سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 مارس 1919.. زفتى تعلن استقلالها بقيادة الأخوين يوسف وعوض الجندى

الأحد، 23 مارس 2014 09:03 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 مارس 1919.. زفتى تعلن استقلالها بقيادة الأخوين يوسف وعوض الجندى ثورة 1919

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"هنا جمهورية زفتى المستقلة"، لم يكن هذا الشعار خيالا ليس له ظل على الأرض، وإنما حقيقة واقعة فى قرية زفتى بمحافظة الغربية، التى أعلنت فى مثل هذا اليوم "22 مارس 1919" جمهورية زفتى المستقلة.

كان الحدث من تجليات نضال الشعب المصرى فى ثورة 1919، وأبطاله شقيقان هما "يوسف الجندى" و"عوض الجندى"، والقصة يحكيها الكاتب الصحفى الكبير أحمد بهاء الدين، فى كتابه المهم "أيام لها تاريخ"، كتاب المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "ثورة 1919".

كان لـ"يوسف" مكتب محاماة فى "ميت غمر" بمحافظة الدقهلية، بينما كان لـ"عوض" مكتب فى "زفتى"، ويفصل النيل بينهما، وكان الشقيقان معروفين بين صفوف الحركة الوطنية فى القاهرة، ففى سنة 1913 اشتبك "عوض الجندى"، مع عضو من مؤيدى الحكومة فى قاعة الجمعية التشريعية لأنه كان يقاطع سعد زغلول بكثرة فقبضوا عليه، ووجهوا إليه تهمة تعليق منشورات على أسوار البرلمان، أما "يوسف" ففصلوه فى سنة 1914 من كلية الحقوق لتحريضه الطلاب على الإضراب احتجاجا على إعلان الحماية الانجليزية على مصر عقب الحرب العالمية الأولى.

انفجرت الثورة ويوسف الجندى فى قريته زفتى، ويقول "بهاء"، إن أنظار القرويين اتجهت إليه ينتظرون منه أن يفعل شيئا، فقرر أن تعلن زفتى وميت غمر استقلالهما، وبدأ فى إجراءات عملية تكريس هذا الاستقلال، فأعلن عن تشكيل لجنة للثورة من بعض الأعيان والأفندية والتجار الصغار من بينهم، عوض الكفراوى، الشيخ مصطفى عمايم، إبراهيم خير الدين، أدمون بردا، محمد السيد، محمود حسن، واتخذت لجنة الثورة مقرا لها فى الدور الثانى من مقهى يملكه يونانى عجوز اسمه "قهو مستوكلى".

قاد يوسف الجندى مظاهرة ضخمة استولت على قسم البوليس، وعرض المأمور "إسماعيل حمد" أن يكون مستشارا للدولة الجديدة، ثم استولت على محطة السكة الحديد، ومكتب التلغراف، وتقرر جمع التبرعات من الأعيان حتى يكون هناك ميزانية للدولة، وتوجهت هذه الأموال إلى ردم البرك والمستنقعات والشوارع، وإصلاح الجسور، وتم تشييد كشك على ضفة النيل لعزف الموسيقى، وتوزع تلاميذ المدارس إلى فرق لحفظ الأمن ومراقبة توزيع مواد التموين والإشراف على رى الأراضى، وكان فى القرية مطبعة خاصة يملكها "محمد أفندى عجينة" فطبعت قرارات لجنة الثورة لتوزيعها إلى الأهالى.

طارت الأنباء إلى القاهرة، ومنها إلى لندن، فتقرر إرسال قوة عسكرية من الجنود الأستراليين، وفى نفس الوقت نشط الخونة الذين أرادوا أن يتنصلوا مما يحدث، فحرروا خطابات إلى السلطات فى القاهرة، لكن المأمور "إسماعيل حمد" وبخبرته الأمنية كان يتوقع ذلك، فكان يسهر الليل ليفض الخطابات ويتخلص مما تحمل من وشايات ضد "دولة زفتى"، وتجلى ذكاء "إسماعيل حمد" مرة أخرى حين طلب الاستراليون تسليم 20 من الأهالى " العصاة " لجلدهم، فاقترح تسليم "الخونة"، وقد كان، ولما طلبوا تسليم يوسف "الجندى"، تم تهريبه ليظهر بعد 15 يوما وهو يخطب للثورة فى "جروبى" بالقاهرة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة