صفوت صالح الكاشف يكتب.. السمان والخريف

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009 10:08 م
صفوت صالح الكاشف يكتب.. السمان والخريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صيد السمان والطيور عامة كان أحد هوايات الملك فاروق، الذى كان يقتنى عددا من البنادق لهذاالغرض، بالإضافة الى مايهدى إليه منها، ومن عديد المسدسات والطبنجات، علاوة على الذخيرة اللازمة لها.(انظر مقتنيات الملك فاروق).

موسم الصيد يبدأ فى الخريف، ومكان الصيد المفضل هو فى الأجزاء الشمالية من مصر ، خاصة ناحية بحيرتى المنزلة والبرلس. وأيضا ناحية بحيرة البردويل شمال سيناء ، حيث تشكل هذه البحيرات محميات طبيعية، تحوى العديد من الكائنات الحية كالطيور والأسماك وغيرها.

من أشهر الروايات التى ربطت بين طائر السمان وموسم صيده رواية أ/نجيب محفوظ المعنونة بـ ( السمان والخريف).

يأتى إلينا طائر السمان فى أسراب مهاجرة من أوروبا قاطعا كل هذه المسافات ، عابرا البحر الأبيض المتوسط وصولا الى سواحل أفريقيا الشمالية الدافئة نسبيا ، ومنها سواحل مصر .

يبحث طائر السمان عن الدفء والغذاء بعد أن صار الجو فى أوروبا أكثر برودة ، حيث يبدأ الجليد فى تغطية كل شىء تقريبا وحينما تتحسن الظروف المناخية الفصلية يبدأ الطائر فى الهجرة العكسية عائدا الى أوروبا ، وقاطعا نفس المسافات وعابرا البحرالمتوسط للمرة الثانية ، حيث يكون المناخ هناك قد صار أكثر دفئا خلال فصلى الربيع والصيف.

حينما يصل الطائر إلينا فى مصر ، يجد الشباك قد نصبت له حيث يقع فيها بسهولة ، إلا ما لم يكن له نصيب من الأسر، أو الصيد.

المهم فى الأمر، أنه بتوالى الصيد ، خلال سنوات عديدة متتالية ، ومع التفنن فيه بشتى الطرق ، بدأت أسراب هذه الطيور فى النقصان ( النسبى ) ، ولم يكن الأمر مقتصرا على السمان ، ولكن هناك طيور أخرى ك(أبو الفصاد) ، وهذا الطائر الأخير كنا نراه خريفا وشتاء ،وحتى أوائل الربيع وهو لايكاد يستقر على الأرض لفرط نشاطة وخفته ، وكان لا يفتأ يحرك ذيله الطويل كلما حط أو طار .
مع دخول أنفلونزا الطيور H5N1(الجديدة) إلى مصر ، صار هناك خطر ماثل لنا من هجرة هذه الطيور ، فلربما تقوم بنقل المرض الى مصر ..

وهذا الاحتمال قد يبدو غير وارد الحدوث تماما، إذن لماذا ؟؟ الإجابة بسيطة وهى أن الطيور المصابة تهلك سريعا ، ولا يمكنها أن تبذل مجهود الهجرة الخارق. ولكن الاحتمال مازال قائما.
المراجع الطبية البيطرية ، تصف أنفلونزا الطيور(التقليدية) كمرض يصيب الطيور فقط ، وكان يسمى بشوطة الفراخ ، ويصيب الدواجن خاصة ، فيقضى عليها على الفور (شوطة) .

مرض الأنفلونزا هذا _ وكما هو معروف_ عبارة عن مرض فيروسى والفيروسات _علميا _جبرية التطفل عالية التخصص ، ومعنى العبارة .أن الفيروسات لايمكن أن تتكاثر وتنشط إلا داخل خلايا حية ، وفى حالة أنفلونزا الطيور التقليدية ، يلزم هنا أن تصيب الطيور .أذن لقد نجونا !!! نعم مع الأنفلونزا التقليدية للطيور سننجو من الإصابة فعلا !!

ولكن مع أنفلونزا الطيور_الجديدة _ لن ننجو من الإصابة !!! إذن لماذا تحدث الإصابة هنا .........هذا مالم نعهده من قبل ؟ ما التغيير الذى حدث وأدى الى هذه النتيجة؟؟ الأمر.......وكما يضع العلماء تفسيرا له ، ينحصر فى أن فيروس الطيور هذا قد تحوروتعدل تركيبة الجينى (الوراثى).
وهذا التحور والتبدل سمة تميز معظم الفيروسات ، وهذا يشكل لنا متاعب لاتصدق ، ويرهق أجهزتنا المناعية.

لقد تحور وتبدل فيروس أنفلونزا الطيور وحاد عن ثوبه التقليدى وصارت لديه القدرة على الأنتقال من الطيور الى الأنسان لأول مرة فى التاريخ.
وماذا عن التطعيمات والتحصينات، إنها قد تكون الحصن الذى يمنع انتشار المرض ، بل والشفاء منه، بشرط سرعة التطعيم، فى بداية الإصابة بالمرض.

من أشهر التطعيمات المستخدمة لهذا الغرض .عقار التاميفلو ، والذى تنتجه شركة جلعاد ساينس ، والتى يبدو من أسمها أنها شركة يهودية .
عموما مسألة أنتشار الأنفلونزا هكذا بمسمياتها العديدة ، هكذا ودفعة واحدة ، قد يجعل نظرية المؤامرة تنهض من سباتها ، وتتثائب بشدة قائلة من الموقظ؟؟
ومابقى لنا من كل مافات سوى العبارة الأثيرة (درهم وقاية خير من قنطار علاج).









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة