افتح قلبك مع د.هبة يس.. لا تكونى عدوة نفسك

الأربعاء، 16 أبريل 2014 04:34 م
افتح قلبك مع د.هبة يس.. لا تكونى عدوة نفسك هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (...) إلى افتح قلبك تقول: أنا شابة عمرى 30 سنة، غير مصرية، خريجة كلية الهندسة، وأعمل فى مكان جيد والحمد لله، أنا متدينة باعتدال، محجبة وعلى خلق، مشكلتى باختصار هى تأخر زواجى، ليس لأنه لا يتقدم لى أحد، ولكن لأنى دائما ما أرفض من يتقدمون لى وحتى وبدون أسباب واضحة.

أنا نشأت فى أسرة مفككة إلى حد كبير، والداى كانا دائما الشجار لدرجة الشتم والضرب، وهذا أمر لا يخفى على أحد من أقاربنا أو جيراننا، أمى مصابة باكتئاب مزمن، تتصرف أغلب الوقت كإنسانة غير طبيعية، مما أثّر على حياتى أنا وإخوتى الأربعة، حيث إن الآخرين دائما ما كانوا ينظرون إلينا على أننا (أولاد المجنونة).

أكثر من تأثرت بحالة أمى هى أختى الصغرى، التى تعرضت لبتر أصابعها الأربعة بسبب أن أمى غفلت عنها وتركتها تعبث بمفرمة اللحم وهى طفلة صغيرة، كلنا نشأنا نشعر بالخجل وعدم الثقة والتوتر العام، ولكنى كان لى حلم منذ صغرى، وهو أن أكبر لأدرس الطب فى جامعة أخرى بعيدة عن المدينة التى نعيش فيها، لأقابل هناك فارس أحلامى الذى أحبه ويحبنى، ونبنى سويا بيتنا الخاص بعيدا عن كل هذه المعاناة التى رأيتها فى حياتى.

ولكن حلمى تحطم فى أوله، عندما لم أحصل على المجموع الذى يؤهلنى لدراسة الطب كما حلمت منذ طفولتى، فالتحقت بكلية الهندسة، وفى مدينتى تنفيذا لرغبة أهلى، ومنذ ذلك الوقت وأنا بلا حلم.. بلا أمل.. بلا روح، فاقدة لأى رغبة فى أى شىء، أحلم بالحب ولكنى لا أقوى على الخوض فيه، خجلى دائما يمنعنى من منح الفرصة لأى أحد بالتقرب إلى، وفى نفس الوقت أجدنى أرفض مبدأ الزواج التقليدى، فأرفض مقابلة العرسان، فلماذا أقابلهم وأنا رافضة للمبدأ من الأساس.

أشعر أنى أضع معايير شبه مستحيلة لفارس أحلامى، أو بمعنى أصح مواصفات عالية جدا على أنا شخصيا، فليس لدى ما أقدمه لشخص بمثل هذه المواصفات، فأنا ضعيفة الشخصية، مترددة، عصبية بالرغم من طيبتى التى تصل أحيانا إلى حد السذاجة، حتى أنى أحاول دائما إرضاء الآخرين ولو حتى على حساب نفسى.

مؤخرا تقدم لى ابن عمى، وهو شخص مهذب وخلوق، ووحيد أبويه وبالتالى فهو شخص لاقى عناية خاصة منذ صغره، ويعرف عنى وعن ظروفى كل شئ، ولكنى لم أحبه، ورفضته كغيره.

والآن ماذا أفعل؟.. العمر يجرى ويتسرب من بين يدى، وأنا لا أريد أن أشيب بلا أسرة ولا أولاد يرعوننى فى كبرى، كما أنى أريد أن أتخلص من نظرة من حولى لى على أنى فتاة فاشلة و(عانس)... بماذا تنصحينى يا دكتوره؟

وإليك أقول:
أولا لماذا أوقفت تحقيق حلمك على حدوث سيناريو واحد فقط، وإن لم يحدث ينهار حلمك؟، فأنت كنت تحلمين بدراسة الطب، وفى مدينة غير مدينتك، وهناك كنت ستلتقين فارس الأحلام. هذا ترتيبك وتخطيطك أنت للموقف، لكن من قال لك إن هذا هو السيناريو الوحيد لتحقيق حلمك؟ أليس من الممكن أن تتميزى فى مجالك الحالى أكثر من الطب؟، وأليس من الممكن أن يكون استقرارك فى مدينتك وفى بيتك أكثر دفعا لك للتفوق والتقدم من الانتقال إلى مدينة أخرى بمفردك؟، وأليس من الممكن أن تقابلى ذلك الفارس فس كليتك الحالية تلك؟، أو حتى فى مكان آخر غير الكلية أصلا؟

ثانيا تقولين إنك تحلمين بالحب، لكن من قال لك إن كل ما يحدث فى الجامعات بين الشباب هذا هو الحب؟ ألا تعرفى أن أغلب هذه القصص ينتهى بالفشل؟، وأن جزء كبير منها يخلف ورائه آلام وجروح وذكريات يصعب الخلاص منها؟، لماذا قصرتى حصولك على الحب بالجامعة؟، من أدراكى؟، فربما تقابلين من تحبيه ويحبك أثناء عملك، أو بين أقاربك، أو ربما حتى من أى مكان آخر لا تحتسبيه؟

ثالثا من قال لك إن كل الزيجات التقليدية سيئة وغير سعيدة؟، هذا ليس صحيحا بكل تأكيد، فمنها زيجات غاية فى البؤس فعلا، ولكن منها أيضا الزيجات الرائعة التى يقسم الزوجان فيها بأنه لم يكونا ليرتبطا بشخص أفضل من ذلك.

المسألة كلها مسألة توفيق من الله فى الارتباط بالشخص المناسب، على اختلاف طرق التعارف والارتباط، لهذا أطلب منك ومن كل شاب وفتاة يبحثون عن الزواج أن تطلبوا العون والتوفيق والسداد من الله، وأن ييسر لكم الزوج الصالح الذى تسعدون معه وتسعدونه.. ببساطة، وبدون تعقيدات أو اشتراطات، فأيهم أهم أن يأتيكى الشخص المناسب؟ أم من أين أتى؟

حبيبتى.. أراكِ أنت من تقيدين نفسك، وتقفين عقبة أمام تحقيق حلمك وتقدم حياتك، فمن قال لك إنه أن لم تتحقق رغبتك بكامل مواصفاتها أنك لن تنجحى ولن تسعدى؟، مثل هذا التصلب فى التفكير هو أعدى أعدائك، لأن من أهم صفات الناجحين فى الحياة هى (المرونة)، بمعنى أنهم يعتادون الاستفادة والتأقلم مع كل الأوضاع والظروف، حتى وإن كانت ضد رغبتهم، وعلى عكس ما تمنوا وخططوا.

لو أردت رأيى.. قابلى من يتقدمون لك، فربما تجدين بينهم ضالتك، لأنه حين يأتى نصيبك ستجدين نفسك تقبليه وتنجذبى إليه وتتمنى إتمام الارتباط به سريعا، دون أن تفكرى فى أنه لم يأتِكى بالطريق الذى كنتى تتمنيه.

أما عن مشاكلك الأسرية فهى مؤلمة ومؤثرة بكل تأكيد، لا أستطيع الإنكار، لكنه ما زال أمامك الاختيار بين الاستمرار فى هذه الكآبة والبقاء فى هذا الوضع غير المريح، وبين منح الآخرين فرصة أن تعرفيهم، فتجدى من تبحثين عنه بينهم، وتبدأين حياتك الخاصة كما حلمت طويلا، أرجوكى لا تضيعى مزيدا من الوقت، وغيرى تفكيرك فورا، فلا أحد يعرف من أين يأتيه الخير أبدا.

للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة