سفارة اليابان تحيى الذكرى الثالثة لأكبر إعصار شهدته اليابان.. طوكيو تخصص ميزانية تصل إلى 266 مليار دولار لمواجهة آثار التسونامى.. والعالم يتذكر كيفية مواجهة غضب الطبيعة

الثلاثاء، 11 مارس 2014 02:09 م
سفارة اليابان تحيى الذكرى الثالثة لأكبر إعصار شهدته اليابان.. طوكيو تخصص ميزانية تصل إلى 266 مليار دولار لمواجهة آثار التسونامى.. والعالم يتذكر كيفية مواجهة غضب الطبيعة أرشيفية
كتبت رباب فتحى و أمل صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
11 مارس ذكرى وقوع أكبر كارثة عالمية يأسى لها العالم وهى " تسونامى" أكبر إعصار شهدته اليابان والذى جاء متمثلا فى الزلزال وموجات المد العاتية اللذين دمرا الجزء الشمالى الشرقى من البلاد، وتسببا فى وقوع أسوأ حادث نووى منذ كارثة تشيرنوبل عام 1986.
قال توشيرو سوزوكى، سفير اليابان بالقاهرة، فى ذكرى احتفال اليابان بالتسونامى، إن كلا من مصر واليابان واجهتا تحديات ضخمة منذ 2011، إذ شهدت الأولى ثورة 25 يناير، بينما واجهت الثانية أكبر كارثة طبيعية فى تاريخها بزلزال شرق اليابان الكبير مع التسونامى الذى وقع فى 11 مارس، معربًا عن التزام طوكيو بدعم الحكومة والشعب المصرى فى سعيهم لمكانة اجتماعية واقتصادية أفضل، مشيرا أن هناك تقدمًا كبيرًا فى جهود البناء فى شرق اليابان والحكومة مستمرة فى عملية إعادة الإعمار التى شرفت على الانتهاء بحلول عام 2015.

فيما قدم هيدياكى ياماموتو، مدير مركز الإعلام والثقافة بسفارة اليابان فى مصر، عرضًا عن حجم الأضرار التى أسفرت عنها كارثة اليابان وكيف أصبح الوضع الآن بعد ثلاثة أعوام. وأشار إلى أن التسونامى بلغ ارتفاعه 40 مترًا، ويعد الأكبر فى تاريخ اليابان إذ أسفر عن مقتل 15884 قتيلا، و2640 مفقودًا (حتى 10 يناير 2014) فيما تم إجلاء أكثر من نصف مليون شخص، وفقد أكثر من ألفين طفل والديهم، مشيرًا إلى أنه تسبب فى أكبر خسائر اقتصادية فى العالم نتجت عن كارثة طبيعية وفقا للبنك الدولى.

وأوضح أن حجم الميزانية التى خصصت لمعالجة آثار هذه الكارثة، تفاوت من 202 إلى 266 مليار دولار من الفترة 2011-2015، قائلا إنه بحلول نهاية مارس الجارى، ستكون اليابان قد تخلصت من جميع حطام الكارثة الطبيعية باستثناء بعض المناطق فى فوكوشيما، مشيرًا إلى أن أولويات اليابان هى تسريع عملية إعادة الحيوية والنشاط، وتركز الحكومة على السياسات التى تفيد فى إعادة النشاط الاقتصادى وإعادة الإعمار وإدارة الأزمة، وتلك هى الأركان الثلاثة لتسريع التغيير الفعال.

ويعنى مصطلح التسونامى فى اللغة اليابانية الموجة الكبيرة ووفقا للمراجع التاريخية فيعتبر حادث التسونامى شائعة فى التاريخ اليابانى إذ سجلت حوالى 195 حادثة فى اليابان، ويشار إليه أحيانا بموجات المد، ولا يلقى هذا المصطلح رواجًا وخاصة فى الأوساط العلمية، وذلك لأنه فى السنوات الأخيرة تم اكتشاف عدم وجود علاقة بين التسونامى والمد والجزر، اشتق هذا المصطلح من مظهر التسونامى حيث يظهر كموجة مد عالية، تتشابه التسونامى وموجات المد فى فيضان تحركات مائية نحو اليابسة ولكن فى حالة التسونامى تكون هذه الفياضانات أعلى وتستمر لوقت أطول، مما يوحى بدرجة عالية من المد والجزر، على الرغم من أن كلمة "موجات المد" تشبه وتشمل عمليات المد والجزر، وكون مصطلح تسونامى غير دقيق بسبب أن التسونامى لا يقتصر على الموانئ فحسب، كان استخدام مصطلح موجة المد غير مرحب به من قبل الجيولوجيين وعلماء علم المحيطات.

من الناحية التاريخية، تسونامى ليست ظاهرة نادرة، حيث وقع خلال القرن الماضى وبداية هذا القرن 796 "تسونامى حلت 17% منها بالشواطئ اليابانية من بينها 25 كارثة تسونامى فى القرن الماضى. معظمها سجلت فى آسيا والمحيط الهادئ، خاصة اليابان.

فى أوائل 426 قبل الميلاد تساءل المؤرخ اليونانى ثيويسدسديس فى كتابه تاريخ الحرب البيلوبونيسية عن أسباب كارثة تسونامى وقال بأنه من الأرجح أنه ينجم عن زلازل المحيطات، بهذا كان أول من ربط التسونامى بالزلازل فى تاريخ العلوم الطبيعية، حيث يقول ثيويسدسديس فى كتابه: "السبب فى رأيى لهذه الظاهرة يعود إلى الزلازل.عند النقطة حيث الصدمة كانت فى أوجها تراجع البحر وفجأة موجة الارتداد كانت عنيفة فسببت الفياضانات.. ولكن بدون زلازل لا أرى إمكانية لمثل هذه الحوادث".

كما وصف المؤرخ الرومانى أميانوس مارسيلينس التسونامى، حيث ذكر الزلزال، ومن ثم والتراجع المفاجئ للبحار تليها موجة عملاقة، وبعد 365 ميلادى وهو التسونامى الذى دمر الإسكندرية وإليكم أشهر موجات التسونامى ؤعبر التاريخ:

فى 1883 عرفت جزيرة كاركاتوا باليابان زلزالا عاتيا وأمواجا بحرية متلاطمة خلفت آلاف الضحايا وقد امتدت أمواج تسونامى إلى أستراليا التى تبعد 4000 كلم عن جزيرة كاركاتوا، وفى 1 أبريل 1946 ضرب زلزال عنيف هاواى وهونولولو مخلفا دمارا وضحايا عديدة، وبلغ الارتفاع الأقصى لموجاته 30 م، وفى سنة 1952 شهدت كامتشاكا فى روسيا تسونامى خلف 5000 قتيل.

وفى 22 مايو 1960 وقع زلزال بلغت درجته 8.3 بمقياس ريختر فى شواطئ تشيلى محدثا خسائر شملت جميع المدن التشيلية الساحلية بحيث تجاوز عدد القتلى 2000 نسمة، وقد قطعت أمواج تسونامى آلاف الكيلومترات لتضرب سواحل هاواى وتصل آثاره إلى جزر الفلبين.

وفى 2 سبتمبر 1992 بنيكاراغوا كان الارتفاع الأقصى لأمواج تسونامى 10 م وأسفر عن العديد من القتلى، وفى عام 1998 شهدت غينيا الجديدة زلزالا ترك 2200 ضحية بارتفاع أقصى للموجة بلغ 15 م.

وفى 26 ديسمبر 2004 وقع زلزال تحت البحر كان مركزه على مسافة من الساحل الغربى لجزيرة "سومطرة" الإندونيسية وتسبب زلزال تسوناميالبوكسينج داى فى حدوث موجات مد مدمرة على طول سواحل اليابسة المطلة على المحيط الهندى، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 230.000 شخص فى أحد عشر بلدا، وإغراق المناطق الساحلية بسبب ارتفاع الموجات لمدى كبير جدا وصل إلى 35 مترا. وتعتبر هذه الحادثة واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية فى التاريخ.

وفى اليابان 11 مارس 2011 حدث زلزال بلغت شدته 9.0 درجة على مقياس ريختر أدت إلى حدوث وانفجارات هيدروجينية وقعت فى أربع مفاعلات بمحطة فوكوشيما النووية، وذلك فى أعقاب الزلزال المدمر وموجات المد العاتية المعروفة باسم "تسونامى" مما أسفر عن مقتل 10000 شخص تأكد وفاتهم فيما اعتبر 16000 فى عداد المفقودين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة