسلماوى: محفوظ حثه على الاستمرار فى الكتابة.. وصلاح فضل: انتقل لذمة الخلود وأصبح مضيئًا فى ذاكرة البشرية

الجمعة، 18 أبريل 2014 05:09 م
مثقفون مصريون وعرب ينعون رحيل ماركيز ساحر الرواية العالمية...الأبنودى: أحد معجزات الأدب.. وسلماوى: محفوظ حثه على الاستمرار فى الكتابة.. وصلاح فضل: انتقل لذمة الخلود وأصبح مضيئًا فى ذاكرة البشرية الكاتب العالمى ماركيز
كتب بلال رمضان وأحمد منصور وسماح عبد السلام وإيمان عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل عن عالمنا بعد 87 ربيعاً من الإخلاص للكتابة والحب والشغف ومراودة الحياة، أحد أساطير الكتاب فى تاريخ الإبداع الروائى، وهو الكولومبى الشهير جابريل جارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل 1982، وهو ما جعل هناك حالة من الحزن الشديد سيطرت على جمهور ماركيز فى شتى أنحاء العالم.




فى البداية عبر الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، عن حزنه لرحيل ماركيز وقال، إنه أحد المعجزات مثله مثل الأديب العالمى نجيب محفوظ، وأنه مشروع متكامل وعالمه خليط من السحر والواقعية ولا شك أن الأجيال الجادة من الروائيين بل ومن غير الروائين استفادوا من قراءة أعماله كثيرا، ورحيله المحزن ختام لفترة محزنة من المرض، وأتعجب كيف لعبقرى مثل هذا الذى حملت ذاكرته هموم الإنسان والكون أن يفقد الذاكرة فى النهاية، ولكن أدبه سيظل مضيئًا دائمًا لا يخفت مع مرور السنين.




وقال الكاتب الكبير محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر، إن رحيل الأديب ماركيز، خسارة كبيرة ولا تعوض.




وأشار "سلماوى" إلى أن ماركيز كان ملما بكثير من ثقافات العالم، وتأثره الكبير برواية ألف ليلة وليلة ووكان له أثره الكبير فى الواقعية السحرية التى أصبحت فى أمريكا اللاتينية اتجاها يميز أدبها، كما أشار "سلماوى" إلى أنه فى وقت الذى تعرض فيه الروائى الكبير نجيب محفوظ لحادثة اغتياله المشهورة، أرسل ماركيز له خطابا مؤثرا جدا مكون من صفحتين بخط اليد وقال له فيه "إن الشمس لا يمكن لأى سحب مهما كانت داكنة أن تغيبها والشمس ساطعة وإشعاعها يغذى العالم كله"، وكان يراسله ولم يقابله أبدا .




وتابع "سلماوى" ذهبت ذات مرة إلى ماركيز فى أمريكا لإجراء لقاء معه، وعلم ذلك نجيب محفوظ فأملى علىّ خطابا لعدم قدرته على الكتابة فى ذلك الوقت، ومن خلال الخطاب ذكر فيه موقفه معه عندما تعرض لمحاولة الاغتيال، وكان الخطاب هدفه الاطمئنان على صحة ماركيز بعد إعلانه عدم قدرته على الكتابة، وأنه سيعتزل بسبب مرضه، وحسه نجيب على ضرورة مواصلة الكتابة، بأى طريقة فإن لم يكن بالكتابة فبالإملاء أو التسجيل الصوتى، وأضاف سلماوى الآن رحل الاثنان اللذان لم يلتقيا فى الدنيا ولكن مقدر لهم أن يلتقيا فى الآخرة وكل منهم ترك خلفه فراغا كبيرا.



وقال الكاتب الكبير يوسف القعيد، أن ماركيز ذاعت شهرته بعد حصوله على نوبل عام 1982 لروايته "مائة عام من العزلة" ثم "خريف البطريارك" و"الحب فى زمن الكوليرا "، وله العديد من الأعمال أقل شهرة ولكنها لا تقل قيمة عن أعماله المشهورة.




وأكد القعيد، أن ماركيز متزوج من سيدة تسمى مرسيدس تنتمى لعائلة عربية، وذكر ماركيز فى أحد تصريحاته أنها من"بورسعيد" ومع هذا فشلنا فى نزوله لمصر. وأضاف "القعيد" أن ماركيز كاتب مهم وعندما نتحدث عنه الجدير أن نذكر صالح علمانى المترجم السورى الذى قام بترجمة أعماله بشكل غير عادى.




وقال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن رحيل الروائى جابريل جارسيا ماركيز يُعتبر فاجعة كبيرة للوسط الأدبى والفنى، لأن وجوده فى الحياة يشعرنا بروحه العظيمة وإبداعه المهم.




وأشار "عبد المجيد" إلى أن كتابات ماركيز خالدة، حيث استطاع أن ينقل فن الرواية إلى عصر جديد، بعد أن كانت قد وصلت إلى طريق مسدود بالكتابة عن الأشياء وليس البشر وأضاف لها الخيال.




وأضاف "عبد المجيد" أن ماركيز كافح لسنوات طويلة ليصنع اسمه، كما استفاد من حكايات والدته وجدته التى غلب عليها التراث الشعبى، مشيراً إلى أن القراء يعشقون رواياته الثلاث "مائة عام من العزلة، الحب فى زمن الكوليرا وخريف البطريرك"، كما أنصح القراء بإعادة قراءة خريف البطريرك التى تتحدث عن الديكتاتور، لنعرف كيف نصنعه بإيدينا.




قال الكاتب الكبير بهاء طاهر، إن ماركيز من أكثر الكاتب الذين أثروا فى الكتاب العرب بعدما فتنهم بأسلوبه فى رواية "مائة عام من العزلة" حتى أن البعض منهم حاول تقليده، وأضاف صاحب "واحة الغروب" أنا شديد الإعجاب بماركيز على المستوى الشخصى، لأنه كان كاتبًا معاديا للصهيونية حيث أجر بعد مذبحة صابرا وشاتيلا صفحة فى إحدى الجرائد الفرنسية على حسابه الشخصى ليندد فيها بالمذابح التى حدثت فى صبرا وشاتيلا.




وقال الكاتب الكبير عبد الوهاب الأسوانى، إن رحيل ماركيز يعُد خسارة كبيرة للحياة الأدبية، مشيرًا إلى أنه حصل على شهرة كبيرة لم يحظ بها قبله إلا الكاتب العالمى آرنست هيمنجواى، مشيراً إلى أن رواية "مائة عام من العزلة" لا يكتبها إلا كاتب كبير، حيث غطت 12 جيلاً من أمريكا اللاتينية، بتفاصيل دقيقة تنم عن إبداع حقيقى، ومن هنا كان هذا العمل من الأعمال المهمة والصعبة فى تاريخ الأدب العالمى.




وأوضح "الأسوانى" بأن بعض الترجمات ظلمت رواية "خريف البطريارك" أحد الأعمال المهمة فى المنجز الأدبى لماركيز، والتى تحدث من خلالها عن الديكتاتور وطريقة صناعته، كما أكد "الأسوانى" أن ماركيز صاحب تأثير كبير على الأدب العالمى والعربى، مشيراً إلى أننا كعرب تجاوبنا مع أدب أمريكا اللاتينية لأنه متشابه معنا.




وقالت الكاتبة الكبيرة سلوى بكر، إن ماركيز ليس فقط رائداً أدبياً، ولكنه علامة فارقة فى تاريخ الرواية على مستوى العالم كله، مشيرة إلى أنه أرسى منهجاً وأسلوباً روائياً أطُلق عليه فيما بعد "الواقعية السحرية".




ورأت سلوى بكر، أن ماركيز قد أثر بشكل أو بآخر فى كثير من كُتاب أمريكا اللاتينية وكتاب العالم الثالث، مضيفة بأنه صاحب إنجاز روائى ضخم ووفاته خسارة أدبية كبيرة ولكن هكذا وضع الحياة، ونحن نرثيه بكل حزُن وبكل ما يستحقه كقامة أدبية كبيرة.




وقال الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، إنه يمكن اعتبار ماركيز من أعظم كتاب القرن العشرين، ذلك لأنه شرع نهجًا جديدا فى الرواية العالمية عبرت عن روح القارة التى ينتمى إليها فى أمريكا اللاتنية وجسدت ضمير شعبها فى مكنونه العميق، وكانت الواقعية السحرية التى نماها ماركيز بعد روداها الأوائل من كوبا ومن الأقطار اللاتينية الأخرى بؤرة تجمع فيها الحس الإنسانى بنسبية الزمن ونسبية الواقع وأهمية الخيال فى حياة الناس، وكانت الدلالة السياسية واضحة فى أعمال ماركيز فى حربه على الاستغلال الأمريكى والجشع الرأسمالى وفى دفاعه المستميت عن هوية الشعوب التى يكتب عنها وفى قدرته على بلورة رؤيته للعالم.




وأكد "فضل" أن كل رواية من أعمال ماركيز كانت تكشف جانبا من هذه الجوانب بمذاق متميز وسحر خاص كأنها كون صغير يرمز إلى هذا الكون الكبير الذى يعبر عنه منذ أن أصيب ماركيز بالزهايمر وامتنع عن الكتابة انتقل إلى ذمة الخلود وأصبح سطرا مضيًا فى ذاكرة البشرية.




وعلى المستوى العربى، قال الكاتب السودانى الكبير أمير تاج السر إن رحيل ماركيز، بمثابة انهيار ركيزة راسخة من ركائز الأدب، فالرجل كان معلما حقيقيا، ارتقى بموهبته إلى القمة، وعرف كيف يستخدم الخيال، ويوظفه من أجل إبداع أدب متميز ومختلف ستسير على نهجه أجيال بعد ذلك.




وأكد تاج السر، أنه شخصيا تأثر بماركيز فى بدايته، قائلاً تأثرت بطريقته فى الإبهار من دون أن يحس القارئ أنه خدع، وهكذا حتى كتبت بطريقى لكن تأثيره فى ككاتبى المفضل ظل مستمرا حتى الآن. وأضاف تاج السر، أحس فعلا بالحزن لرحيله بالرغم من أنه لم يكتب منذ فترة بسبب ظروفه، لكن مجرد وجوده كان ملهما فعلا.




وقال الكاتب الكويتى طالب الرفاعى، بموت ماركيز يفقد العالم كاتباً كان يعين القرّاء على تحمّل قسوة أقدارهم!، مضيفًا: "بهدوء رحل ماركيز، وستبقى كتبه تشرق على البشرية كل يوم، السلام لروحك أيها الكاتب المبدع". وأضاف: عندما يرحل كاتب بموهبة وإبداع غارسيا مركيز، يفقد العالم إنسانا كان عوناً على الحياة عند الملايين! لروحك السلام أيها الكاتب".
















































مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة