قالت إن الحج هو ساحة مركزية للصراع بين السعودية وإيران:

فورين بوليسى: السعودية تستغل الحج لنشر الوهابية

الإثنين، 23 نوفمبر 2009 11:33 ص
فورين بوليسى: السعودية تستغل الحج لنشر الوهابية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حول تجمع مئات الآلاف من الحجاج المسلمين من مختلف أنحاء العالم هذا الشهر فى مدينة مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، قالت مجلة فورين بوليسى إن الحج على الرغم من قيمته الدينية الكبيرة لدى العالم الإسلامى إلا أنه يحمل أهمية سياسية أيضا بالنظر إلى اتساع الانقسامات الطائفية داخل الإسلام، وتتخذ العائلة المالكة فى الرياض الوصاية على الأماكن المقدسة فى مكة المكرمة والمدينة المنورة كمفتاح للوصاية الروحية والسياسية على المجتمع الدولى للمسلمين، وعلى الرغم من أن السعوديين لا يستحضرون الطابع السياسى فى فريضة الحج إلا أنه معروف أنهم يغسلون عقول الحجاج بآداب وفوائد النسخة الوهابية من الإسلام التى هى العقيدة الراسخة داخل المملكة العربية.

ونظرا لهذا المزيج المتفجر من الدين والسياسة، فإنه لابد من أخذ الحرب الكلامية التى تفجرت مؤخرا بين حكومتى إيران ومضيفى الحج فى المملكة العربية السعودية على محمل الجد، وقد اجتمع المرشد الأعلى الإيرانى أية الله على خامنئى مع مسئولين من لجنة تنظيم الحج فى بلاده وانتهز الفرصة للتنديد بسوء المعاملة المزعومة لمواطنيه خلال الحج.

وقال فى لهجة مشددة "مثل هذه الأفعال ضد وحدة المسلمين تسهم فى تحقيق أهداف ورغبات الولايات المتحدة وأجهزة الاستخبارات الأجنبية"، وقد تلقى الخامنئى دعما فوريا من الرئيس أحمدى نجاد الذى حذر على الموقع الإلكترونى الخاص به من أن حكومة طهران من شأنها أن ترد بقرار ملزم للدفاع عن كرامة الحجاج الإيرانيين.

وعلى الجانب الآخر رد مجلس الوزراء السعودى يوم 2 نوفمبر دون ذكر اسم إيران قائلا "إن المملكة لن تسمح لأى طرف بزعزعة أمن الحجاج أو أى محاولة لشق صفوف المسلمين"، ويبقى الحج ساحة مركزية للحرب بين الخصمين على الأقل منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، إذ تتنافس الدولتان على النفوذ الإقليمى وعملت كل منهما على نشر أفكارهم وتفسيراتهم للإسلام، وبالطبع فإن صعود حكومة يسيطر عليها الشيعة فى العراق وطموحات إيران النووية لم يساعد على تهدئة مخاوف السعودية.

ويذكر أن الحجاج الإيرانيين حاولوا خلال الثمانينيات استخدام الحج كفرصة لنشر الإسلام الشيعى على غرار الخمينى، وقد بلغ الصراع ذروته خلال أحداث الشغب عام 1987 حينما فتحت قوات الأمن السعودية النار على المتظاهرين وقد أسفرت الاشتباكات وقتها عن 402 قتيل و600 جريح، وهذا هو الكابوس الذى يخشاه السعوديون ويمكن أن يفعلوا أى شىء لتجنبه.

وانتقلت فورين بوليسى لتشير إلى منطقة أخرى للصراع بين إيران والسعودية وهى حرب الوكالة التى تقودها البلدين فى اليمن والتى يمكن أن يكون لها تأثير مزعزع للاستقرار فى جميع أنحاء المنطقة، إذ أن دول الخليج الأخرى ستضطر إلى الاصطفاف لدعم أى من القوة الإقليمية، وهناك محاولات استقطاب فعلية من جانب السعودية لدولة البحرين ذات الأغلبية الشيعية وقد امتنعت الدولة فى البداية عن تسجيل دعمها للسعويين ثم عاد البرلمان البحرينى ووافق، إلا أنه مع وجود كتلة أكبر للمعارضة الذين يمثلون الناخبين الشيعة فإنهم امتنعوا عن التصويت.

وتراهن الصحيفة على أن السلطات الأمنية السعودية ستكون مستعدة بشدة لاستقبال 65 ألف حاج إيرانى تقريبا هذا العام، حيث سيتم التدقيق بعناية فى قوائم الحضور التى قدمتها طهران لإبعاد المحرضين المشتبه بهم.

وتختم الصحيفة بنتائج مسحية قد لا ترضى الغالبية العظمى فى العالم العربى، فلقد أظهر مسح إحصائى لعام 2009 أجراه ثلاثة باحثين من الولايات المتحدة بمن فيهم عالم الاقتصاد عاصم إجاز خواجة أن جهود السعوديين لفرض رؤيتهم عن الإسلام على الحجاج لا تبدو ذات تأثير كبير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة