أكدوا أن نجاحها فى تخطى الأزمة المالية لا يعنى اختفاء البنوك التقليدية

خبراء يستبعدون هيمنة البنوك الإسلامية

الأحد، 22 نوفمبر 2009 01:39 م
خبراء يستبعدون هيمنة البنوك الإسلامية البنوك الإسلامية نجحت فى الحفاظ على استقرارها خلال الأزمة
كتبت سماح عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت البنوك الإسلامية حالة من الازدهار خلال العام الماضى بعد تفشى الأزمة العالمية، فى الوقت الذى أصيبت فيه معظم البنوك التقليدية خصوصا الغربية بأزمات متتالية هددت بإفلاسها، نتيجة التوسع فى المعاملات المالية دون ضمانات.. حالة الانهيار التى تعرضت لها البنوك التقليدية جذبت الأنظار تجاه البنوك الإسلامية التى حافظت على استقرارها ولم تتأثر مطلقا بهذه بالأزمة، وهو ما حفز البنوك الغربية إلى إنشاء فروع لها تتعامل بالنظام الإسلامى فى محاولة منها للحفاظ على ما تبقى لديها.. إلا أن ذلك أثار عدة تساؤلات مثل، هل سيستمر هذا الازدهار المفاجئ للبنوك الإسلامية أم أنه حالة مؤقتة؟ وهل يعنى ذلك أن البنوك التقليدية يمكن أن تختفى فى يوم من الأيام؟

محمد عشماوى رئيس مجلس إدارة المصرف المتحد، أكد أن البنوك الإسلامية تشهد حاليا حالة من الازدهار وهذا ما دعى البنوك الأوروبية والأمريكية لفتح فروع للمعاملات الإسلامية بها، فعلى سبيل المثال وصل عدد البنوك المخصصة للمعاملات الإسلامية بالعاصمة البريطانية لندن حوالى 21 بنكا، كما اتجهت هذه البنوك لتقديم خدمات إسلامية لاجتذاب شريحة أكبر من العملاء، خاصة أصحاب رؤوس الأموال الخليجية، وأضاف أن ما يميز البنوك الإسلامية هى أنها تعمل وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية فى استثمار الأموال من خلال آليات العمل بها كالمرابحة والمشاركة والمضاربة.

وأوضح أن استمرار ازدهار البنوك الإسلامية يعتمد على مقدرتها على طرح منتجات مصرفية تتناسب مع احتياجات العملاء المعاصرة، ويرى عشماوى أن البنوك الإسلامية تستطيع أن تنافس البنوك التقليدية، خاصة أن آليات السوق المفتوح تشجع المنافسة وتتحدد هذه الآليات وفقا لاحتياجات وطبيعة العملاء وكذلك قواعد المعاملات المصرفية المعمول بها فى الدولة نفسها.

من جانبه أوضح شريف دلاور الخبير المصرفى أن زيادة أرصدة البنوك الإسلامية فى ظل الأزمة العامية أمر طبيعى ذلك لأن الأزمة العالمية أصابت البنوك والمؤسسات المالية الكبرى فى العالم، وهو ما أحدث تخوفا من البنوك التقليدية بينما لم يحدث ذلك مع البنوك الإسلامية لأنها لم تتأثر بالأزمة، هذا بالإضافة إلى آليات عمل البنوك الإسلامية نفسها لأنها أكثر تحفظا.

وأوضح دلاور أنه رغم حالة الازدهار الحالية للبنوك الإسلامية ورغم زيادة الأرصدة، إلا أنها مازالت بعيدة كل البعد عن البنوك التقليدية والاقتصاد العالمى سواء فى حجم تعاملاتها أو فى رأس مالها، كما إنها لن تستطيع أن تنافس البنوك التقليدية أو تؤثر عليها، وأضاف أن هذه البنوك تعمل على شريحة معينة فى الاقتصاد العالمى وهى شريحة المسلمين والأزمة العالمية هى التى ستدفع هذه الشريحة للاستمرار فى التعامل مع البنوك الإسلامية لتخوفهم من العودة مرة أخرى للتعامل مع البنوك التقليدية.

ويقول عبد المطلب عبد الحميد رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات أن كل التوقعات تشير إلى أن الفترة القادمة ستشهد زيادة وتوسع فى التمويل الإسلامى وسيكون هناك اتجاه اكبر نحو هذه البنوك، وذلك لان آليات عملها أفضل من البنوك التقليدية خاصة فى ظل وجود أزمة عالمية.

وأشار عبد المطلب أن ازدهار البنوك الإسلامية لن يكون ازدهارا مؤقتا ينتهى بانتهاء الأزمة وإنما ستستمر فى التوسع بشرط أن تطور نفسها بشكل جيد وتهتم أكثر بتوفير الكوادر الفنية المناسبة، وأضاف أن البنوك الإسلامية عليها أن تسعى إلى إعادة هيكلة عملياتها بمعنى أن تعظم عملية المشاركة عن المرابحة والمضاربة لكى تتقدم لان البنوك الإسلامية تعتمد بشكل اكبر على المرابحات.

ويرى عبد المطلب أن ازدهار البنوك الإسلامية لا يعنى على الإطلاق القضاء على دور البنوك التقليدية ولكن ستحدث حالة من التنافسية بين البنوك الإسلامية والتقليدية.

وأكد أن البنوك التقليدية حاليا تسعى لتحسين أوضاعها لمواجهة هذه المتغيرات فمثلا بدأت بعض البنوك التقليدية تطرح خدمات إسلامية فى تعاملاتها مثل المرابحة وغيرها بمعنى أن تدخل فى التمويل الشامل لمنافسة البنوك الإسلامية.
فى حين يقول رضا المنشوقاتى مدير عام المؤسسات المالية بالبنك العقارى أن البنوك الإسلامية نجحت إلى حد كبير فى استقطاب أموال وأرصدة المسلمين فى كل أنحاء العالم وأصبح لها أنشطة كبيرة.

وأضاف أن التمويل الإسلامى يتسم بالحذر بطبيعته، وهو ما جعل البنوك الإسلامية لا تتأثر بالأزمة الاقتصادية فمثلا البنوك الإسلامية لا تسمح بالاقتراض بضمان الأصل أكثر من مرة على عكس التقليدية التى تسمح بالاقتراض بضمان الأصل الواحد أكثر من مرة وهو ما أدى إلى وقوعها فى الأزمة.

وأكد المنشوقاتى أن تنامى البنوك الإسلامية لا يمثل خطرا على البنوك التقليدية لان نسبتها مقارنة بالبنوك التقليدية قليلة جدا وما زال تمويل التجارة فى العالم كله يقوم ويعتمد على البنوك التقليدية.

وأوضح أنه حتى فى حالة سعى البنوك التقليدية إلى إدخال بعض الخدمات الإسلامية فى تعاملاتها سيكون ذلك لمقابلة رغبة المودعين فقط وليس لاحتياج اقتصادى للبنك، ويرى المنشوقاتى أن ما يميز البنوك التقليدية هو أن لها حجم تعاملات أكبر بكثير كما أن البنوك الإسلامية لم تتبلور بالشكل الذى يجعلها تؤثر على البنوك التقليدية، وأضاف أن البنوك التقليدية تتميز أيضا عن الإسلامية فى تمويل احتياجات التمويل قصير الأجل.

كانت مجلة "بانكر ميدل إيست" أجرت مسحا أكد أن البنوك الإسلامية نجحت فى جذب أرصدة أكثر من البنوك التقليدية خلال عام 2009 وأوضح المسح أن أرصدة البنوك الإسلامية ازدادت بنسبة 29% خلال العام بما يعادل 822 مليار دولار رغم الأزمة العالمية، وذلك بسبب اتباعها نهجا أكثر حذرا فى قبول المخاطرة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة