فيروس "بى" يهدد حياة 4 ملايين مصرى.. و20% منهم مرضى بفيروس "سى".. والأدوية تعمل على وقف نشاطه ولا تؤدى إلى الشفاء التام.. والعلاج المبكر يمنع حدوث تليف الكبد

السبت، 22 مارس 2014 09:48 ص
فيروس "بى" يهدد حياة 4 ملايين مصرى.. و20% منهم مرضى بفيروس "سى".. والأدوية تعمل على وقف نشاطه ولا تؤدى إلى الشفاء التام.. والعلاج المبكر يمنع حدوث تليف الكبد الدكتور هشام الخياط
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمثل انتشار فيروس بى 4% بين المصريين، ولكن لوحظ فى السنوات الأخيرة، فى بعض المحافظات، أن نسبة الإصابة بالفيروس المزمن بدأت ترتفع، وقد تصل فى بعض الأماكن من 6 : 7%.

يوضح الدكتور أيمن يسرى، أستاذ ورئيس قسم الأمراض المتوطنة والكبد والجهاز الهضمى بطب قصر العينى، أن سبب انتشار فيروس بى فى مصر ليس واضحاً فى الوقت الحالى، ولكن يمكن أن يكون له علاقة بعلاج فيروس سى، نتيجة أن العلاج أصبح يأتى بنتيجة، لذلك بدأ فيروس بى فى الظهور مرة أخرى، حيث إن وجود فيروس سى يحبط نشاط فيروس بى، ولكن السبب ليس واضحاً، وهو ما يدعو لاحتمالية ذلك.

وأشار "يسرى" إلى أن اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وضعت خطوطا إرشادية لتشخيص وعلاج فيروس بى فى وقت مناسب، حتى يكون العلاج وسيلة لمنع حدوث أضرار لفيروس بى على الكبد، ومنها التليف الكبدى بمضاعفاته وأورام الكبد، خصوصا أنه فى الوقت الحالى ظهرت فى الأفق أدوية كثيرة فعالة بدرجة عالية، تصل إلى أكثر من 90% فى إيقاف نشاط فيروس بى، مثل التينوفوفير والأنتى كفير.

وأوضح "يسرى" أن هذين الدواءين يعملان على وقف نشاط الفيروس ويمنعان مضاعفاته على الكبد، حيث روعى فى هذه الخطوط الإرشادية أن تكون سهلة فى تطبيقها، بحيث تعتمد على قياس إنزيم "ALT" فى الدم وقياس نسبة الفيروس فى الدم، مع اللجوء فى بعض الحالات إلى أخذ عينة من الكبد.

وأكد "يسرى" أن بدء العلاج مبكراً، وفى وقت مناسب، يمكنه منع حدوث تليف الكبد، وأى مضاعفات أخرى، كما أن هذه الأدوية يمكن تناولها فى الحالات المتقدمة من التليف الكبدى، وفى هذه الحالة تودى إلى تحسن فى وظائف الكبد وحالة المريض، من خلال إيقاف نشاط فيروس بى، كما تساهم هذه الأدوية فى منع ارتداد الفيروس فى حالات زراعة الكبد، مما يحسن بشكل كبير نتائج زراعة الكبد فى مرضى فيروس بى.

وفى السياق نفسه، يؤكد الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، أن هناك ما يقرب من 4 ملايين مواطن مصرى مصابون بفيروس بى، رغم وجود التطعيم الذى يتم إعطاؤه إجباريا لحديثى الولادة منذ عام 1992، وهذا العدد مرشح للزيادة بعد الخلاص من فيروس سى، حيث إن هناك 20% من مرضى فيروس سى يعانون من فيروس بى، الذى لا يستطيع التكاثر فى وجود فيروس سى.

وأضاف "الخياط"، أنه من المعروف أيضا أن هناك العديد من الأدوية الحديثة التى تصل نسب الشفاء فيها إلى أكثر من 95% لفيروس سى، ولكن مازال علاج فيروس بى لا يؤدى إلى الشفاء التام، حيث يؤدى فقط إلى إحباط تكاثر الفيروس حتى لا يحدث تليف ومضاعفات بالكبد، ومن هنا كان الشغل الشاغل للعلماء فى آخر 8 سنوات هو الوصول إلى علاج شاف لفيروس بى، إما عن طريق إضافة عقار الإنترفيرون طويل المفعول بعد سنة كاملة من إعطاء دواء اأحنتى كفير للوصول إلى نسب شفاء تقترب من 25 % بأخذ هذا النوع من العلاج مقارنة بـ 2 % سنويا بإعطاء اأتنتى كفير بمفرده.

فمن المعروف أن دواء اأمنتى كفير يحبط تكاثر الفيروس بنسبة تصل إلى 90% بعد أول سنة من أخذ العلاج، لكن نسب الشفاء لا تزيد عن 2% سنويا، ويعود ذلك إلى وجود الثلاثى سى وهو البروتين الخاص بفيروس بى والموجود داخل نواة الفيروس، والذى يعود إليه تكاثر الفيروس، وبدونه يبقى الفيروس داخل نواة الخلية بدون شفاء تام للمريض، ومن هناك فإن إعطاء دواء األنتى كفير لمدة سنة يتبعه الإنترفيرون لمدة سنة أخرى، وتصل نسب الشفاء إلى 25% وهى مازالت نسب ضئيلة مقارنة بنسب الشفاء لفيروس سى، لذا فإن إعطاء العلاج المناعى مع العلاج الدوائى فى المستقبل القريب سيكون له أثر فى الشفاء من فيروس بى بنسب عالية.

وأوضح "الخياط" أن العلاج المناعى يتمثل إما بإعطاء تطعيمات خاصة بفيروس بى مع الأدوية المناعية، أو إعطاء ما يطلق عليه محفزات الخلايا مع الأدوية المتعارف عليها، مؤكدا أن النتائج الأولية لهذه الطرق كانت مبشرة جدا، وهى فى المراحل الإكلينيكية الثانية يبقى أن نتعرف على أسلوب آخر جديد من الأساليب المناعية، وهو عبارة عن إعطاء أجسام تعطل من وجود الأجسام المناعية التى تحيط بالخلايا المناعية " T " التى تقضى على فيروس بى تماما، والتى تكون شبه مشلولة ومجهدة بعد العدوى بفيروس بى، من جراء هذه الأجسام المناعية التى تحيط بها فى كل اتجاه، ومن هنا كان الأسلوب المبتكر الجديد فى توجيه أجسام مناعية أخرى تبطل من عمل الأجسام الأخرى المحيطة بالخلايا الهامة اللازمة للقضاء على فيروس بى، وهذا الأسلوب مبشر للغاية، ونسب الشفاء باستخدامه تصل إلى 50%، ومن المنتظر أن تزيد هذه النسب بتطوير هذا الأسلوب المناعى الجديد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة