د.إبراهيم عبد العليم حنفى

فرحة مصر فى جورجيا

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفجرت الدنيا بما رحبت بطاقات الفرح والنصر فقد أضفى المنتخب فرحة عامرة علينا جميعا وفى شوارع جورجيا حيث أقيم حاليا فكان لنا دور نحن المصريين ومعنا العراقيين حيث قمنا بالتعبير عن فرحتنا وجبنا الشوارع طولا وعرضا وتجاوب معنا الجورجيون، فلم ينقصنا سوى وجودنا فى الملعب لنطوق اللاعبين الورود والرياحين وقد تعالت أصواتنا عاليا (تحيا مصر.. تحيا مصر.. الله الله عليك يا مصر).

فما أحوجنا لفرحة نحن كمغتربين نشم فيها رائحة تراب مصر نفتخر بعبق تاريخها وقد سهرنا بالأمس مترقبين متوجسين وقد صنعنا أعلاما فى كل مكان، ونسينا غربتنا فى فرحة بالوطن وبالرجالة الأبطال والمعلم حسن شحاتة، ومع صفارة الحكم بدأت قلوبنا تدق ولم ندر بشعورنا أبدأ فقد غابت عقولنا متوجين لهدف واحد النصر ولا شىء غير النصر.

فمنذ الصباح الباكر جلسنا إلى التليفزيون واندفعنا بسرعة البرق لتجهيز الأعلام كأطفال يستعدون فى ليلة العيد بالملابس الجديدة، وكلنا يترقب بأمل أن منتخبنا الوطنى صلب عنيد قوى، حتى إذا ظهر اللاعبون فى الملعب تعالت أصواتنا بالدعاء فقد كانت أبواب السماء مفتوحة لكل مشاهد، وقد سجل الهدف الأول فى الدقائق الأولى فتعالت صرخاتنا وسجدنا لله شكرا فالفرحة واحدة والقلوب واحدة والهدف واحد حتى إذا كنا فى جورجيا، وقد كنا على قلب رجل واحد، فإذا كان عدد اللاعبين أحد عشر لاعبا فالجمهور يلعب معه بروحه وقلبه وعقله فيكون اللاعب رقم الثانى عشر فى الملعب يغضب فى صوت واحد ويفرح فى صوت واحد ويتخيل أنه يضرب الكرة فى اتجاه واحد، الكل فى واحد.

كنا على ثقة تامة فى المعلم حسن شحاتة الذى أمتعنا فى كأس الأمم الأفريقية.

وكنا على ثقة فى اللاعبين الذين تحملوا المسئولية ليضفوا البسمة على ملايين المصريين فى داخلها وخارجها فما أحوجنا إلى الفرحة!

إن كرة القدم لا يمكن أن يستهان بها فى ثقافة الشعوب التى اتحدت عليها وتبارت من أجلها وربما هى عنوان للوحدة فقد تصالحت دولة أرمينيا وتركيا بعد قطيعة سنوات عجاف وكانت البداية هى مباراة حضرها كل من رئيس دولة أرمينيا وتركيا ليتلاحم اللاعبون معا وينصهر الجمهور فى إناء واحد ينسى فيه الآلام ويبدأ صفحة جديدة، وقد طربت لجمهورنا الحبيب الذى تعلم الدرس جيدا فلم ينسق إلى هدف من شأنه عقوبات دولية تؤثر على المباراة والتزم الحياد أمام الجمهور الجزائرى.

إنها كانت منظومة متكاملة من النجاح والسعى للفوز شارك فيها اللاعبون والجمهور، فتحيا مصر تحيا مصر، وكلنا آمال أن نحقق النصر الكبير فى السودان، مع دعوتى للسيد أنس الفقى وزير الإعلام أن يسمح بنقل المباراة للقنوات الفضائية الأخرى فهى فى النهاية قنوات مصرية يحب المشاهد سماع التعليق منها بروح حماسية اعتاد عليها، وأخيرا مع كل المصريين نقول من جورجيا وأوكرانيا يا رب النصر للمنتخب المصرى فى المباراة الفاصلة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة