بدأ بالحديد والصلب واختتم بالألمونيوم والسكر

وفد عمالى أمريكى يزور 4 مدن صناعية

الأحد، 15 نوفمبر 2009 05:26 م
وفد عمالى أمريكى يزور 4 مدن صناعية رئيس اتحاد النقابات العمالية
كتب مصطفى النجار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يزور مصر الآن وفد أمريكى من نشطاء الحركة العمالة للوقوف على آخر المستجدات التى وصلت إليها الحركة فى مصر والوقوف على المكتسبات التى استطاعت الحركة العمالية أن تحققها.

ويضم الوفد العمالى الأمريكى كلاً من سكوت رينولدز منسق العمل مع اتحادات الولايات والاتحادات المحلية، وليز ماكيلورى مساعد الرئيس والمدير السياسى بمجلس فيلادلفيا، ودان هوك المدير الإقليمى ومنسق الحملات بولاية أوهايو بمنظمة أمريكا العاملة، ويتميز الثلاثة بحصيلة غنية من خبرات الحركة العمالية خاصة فى مجالات التعبئة وتنظيم وحملات الضغط والتأثير، وهم يعبرون عن شريحة من العمال يميلون إلى الجنوح للتغيير، والقدرة على التطوير والإبداع.

والتقى الوفد الأمريكى بعدد من القيادات العمالية المصرية خلال جولته التى زار فيها عدة مواقع عمالية مختلفة بترتيب من دار الخدمات النقابية فى مقراتها بحلوان، والعاشر من رمضان، والمحلة الكبرى، ونجع حمادى لقاءات بين وفد اتحاد العمال الأمريكى.

كانت محافظة حلوان ومنطقتها الصناعية المحطة الأولى فى تلك اللقاءات مع ممثلى النقابة المستقلة لموظفى الضرائب العقارية، وممثلى اتحاد أصحاب المعاشات تحت التأسيس، بالإضافة لعاملين بمصانع الحديد والصلب والكوك والمطروقات والحرير والنصر للمواسير ومعدات الغزل بحلوان وقد انضم إليهم مجموعة من العاملين بمدينة السادات الصناعية.

أما اللقاء الثانى فقد استضافته مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية مع عمال من وحدات القطاع الخاص فى صناعات الغزل والنسيج والأدوات الكهربائية، والصناعات الغذائية، هذه المرة كان اللقاء مليئاً بالشجون التى فاقت توقعات النقابيين الأمريكيين على الأخص فيما يتعلق بإجبار العمال على التوقيع على استقالاتهم و"استمارة 6" لدى استلامهم العمل، واختفاء بعض المستثمرين، وهروبهم إلى الخارج بين عشية وضحاها دون أن يتمكن العمال من الحصول على حقوقهم.

وكانت مدينة المحلة الكبرى هى ثالث محطات الوفد حيث التقى الوفد مع ممثلين للعاملين بشركة مصر المحلة للغزل والنسيج وشركة النصر للصباغة والتجهيز بقطاع الأعمال العام، وموظفى القطاع الحكومى من العاملين بالوظائف الإدارية فى التربية والتعليم، والعاملين بمصلحة البريد، وقانونيى الشهر العقارى، بالإضافة إلى موظفى الضرائب العقارية من أعضاء النقابة المستقلة، ثم العاملين بمصانع القطاع الخاص للغزل والمنسوجات.

عرض العمال المصريون مشاكلهم وخبراتهم، وركز النقابيون الأمريكيون على النقيصة الكبرى فى الأوضاع العمالية المصرية والتى تكمن فى غياب الآلية التى يمكن من خلالها إجراء المفاوضة الجماعية وتسوية المنازعات أو إدارتها بصورة منظمة.

عرض أعضاء الوفد الأمريكى آليات التفاوض لديهم، وهيئة الوساطة المستقلة التى يمكنهم اللجوء إليها، كما اهتموا بتقديم خبرة إبداع بعض الأشكال ذات الطابع العرفى لإدارة المفاوضة وإبرام عقود العمل الجماعية حال غياب النقابات.

وختم الوفد جولته بزيارة إلى مدينة نجع حمادى بصعيد مصر حيث التقوا بنشطاء عماليين من شركات الألمونيوم، والسكر، والمطاحن، وهابى فارم، والكراكات، فضلاً عن رابطة الدفاع عن حقوق العاملين بالوظائف الإدارية بالتعليم.

وفى جميع لقاءاته مع العمال ونشطاء الحركة العمالية المصرية اهتم أعضاء الاتحاد الأمريكى بإبراز قدرة الحركة العمالية على تحسين أوضاع العمل وشروطه من خلال التنظيم الكفء واستخدام الآليات المناسبة للضغط، مؤكدين على الأهمية القصوى لذلك ليس فقط من أجل تطوير الأوضاع العمالية وإنما أيضاً لتوازن المجتمع وتنميته.

وقد نقل أعضاء تجاربهم وخبراتهم خلال سلسلة اللقاءات التى جمعتهم مع النشطاء المصريين عدد النشطاء العماليين فى مصر خصوصا الذين عرف عنهم توجهاتهم الحركية دفاعا عن الحركة العمالية.

وقد أبدت القيادات العمالية المصرية اهتمامها بالتعرف على البنية التنظيمية لاتحاد العمال الأمريكى، وآليات عمله واتخاذ القرار فى هيئاته فى زيارة الوفد لعدد من المواقع العمالية فى مواقع العمل الأكثر توتراً.

واستمع الوفد إلى عدد من القيادات العمالية أوضحوا آليات تأسيس وبناء النقابات فى مصر، كما تطرق اللقاء إلى المعوقات التى تصادفهم واختلافها بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، وإن كانت هناك بعض الصعوبات المتشابهة خاصة فيما يتعلق بسطوة رجال المال والأعمال وتوجهاتهم السلبية بشأن العمل النقابى.

وطالب أعضاء الوفد النقابى الأمريكى بتمكين النقابات العمالية فى مصر من العمل الميدانى وتحصيل الاشتراكات وممارسة الأنشطة بمجرد توقيع 50% من عمال المنشأة على طلب الانضمام إليها، بينما يطالب العمال المصريون بإزالة القيود القانونية المفروضة على حق تكوين النقابات بحسب تأكيدات الوفد الأمريكى.

وقد أبدى النقابيون الأمريكيون اهتماماً واضحاً بالتجربة العمالية فى النقابات المستقلة الوليدة، وتبادلوا مع القيادات العمالية والنقابية المصرية خبرة تأسيس النقابات، مؤكدين على الأهمية القصوى لبناء النقابات من القواعد، وممارسة العمل الدعوى وسط العمل وبذل الجهد لإقناع العمال بأهمية النقابة ودورها، وتنظيمهم الطوعى فى صفوفها حيث لا بديل عن ذلك لبناء نقابات قوية حيوية قادرة على الدفاع عن مصالح العمال والمفاوضة الجماعية وتعديل ميزان القوى وانتزاع المكاسب.

وشرح الوفد الأمريكى البنية التنظيمية ذات الطابع الخاص التى يتميز بها الهيكل النقابى الأمريكى من حيث تداخل البناء الرأسى والأفقى، واستقلالية المجالس المركزية والمحلية وتمتعها بصلاحيات اتخاذ القرار، موضحين أنها محاولة للإجابة على الإشكاليات المطروحة على النقابات والتى ينبغى دراستها، والتعرف عليها، وطالبوا بضرورة أن تكون الحركة العمالية ديمقراطية ومجددة، ومطورة، ومبدعة.

وقالت دار الخدمات النقابية والعمالية إنها نظمت الزيارات بالتعاون مع اتحاد العمال الأمريكى، ومنظمة التضامن الأمريكية، والتى استهدفت تبادل الخبرات بين الحركة العمالية المصرية والحركة النقابية الأمريكية، وتعزيز مفاهيم التضامن العمالى وتطوير آفاقه فى ضوء المتغيرات التى صاحبت النظام الاقتصادى العالمى الجديد وعلى الأخص عولمة رأس المال، واتفاقيات التجارة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة