من دار السلام والقصيرين وأطفيح إلى المرج ومسطرد وعشش السكة الحديد..

الفقراء فى العيد .. ننتظر لحوم الأضاحى لتخزينها .. ونبيع جزءاً "علشان" يبقى معنا قيمة تذكرة "الجنينة" للعيال

السبت، 28 نوفمبر 2009 07:07 م
الفقراء فى العيد .. ننتظر لحوم الأضاحى لتخزينها .. ونبيع جزءاً "علشان" يبقى معنا قيمة تذكرة "الجنينة" للعيال الفقراء فى العيد يستجدون اللحم لتخزين الفرحة بقية العام
كتبت ناهد إمام وسحر الشيمى ونهى محمود ورانيا فزاع وسماء عوض الله وتصوير أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عيد الأضحى الشهير بـ"عيد اللحم" يعيش كل الناس طقوساً خاصة مختلفة، ولدى الفقراء تزداد هذه الطقوس اختلافاً بدءاً من طريقة الحصول على اللحم، وحتى الأغراض التى يستخدمون فيها ما يحصلون عليه وحتى قيمة "اللحوم" لديهم، ونظرتهم لها وفقاً لما يحصلون عليه منها بقية العام.

اليوم السابع تجول فى أكثر الأحياء فقراً ليتعرف على هذه المشاهد عن قرب.

من عزبة عرب الوالدة يقف "أبو وفاء" فى طابور الانتظار أمام الجامع فى كل عيد، يقول: "أنا بشتغل أرزقى على أد حالى فى سوق العرب، مراتى كانت بتبيع فراخ جنبى فى السوق لكن من ساعة موضوع الأنفلونزا لا بقينا بنبيع ولا ناكل، وطول السنة مضطر أجيب اللحمة والكبدة المستوردة للعيال، وحتة اللحمة اليتيمة بتاعة العيد دى بقعد لها قدام الجامعة من صلاة الفجر علشان أفرح العيال وياكلوا فتة بعد صلاة العيد".



أما "فاطمة سعد" 45 سنة التى تعيش فى عزبة القصيرين بالزاوية الحمراء فتقول: "طبعا محدش بيدبح فى الحارة عندنا، لكن أحمد ابنى شغّال فى شركة كمبيوتر وكتر خيره الباشمهندس صاحب الشركة بيعدى علينا العصر فى أول يوم العيد، ولأنه عارف إن أحمد وإخواته السبعة أيتام فبيزود لنا الكمية، وأهو بقى له 3 سنين مبيقطعش عادته، ربنا يحميه هوه وصاحب المصنع اللى بتشتغل فيه بنتى كوثر، لأن من غير كده العيال مش ح تاكل لحمة العيد، هوه شوية الخضار اللى ببيعهم دول بيجيبوا حاجة؟!".



عزيزة محمد 45 سنة، عاملة فى هيئة النظافة وتعمل حاليا فى مستشفى أبو الريش، مطلقة، وتسكن فى دار السلام فى شارع الجزيرة، تقول: "عندى خمس بنات اتنين متجوزين وواحدة مطلقة ومعاها عيلين وكلهم عايشين معايا، جالنا كيلو ونص جابهم الجيران، اشترينا 2 كيلو كندوز بـ70 جنيه، وطبعا كده يعتبر كتر عليا لأن كل مرتبى 300 جنيه وبصرف على عيلة كبيرة، والحمد لله على كده أهم كلوا لحمة يوم الوقفة والنهاردة، وكفاية على كده، ونحمد ربنا".



أما نورا من عرب غنيم بحلوان فتقول: "والدتى بتشتغل فى حراسة عمارة فى المعادى، وده نعمة من عند ربنا لأن كده المشكلة بتتحل ومعظم سكان العمارة بيدونا من الأضحية، بالإضافة إلى أنه فيه جمعية خيرية كانت عملت بحث حالة لأسرتى وبتوفر لنا اللبس فى العيد وأمى بتروح لهم ثانى يوم العيد.

أما أبو طارق الذى يعمل فى سن السكاكين فى الكونيسة بالجيزة، فيقول: "عيد الأضحى هو باب للرزق انتظره من السنة للسنة، وغير كده لما بلاقى حد بيدبح فى جراج أو جمعية خيرية بقف علشان آخد اللى فيه النصيب، وساعات بيتجمع عندى كمية كبيرة من أكياس اللحمة فببيع جزء علشان محتاج فلوس أشترى بيها حاجات لعيالى وأوديهم جنينة الحيوانات تانى يوم العيد، وأحتفظ بجزء ياكلوه، وبناكل أول يوم لحمة مع الفتة ونقضى بقية العيد كشرى علشان يتبقى عندنا لحمة لبعد العيد، لأننا مبنشترهاش بقية السنة".

ومن شارع مرجوش بحى السيدة عائشة، حيث يسكن سعيد عزب 55 سنة الذى يعمل مكيساتى بحمام شعبى يقول: "المعلم كل سنة بيدبح ذبيحة كبيرة ويوزع علينا كلنا، وكمان بيدينى أنا بالذات لحمة تكفينى أنا والعيال، وبأخذ جلد الأضحية وبملحة لحد أما ينشف وبعد كده أبيعه أو أفرشه عندى فى البيت وممكن أغطى بيه العيال فى الشتا لأنه تقيل وبيدفى، والحمد لله المعلم فى العيد بالذات لازم يخلينا كلنا مش محتاجين حاجة دا غير المعلمين التانيين هما كمان بيدحوا ويوزعوا، والحمد لله بيكون عيد سعيد علينا كلنا والعيال بتكون فرحانة بالعيد لأنه من أكتر الأيام اللى بياكلوا فيها لحمة غير العيدية اللى بياخدوها ويهيصوا بيها.



وتقول أم منال 70 سنة التى تسكن بعشش السكك الحديد بالدقى: "كل عيد بقعد قدام البيت أستنى فى أول أيام العيد بعد المغرب أن يبعت لى أهل الخير بنصيبى فى الأضحية أما قبل المغرب فبقعد ألف على الأماكن اللى بيوزعوا فيها لحمة عجول ولا خرفان وبفضل واقفة وسط الزحمة لحد ما آخد "اللفة بتاعتى".



أما أحمد بدوى 53 عاما ويسكن فى شبرا الخيمة والذى يمتهن الكنس والمسح فى المترو والطرقات وسلالم البيوت والمنازل وبالتالى لا يملك أجرا ثابتا يعينه على ظروفه الحياتية التى يصفها بالمأساوية، ولديه 3 أبناء فى مراحل سنية مختلفة 13، 5، 3 سنوات، فيقضى العيد على النحو التالى، يقول: "العيد يعنى بشرة خير لأنى باخد لحمة كتير من ناس كتير وأيام العيد هى أكتر الأيام اللى أنا ومراتى وعيالى بندوق فيها اللحمة".

ومن المرج يقول فتحى عبد الوهاب "عامل قمامة " 47 سنة:" بلف نفس اللفة اللى بلفها وأنا بلم الزبالة من البيوت بس فى العيد بلم لحمة منهم، لأن الناس اللى بشيل من عندهم الزبالة بيقولولى ابقى تعالى يا فتحى عشان تاخد منابك، وأنا بروح لهم وسعات بيدونى هدوم مش محتاجينها وبضبطها على قدى أنا ومراتى وعيالى وبكده بنلبس هدوم جديدة فى العيد وربنا بيكرمنا بأحلى لحمة، وبنعيد زى كل الناس وبناكل الأكل اللى بياكله الأغنياء".



وفى عرب منشأة سليمان فى أطفيح، حيث يعيش عاشور أمين 44 سنة، يقول: "عندى الغضروف، وبشتغل موظف فى وزارة الصحة فى إدارة صفط اللبن وبآخد 160 جنيه، وأنا بتكسف أروح أقف على باب حد فى العيد، وبكتفى بـ2 كيلو لحمة بيجيوا لى من جمعية خيرية فى البلد بس بتبقى دهن على لحم، أما بقية السنة فكل خمس أسابيع كده بيجى لى كيلو لحمة توصية عليا من عند الجزار من أحد الجيران.



أما فتحية على سيدة 30 سنة وتسكن فى "معدية عثمان" بمسطرد ولديها 4 أبناء جميعهم فى مراحل مدرسية مختلفة، بعد أن توفى زوجها لم تجد مهنة تعينها على متاعب الحياة سوى أن تبيع الخضار فى شوارع مسطرد لتكسب فى اليوم الواحد 15 جنيها وذلك كأقصى مبلغ يمكنها أن تأتى به فى عملها.

وتقول فتحية: "العيد الكبير بالنسبة للناس كلها يعنى اللحمة وأنا بيجيلى لحمة من ولاد الحلال اللى بيضحوا فى العيد وساعات من الجمعيات الشرعية الموجودة جانبنا، وأنا بروح طبخاها مع فتة وعيالى بياكلوها بالهنا والشفا بس بتخلص من أول يوم، وبعد كده الولاد بياخدوا العيدية من جدهم علشان يركبوا المراجيح يشتروا البلالين والحلويات، وعن لبس العيد الجديد تحكى فتحية: "العيد دا أنا ماجبتش هدوم جديدة لعيالى عشان ما فيش فلوس وقولتلهم يستحملونى شوية وما فيهاش حاجة يعنى لو لبسوا هدوم العيد اللى فات وهى برضه لسه جديدة بعد ما ولاد الحلال جابوهالى غسلتها غسلة حلوة وكويتها وفهمت ولادى إنها جديدة".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة