محمود كرم الدين محمود يكتب: أشتاق لرجولتك الحقيقية

الإثنين، 14 أبريل 2014 10:05 م
محمود كرم الدين محمود يكتب: أشتاق لرجولتك الحقيقية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم هو صريح حوار العيون فى مواقف الحب الحاسمة، ترسل النظرات كلمات لا تطيق كل العبارات وصفها، هى فى ركن، وهو فى الركن الآخر من الغرفة، يسترق كل منهما النظرات من الآخر، وهى تترقب قراره، هل حقاً سينهى زواجهما فى تلك اللحظة ؟ رغم كل شىء تشعر أن الحياة بها نهايات أعجب من أفلام السينما، فتفاجأ المشاهد ببدايات جديدة رغم النهايات الحتمية، فهل يتحقق ذلك فى حبهما، ينتظر المأذون قرارهما فى تلك اللحظة، حوار صامت تتبادله أعينهم لا تفهم إشاراته إلا قلوبهما، ولا ترصده إلا مشاعر تدافع عن البقاء حتى آخر لحظة، فبدأت هى بسؤال بعينيها .

لماذا لا تشعر بالرجولة إلا فى ضرب حبيبتك؟ والآن تشعر بكرامتك وأنت تهدم بيتك؟ كم كان اشتياقى أن أرى رجولتك فى تحملك لعباراتى القاسية التى قلتها غيرة على مصلحتك، كالأم التى تحث ابنها على النجاح بكافة الوسائل والكلمات الجارحة، كم كنت أشتاق لرجولتك لتعبر بى أزماتى فى هدوء رزانتك، تصرفاتى التى ضايقتك تصرخ بحبك، لم أقصد يوماً إهانتك أو الإقلال من شأنك، لكن كان يجرحنى أن أكون أقل إنسان يشغل اهتمام عندك .

- كم من فرص البقاء ضاعت فى كلماتك الجارحة، واتهامات بالتقصير، أو شك فى التصرفات، كيف لرجل أن يعيش فى بيت لا احترام له فيه ؟ كيف تبدلت لغة الأحباب، إلا لغة حساب وعقاب؟

ليس غريباً على من نسى نفسه، أن ينسى مواقفى معه، لكن أنصحك أن لا تمحوا فى غضبك كل أشيائى، ستحتاجها حتماً حين تريد العودة إلى نفسك، ستعود إليها من مكانى، من آخر حلم حلمنا به سوياً، ليس بغرور أو كبرياء، ولكن وببساطة، أنى لن أبحث عن نفسى إلا عندك.

أسمع كلماتك أتعجب من تصرفاتك، وكأن الأيام القاسية كانت افتراء، ولم نتبادل الإهانة بأسوأ الكلمات، حتى وإن نسيت الكلمات، فكيف أنسى التصرفات؟
- أمامك وأمامى الاختيار، إما أن نتذكر سويًا مواقفنا الجميلة ونبنى عليها حياتنا الجديدة، ونتمسك بها حتى وإن كانت قليلة، أو ننكرها فلا يبقى إلا أسوأ ما فينا، وحينها لا شيء يحمينا بعد أن نهدم بيتنا الذى كنا نحتمى فيه من قسوة الدنيا، فهل تملك الشجاعة تذكر الأيام الجميلة؟

وأين هى الأيام الجميلة؟

أنت أجمل ما فى الأيام، إن لم أر فيك الجمال، فكيف اخترتك من بين كل الرجال؟

جميلة كلماتك وكأنى لأول مرة أراكِ فيها، من الآن لن أبنى بيتى على كلمات غضبك، ولكن أساعدك على إظهار جمال قلبك.
وخرجا من حجرة المأذون متشابكى الأيدى والقلوب متذكرين لمواقفهم الجميلة، فهل حقاً يمكنهم نسيان المواقف الأليمة لصنع حياة جديدة؟ الله أعلم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة