باحث بمركز كارنيجى: انتكاسات السياسة الخارجية للدوحة ستدفعها للمصالحة مع السعودية.. مغامرات قطر الفاشلة فى سوريا ومصر أظهر عجزها عن قيادة أجندة دبلوماسية إقليمية ولقنت الأمير تميم درسًا مهمًا

الأربعاء، 09 أبريل 2014 12:50 م
باحث بمركز كارنيجى: انتكاسات السياسة الخارجية للدوحة ستدفعها للمصالحة مع السعودية.. مغامرات قطر الفاشلة فى سوريا ومصر أظهر عجزها عن قيادة أجندة دبلوماسية إقليمية ولقنت الأمير تميم درسًا مهمًا أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت مؤسسة كارنيجى الأمريكية للسلام الدولى مقالا عن تبدل السياسة الخارجية لقطر، قال كاتبه إن الانتكاسات التى عرفتها الدوحة فى السياسة الخارجية خلال العام الماضى قد تمارس ضغوطا على قطر تدفعها إلى السعى لتحقيق المصالحة مع السعودية، على الرغم من التباعد الأخير بينهما.

وفى المقال المنشور فى دورية "صدى" الصادرة عن كارنيجى، يقول سيجورد نيوباور، المحلل لشئون الشرق الأوسط المقيم فى واشنطن، إن قطر استطاعت أن تخرج من ظل جارتها السعودية بوضع سياسة خارجية مستقلة لها من خلال دعم الجماعات الإسلامية فى المنطقة، إلا أن فشل تلك الجماعات فى انتهاز الفرص التى ولدها الربيع العربى دفع قطر على إعادة النظر فى رؤيتها للأمور.

ففى سوريا، بدأت الأمور تتحول لصالح النظام مع عجز "الثوار" الذين دعمتهم قطر فى الحفاظ على التقدم الذى حققوه، كما أن الأزمة التى شهدتها مصر كانت عبرة للدوحة بعدما قام الجيش بعزل الإخوان المسلمين الذين قدم لهم حاكم الإمارة السابق الشيخ حمد بن جاسم أل ثان دعما سخيا.

ويتابع الكاتب قائلا: إن المغامرات الفاشلة فى سوريا ومصر لقنت أمير قطر الجديد الشيخ تميم درسا مهما، فلكى تحافظ بلاده على نفوذها الإقليمى الذى اكتسبته بشق الأنفس، لابد من تعزيز روابطها بالسعودية. ومن ثم، لم يتبق أمام الدوحة سوى خيار حل خلافها العلنى مع الرياض. وفى ظل محدودية المجال المتاح أمامه للتحرك، فإن الأمير سيضطر بمرور الوقت للسير على خطى الرياض. ورغم توتر العلاقات القطرية السعودية، فإن تميم اتخذ خطوات ملموسة خلال العام الماضى للحد من دعمه للجماعات الإسلامية فى المنطقة.

وتناول التقرير الموقف السعودى والقطرى فى سوريا، وكذلك ما وصفه بالهزيمة الجيوسياسية لها فى مصر، وتحدث عن الدعم الذى قدمته قطر وقناتها الجزيرة للإخوان منذ ثورة يناير، وكيف أصبحت النظام الملكى الوحيد فى الخليج الذى يدعم الإخوان ويمولهم، ولذلك كانت الإطاحة بهم من الحكم ضربة قوية، ولعل احتجاز صحفيى الجزيرة بتهمة التعامل مع تنظيمات إرهابية يدلل على خطورة الأزمة المصرية القطرية. وصحيح أن الجيش المصرى شن حملة واسعة للتضييق على الحريات الإعلامية، كما يقول الكاتب، إلا أن المشير عبد الفتاح السيسى لا يرى أن قناة الجزيرة مجرد أداة للسياسة الخارجية القطرية فقط، بل من الواضح أيضاً أنه لم ينس تغطيتها المنحازة للمواجهة الأخيرة بين الجيش والإخوان.

ويتابع التقرير: كان على قطر أن تنأى بنفسها أيضاً عن مبادرات أخرى عزيزة على قلبها، بما فى ذلك دعمها لحركة حماس، ونظراً إلى دعم مجلس التعاون الخليجى لعباس، كان على قطر أن تتوقف عن دعم حماس، لأنه من شأن ذلك أن يزيد من خلافاتها مع حلفائها فى مجلس التعاون الخليجى، ومع السعودية على وجه التحديد. وعلى ضوء الارتدادات السلبية لسياسات والده فى سوريا ومصر، تجنب الشيخ تميم تورّطاً محتملاً فى الشئون الفلسطينية حتى الآن.

وخلص التقرير على القول بأن تلك الانتكاسات، فضلاً عن الخلاف السعودى القطرى، أظهر أن الدوحة عاجزة عن قيادة أجندة دبلوماسية إقليمية، وهكذا لم يعد بإمكان قطر تحمل تداعيات خصومتها مع المملكة العربية السعودية، ولم يبق أمام الشيخ تميم من خيار سوى التوصل إلى تفاهم مع الرياض عبر التنسيق معها حول أولويات السياسية الخارجية فى المستقبل، ويرجح التقرير أن تسعى قطر إلى توافق فى مجلس التعاون الخليجى حول استراتيجية إقليمية، والابتعاد عن السياسة الأحادية التى انتهجها الشيخ حمد. وتوقع أن يشكل تحسين العلاقات مع إيران أولوية بالنسبة إلى الشيخ تميم، نظراً إلى أن الاستقرار فى الخليج العربى هو ضرورة استراتيجية بالنسبة إلى قطر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة