التونى.. صوت استطاع مخاطبة السماء.. والتحليق فى فضاءات الابتهال

الإثنين، 17 مارس 2014 09:24 م
التونى.. صوت استطاع مخاطبة السماء.. والتحليق فى فضاءات الابتهال المنشد الإسلامى أحمد التونى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل عن عالمنا الشيخ أحمد التونى، تلك الحنجرة التى كانت تخاطب السماء، وكانت دائمة الاشتعال بحب الله والتحليق فى الفضاءات الواسعة الممتلئة بالابتهال والمحبة، وكان من آخر المنشدين الذين حفروا بأسلوبهم المتميز علامة راسخة فى تاريخ الإنشاد المصرى والعربى، ووصل إلى العالمية ببساطته وسهولة أسلوبه فى الإنشاد حتى أصبح دليل وعلامة الإنشاد لمن يأتوا بعده، فهو ساقى الأرواح وسلطان المنشدين.

كان الشيح التونى ينشد بالفطرة، ويعتمد على الارتجال والحس المرهف فى الأداء، فكان يحفظ الكثير من الأشعار لكبار أئمة التصوف مثل "أبو العزايم وابن الفارض والحلاج"، وكان يقدم الشيخ التونى التراث القديم دون تجديد، وكأنك تسمع وهو ينشد إلى "الجندى والرفاعى والدسوقى" الأولياء والعارفين بالله.

فكان التونى إحدى علامات الإنشاد فى الموالد، وكان هو نجمها الأول منذ عدة سنوات، ويرى أن مولد السيد البدوى بمدينة طنطا، المولد الوحيد الذى يحافظ على تقاليده الأًصلية للطرق الصوفية التى تصلح لجميع الأديان وليست حكرًا على المسلمين وحدهم.

واعتمد التونى على الارتجال فى الإنشاد دون مرافقة الألحان إلى أن أدرك أهمية استخدام الموسيقى حتى أقام تختًا موسيقيًا مكونًا من الرق والناى والكمان يعزفون ما يفيض عليه من تجليات، وساعدت تلك الموسيقى فى نشر رسالة التصوف التى يحملها والتى بلغت عبر صوته إلى العالمية وعلى مسارح باريس وأوروبا والولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وسائر دول شمالى أفريقيا بالإضافة إلى سوريا، وكان يتولى بنفسه ضبط الإيقاع من خلال النقر بمسبحةٍ على كأس زجاجي، حتى لا يفارق الطريقة الأصلية فى الإنشاد التى بدأها الشيخ السبعينى منذ ستين عامًا.

ويقول الشيخ التونى عن الموسيقى أنها تجلب الجمهور وتقرب ‏المعنى، وتطرب النفس وترقق المشاعر، وأن الموسيقى تؤدى لأن يسود سهرات الإنشاد الصوفى نوع من الصفاء والحب والإبداع والتشويق.

كان يتمتع بمواصلة الإنشاد لساعات طويلة تصل أحيانًا إلى ست ساعات وكان كل ذلك ارتجاليًا مما يحفظه من إشعار، وفى الفترة الأخيرة يقتصر الإنشاد لتقدمه فى السن.

رحل سلطان الإنشاد بجسده اليوم ولكنه ترك لنا جوهرة لامعة، بريقها سيظل مضيئًا فى عنان السماء، نسمع بصوته العذاب المرفرف على الوجدان ليسكن الآلام، ويذكرنا برحاب الله.. وداعًا ساقى الأرواح.


موضوعات متعلقة..


نشطاء: أنباء عن وفاة المنشد الدينى أحمد التونى

وفاة المنشد الدينى الكبير أحمد التونى

حمدين صباحى ينعى المنشد الدينى أحمد التونى









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة