قال الباحث الإنجليزى دوايت رينولدز، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، إن هناك فروقًا واضحة بين أدب السيرة الذاتية ما قبل الحداثة، وبعد الحداثة، ولكنها فى الحالتين ترجمة لشخصية الكاتب ونفسه.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدتها الجامعة الأمريكية مساء أمس الاثنين 7 مارس، تحت عنوان "السيرة الذاتية فى الأدب العربى" .
وأضاف دوايت، أن نصوص السيرة الذاتية العربية ما قبل الحديثة، ينصرف جزء كبير منها عن طفولة الكاتب، ثم إنجازاتهم البالغة، كذلك فإن المقارنة الثانية أننا نستخلص من نصوص السيرة الذاتية العربية القديمة استخدام الشعر للتعبير عن العاطفة، وكذلك استخدام الرؤى والأحلام.
وأشار دوايت إلى نصوص السيرة الذاتية العربية الحديثة، قائلاً: إنها تغيرت ملامحها بعدما كتب طه حسين "الأيام" إذ تغير المشهد الأدبى العربى تغيرًا دراميًا وازداد عدد السيرة الذاتية، والأهم أن السيرة فى هذا الوقت اقتربت من الرواية، وخلفت حقلاً غامضًا بين الخيال والواقع، ويمكن القول عن بعض التجارب فى القرن 19 إنها انخرطت فى الخيال.
وأضاف دوايت، أن السيرة الذاتية العربية الحديثة، استخدمت بعض العناصر للتعبير عن العاطفة منها وصف المشاهد الحميمية، وتصوير الذات الداخلية.
وتطرق دوايت إلى بعض النماذج من السير الذاتية العربية ماقبل الحداثة، وأوضح من خلالها بعض ملامحها، ومميزاتها عن السير الحديثة.
وقال ديوايت، إن البغدادى، مثلا، يعترف أنه كان يُدفع على يد أبيه للدراسة، حتى ترك ألعاب الصبا، وكان عمره 27 عامًا حينما فلح فى حفظ القرآن، وهذا يوضح لنا البدء المتأخر فى الحياة الدينية.
وأوضح دوايت، كذلك يعترف ابن سينا، أنه برغم من سيطرته على العلوم الأخرى، إلا أنه لم يستوعب الميتوفيسقا لأرسطو حتى قرأه 40 مرة، وأما فى سير على مبارك باشا، نجد أنه كان فى طفولته ولدا شقيا جدًا، وكان كثير الهرب من البيت، وكان يكره الدراسة.
ويشير دوايت إلى دوافع الكُتاب لسرد أيام طفوتهم، فيقول أن هناك ملاحظتين على كتابة حياتهم أيام الطفولة، الأولى أن يثبت أن هذا النص ترجمة للنفس، أى أنه كتب هذه الترجمة لنفسه، لأن هذه المعلومات غير معروفة للآخرين.
وأضاف دوايت، أما الملاحظة الثانية أنه يقول لنا أنه أيضًا لم يكن يركز على دروسه فى الطفولة، ولم يكن على مستوى دينى واسع، ولذلك فمن الممكن أيها القراء إذا كانت طفولتهم سيئة، فمازالت أمامكم الفرصة لأن تصبحوا ناجحين.
واستعرض دوايت نماذج لبعض السير الذاتية العربية الأخرى مثل سير "بن الجوزى، وبن يحيى المغربى، ومحمود عمرو الواجدى، وأبو حيان الغرناطى، والسخاوى، وابن حجر، والأصفهانى".
