"القاسمى" يكشف الستار عن النصب التذكارى للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية

الإثنين، 31 مارس 2014 02:01 م
"القاسمى" يكشف الستار عن النصب التذكارى للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الاختلاف فى العقائد والأديان، والألوان، والثقافات بين الشعوب لا يعنى أبداً صدام الحضارات، ولا صراعها، ولا إفناء إحداها للأخرى، بل يعنى التعارف الذى نص عليه القران الكريم، قبل أربعة عشر قرناً من الزمان حيث قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".

جاء ذلك فى كلمته، خلال حفل كشف الستار عن النصب التذكارى للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية – المنطقة العربية 2014، فى الحديقة المقابلة للمدخل الرئيس للمدينة الجامعية فى الشارقة من أمام مبنى دارة الدكتور سلطان القاسمى للدراسات الخليجية، إيذانا من سموه بانطلاق احتفالات الإمارة بهذا الاستحقاق الكبير .

وبعث حاكم الشارقة عبر كلمته جملة من الرسائل التوجيهية التى ترسخ لمنهج إسلامى وسطى قال فيها: "أن الحوار هو منهج الخطاب فى القران الكريم للمسلمين وغير المسلمين، ولم يكن ذلك مجرد نظرية، بل طبقها النبى (صلى الله عليه وسلم) فى أرض الواقع، ومثلت حجر الزاوية فى بناء الحضارة الإسلامية". وأن حضارة الإسلام بوجه خاص، هى حضارة تعارف، وليست حضارة نفى أو استبعاد، وأن نصوص الوحى المقدس الذى صاغ هذه الحضارة، وشكل منطلقاتها، وحكم تصرفاتها نصوص تكرس وحدة الأصل، بين الإنسانية جمعاء، فالناس جميعاً فى فلسفة هذه الحضارة أبناء أبٍ واحد وأم واحدة والناس جميعاً أخوة متساوون، ومعيار التفاضل بينهم، معيار واحد، هو العمل الصالح، المنضبط، بضوابط التقوى، ومراقبة الله تعالى، فى كل التصرفات.

وأضاف قائلا:" إن الاسلام دين الصفح والتسامح ودين العفو والرحمة، وقد خاطب الله تعالى رسوله صلى الله علية وسلم بقوله "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" فالغلظة والفظاظة والتشدد، كل ذلك ليس من الإسلام فى شىء" مشددًا على حقيقة كون الإسلام دينا عالميا، يفتح أبوابه على مصاريعها لكل عناصر الحب، والخير، والجمال، مهما اختلف مواطنها، تعددت مصادرها.
وكان الحفل قد بدأ بوصول حاكم الشارقة حيث استقبل بالأهازيج والفنون الفلكلورية لعدد من الفرق الشعبية المحلية والعربية والإسلامية الذين قدموا أمامه لوحات من الرقصات الشعبية، وقد كان فى استقباله كل من الشيخ عصام بن صقر القاسمى، المستشار بمكتب الحاكم، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس اللجنة التنفيذية للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، والشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمى رئيس مجلس التخطيط العمرانى، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمى رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والشيخة حور بنت سلطان القاسمى رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ صقر بن محمد القاسمى رئيس دائرة الشئون الإسلامية والأوقاف، والشيخ خالد بن عصام بن صقر القاسمى رئيس دائرة الطيران المدنى، والشيخ محمد بن عبد الله آل ثانى رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمى رئيس مكتب الحاكم، والشيخ سعيد بن صقر القاسمى نائب رئيس مكتب سمو الحاكم فى مدينة خورفكان، والشيخ هيثم بن صقر القاسمى نائب رئيس مكتب سمو الحاكم فى مدينة كلباء، والشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمى.

كما حضر الحفل عدد من وزراء دولة الإمارات وأصحاب المعالى وزراء الثقافة فى الدول العربية والإسلامية والدكتور عبد العزيز التويجرى مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم (الايسيسكو) وأعضاء المجلس التنفيذى لإمارة الشارقة رؤساء الدوائر الحكومية وعدد من أعضاء المجلس الاستشارى لإمارة الشارقة ومدراء عموم الدوائر والمؤسسات والهيئات المحلية والاتحادية ورؤساء المجالس الإدارية للمراكز البحثية والعلمية المحلية والدولية وجمع غفير من ممثلى وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية والفنانين من ممثلين وملحنين ومطربين ونجوم ومشاهير الإعلام العربى ونخبة من المثقفين والنقاد والأدباء.
وقام حاكم الشارقة بإزاحة الستار كاشفا عن اللوح التذكارى لنصب الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية – المنطقة العربية 2014، كما تعرف سموه ومرافقيه من الشيوخ وضيوف الإماراة من أصحاب المعالى الوزراء ورؤساء المراكز البحثية والعلمية وكبار الشخصيات حضور الحفل على النصب وأجزاءه والذى يرتفع عن مستوى سطح الأرض بـــــــ 42 مترا، وتبلغ مساحة المنصة التى أقيم عليها مشروع النصب التذكارى 650 مترا مربعا، وتبلغ مساحة القاعدة التى يرتفع أعلاها عمود النصب 50 مترا مربعا، كما ويبلغ القطر السفلى للعمود 3,3 أمتار، فيما يبلغ القطر العلوى 2,6 متر، وتغطى المنصة ثلاثة أنواع مختلفة من الجرانيت، بينما قاعدة العمود مغطاة بالخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية والجرانيت.

أما العمود الرئيسى مغطى بالجرانيت الأخضر، والشريط الحلزونى الذى يحيط بالعمود مصنوع من الألومنيوم بتشطيبات مختلفة لخلق نوع من التباين لتسهيل قراءة ما كتب عليه من آيات كريمة يصل عددها لــــــ 28 آية من القرآن الكريم تحمل فى معناها إجلال العلم والدعوة إلى التعلم وفضل العلماء. كما ويضم الجزء العلوى للنصب التذكارى 12 عمودا يربط بينها 12 قوسا تعلوها قبة ذهبية.

والجدير بالذكر أن اختيار منظمة اليونسكو إمارة الشارقة هذا العام إمارة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية ذلك لإنجازاتها العظيمة التى حققتها على مدى أكثر من 30 عاماً خطت فيها الشارقة بخطى متأنية واثقة على نهج قويم خطه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة بحكمة من أجل تأصيل الهوية الثقافية العربية الاسلامية، فكان التتويج على قدر الانجازات وما يشع من نورٍ ثقافى ومعرفى وعلمي، سيظل فخراً لأبناء الامارات العربية المتحدة والأمة العربية والإسلامية جيلاً بعد جيل.
جاء اختيار الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية فى إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذى تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وذلك بعد مطابقتها للشروط والمعايير الاساسية للعواصم الثقافية الاسلامية التى وضعتها.

وحظيت الشارقة بهذا التتويج بمصادقة المؤتمر الإسلامى الرابع لوزراء الثقافة الذى انعقد بالجزائر فى ديسمبر 2004 نظراً لما تتمتع به من تاريخ ثقافى بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التعريف.

فالشارقة ذات عراقة تاريخية مدونة، وصيت علمى واسع استطاعت من خلاله أن تتبوء مكانة ثقافية بارزة بدولة الامارات العربية المتحدة والمنطقة العربية. كما أن لها مساهمات متميزة فى الثقافة الإسلامية والإنسانية، من خلال اهتمام قيادتها الرشيدة بالأعمال العلمية والثقافية والأدبية والفنية لفنانيهاوأدبائها ومثقفيها.

كما أنها ونظراً لتوفر جامعتين فيها ومراكز للبحث العلمى ومكتبات للمخطوطات والمراكز الأثرية التعليمية، كانت قبلة للباحثين والمهتمين فى مجالات العلوم والثقافة والمعرفة.

ويوجد فى الشارقة أيضاً مؤسسات أدبية وفكرية فاعلة فى مجال تنشيط الحياة الثقافية للأفراد والجماعات، وتنظيم المهرجانات والمواسم الثقافية، ومعارض الكتب والرسم والعروض المسرحية وأعمال الترجمة والنشر إلى جانب اشتهارها بالعديد من المعالم الأثرية والمعمارية الإسلامية والمدارس والمساجد والحدائق العامة ذات الصبغة التاريخية.

ووفقاً لتطابق الواقع الثقافى والحضارى الإسلامى لمدينة الشارقة مع جميع المعايير فقد أصبحت الشارقة فى دائرة الاختيار للاحتفاء بها كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014.

وبهذه المناسبة ألقى الدكتور عبد العزيز التويجرى، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الإيسيسكو كلمة بهذه المناسبة جاء فيها: "يسعدنى أن أتحدث إليكم فى الافتتاح الرسمى لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، ويسعدنى فى البداية، أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على الدعم الكريم الذى يقدمه للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة-إيسيسكو، إيمانا منه بالرسالة الحضارية الإنسانية التى تنهض بها فى إطار العمل الإسلامى المشترك".
إن الاحتفاء بالشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، عن المنطقة العربية، يدخل فى إطار برنامج الإيسسكو العشرى لعواصم الثقافة الإسلامية، الذى اعتمد المؤتمر الإسلامى الرابع لوزراء الثقافة المنعقد فى الجزائر العاصمة سنة 2004، وجدد فى المؤتمر الإسلامى السادس لوزراء الثقافة المنعقد فى باكو عاصمة أذربيحان فى سنة 2009.

ويتم اختيار عواصم الثقافة الإسلامية طبقاً لمعايير دقيقة يراعى فيها أن تكون العاصمة ذات عراقة تاريخية وتميز ثقافى تبوأت من خلالهما مكانة بارزة فى بلدها ومنطقتها، وأن تكون لها مساهمة متميزة فى الثقافة الإسلامية وفى الثقافة الإنسانية، وأن تتوفر على مراكز للبحث العلمى ومكتبات للمخطوطات ومراكز أثرية تعليمية، وأن تتوفر أيضاً على مؤسسات ثقافية فاعلة فى مجال تنشيط الحياة الثقافية وإقامة معارض الكتب والفنون التشكيلية والعروض المسرحية وأعمال الترجمة والنشر.
وهذه المعايير جمعيها تتوفر فى الشارقة التى ازدهرت وتطورت وزاد تأثيرها وتنامى عطاؤها فى مجالات التعليم والثقافة والعلوم، والآداب، والفنون، والارتقاء بالحياة الإنسانية، وذلك بفضل الله تعالى ثم بالسياسة الحكيمة والجهود المتواصلة التى يبذلها صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم هذه الإمارة الجميلة الراقية المزدهرة.

وقد تلقى حاكم الشارقة فى ختام حفل تدشين النصب التذكارى إهداء من معالى مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم بهذه المناسبة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة