هليوبوليس.. تجربة مختلفة لمخرج واعد

الجمعة، 13 نوفمبر 2009 05:05 م
هليوبوليس.. تجربة مختلفة لمخرج واعد أبطال فيلم هليوبوليس
علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



فى إطار فعاليات الدورة الـ33 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى عرض مساء أمس، الخميس، فيلم "هليوبوليس"، وذلك بسينما "جود نيوز"، حيث يشارك الفيلم فى المسابقة العربية، وشهد العرض إقبالا جماهيريا كبيرا أدى بدوره لحدوث مشدات بين رجال الأمن والحضور فى قاعة العرض.

فيلم "هليوبوليس" يعد واحدا من أهم الأفلام التى تشهدها السينما المصرية مؤخرا، من حيث الإيقاع والسرد السينمائى الذى اختاره مخرج ومؤلف ومونتير الفيلم أحمد عبد الله السيد باقتصار كل أحداث الفيلم فى حى مصر الجديدة، تحديدا فى الكوربة، حيث اختار يوما فى حياة شخصيات مأزومة لا تتقابل، ولكن يتحركون جميعا فى المنطقة نفسها "الكوربة".

نجح الفيلم منذ اللقطات الأولى فى تقديم شخصياته الخمسة التى تعانى من أزمات يومية متكررة، منهم الطبيب الذى يجسده هانى عادل أحد أعضاء فريق وسط البلد الغنائى، الذى يرغب فى الهجرة، ويسعى لإنهاء أوراقه للحاق بوالدته وشقيقه هناك، ويعرض شقته فى مصر الجديدة للبيع، ويسعى خطيبان لشرائها لإتمام زواجهما، وخالد أبو النجا الباحث الذى يقوم بإجراء بحث عن الأقليات فى مصر، ويعانى من قصة حب فاشلة، وحنان مطاوع التى تطمح هى الأخرى فى الهجرة إلى فرنسا، وتهرب من منزل أهلها فى طنطا، وتكتفى بإرسالها جوابات تؤكد لهم فيها أنها تعمل فى باريس، رغم أنها تعمل فى فندق متواضع بالكوربة، هذا بخلاف العسكرى الذى يجلس على أحدى بنايات الكوربة صامتا، لا ينطق بكلمة يقضى يومه كله فى كابينته يستمع إلى الراديو المصرى، مكتفيا بمصادقة كلب من كلاب الشوارع، ويطعمه الخبز، لينتهى الفيلم بالشخصيات جميعا، وهى تعود إلى منازلها لاستكمال حياتها اليومية.

رغم أن الفيلم هو العمل الأول لمخرجه الذى قضى يعمل فى مجال المونتاج لمدة 10 سنوات، إلا أنه يؤكد على ميلاد مخرج موهوب، يملك إيقاعا وإحساسا مختلفا، ورغم الإحساس باليأس الذى يصاحب أغلب شخصيات العمل، إلا أن الفيلم يضج بالحياة، ويرثى مصر الليبرالية.

أجاد أحمد عبد الله اختيار شريط الصوت لأغانى الفيلم "رغم ظروف العرض غير الجيدة، خصوصا وأن السماعة الرئيسية فى قاعة عرض "سينما جودنيوز" كانت لا تعمل"، وأمتلك أحمد أيضا شجاعة إعطاء الشخصية المسيحية مساحة على الشاشة برقة شديدة.

كما أجاد كل أبطال الفيلم أداء أدوارهم منهم خالد أبو النجا الذى اختصرت ردود أفعاله وتلقائيته فى حدود الدور، وكل من آية سليمان ويسرا اللوزى وحنان مطاوع وسمية الجوينى ومحمود بريقع الذى قدم دور العسكرى الصامت، وبرع المخرج فى رصد صمته وانفعالاته وتعبيرات وجهه بشكل رائع.

ويستحق المخرج شريف مندور، منتج الفيلم، التحية لتبنيه هذه النوعية من التجارب السينمائية المختلفة التى تساعد على بث الروح فى السينما، بعيدا عن السينما التجارية، وسبق له تقديم فيلم "عين شمس" للمخرج إبراهيم البطوط، وحاليا هليوبوليس الذى مثل مصر فى عدة مهرجانات مؤخرا من بينها "سالونيك" السينمائى الدولى، و"الشرق الأوسط" بأبو ظبى، وبيروت السينمائى أيضا، كما سبق وحاز السيناريو الأصلى على جائزة ساويرس للعمل الأول فى أواخر عام 2007، وينتمى الفيلم إلى السينما المستقلة ذات الميزانيات البسيطة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة