مصر في قلب العمانيين

الجمعة، 28 فبراير 2014 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتساءل الكثير عن موقف سلطنة عمان من المشهد المصرى.. خاصة وأن السعودية والكويت والإمارات والكويت والبحرين أعلنوا بوضوح وقوة عن تأييدهم لثورة 30 يونيو ودعمهم لخارطة المستقبل. لكن السلطنة التزمت الصمت. مما أثار حيرة الشارع المصرى.

مع إن الموقف العمانى معروف جيدًا.. وسياسة السلطان قابوس سلطان عمان وحكومته، فالسلطان قابوس وحكومته لا يحبون التحدث عن نفسهم، ولم يتحدث العمانيون أبدًا عن أى دعم مادى أو معنوى.

ويعتبر السلطان قابوس أن هذا واجب عليه وعلى حكومته، فالسلطان قابوس يفعل الكثير ويدعم الجميع ويقوم بالعديد من الأشياء وكلنا نعرف ذلك، ولكنه لا يريد أن يتحدث عن نفسه ولا عما يفعله، كما أن السلطان قابوس وشعبه لا يريدون التدخل فى شئون الغير، كما أنهم لا يسمحون بالتدخل فى شئونهم.


والعلاقات المصرية - العمانية علاقات قوية تتميز بالتنسيق السياسى المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد على مر التاريخ .

وتمثل العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز هام على الساحة السياسية العربية، كما يسعى البلدان دائمًا إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض، كما تدعو إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميًا ودوليًا.


وترتبط مصر وعمان بعلاقات سياسية قوية، فهناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين فى القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، ويقدر المسئولون العمانيون على كافة المستويات الدور الذى تلعبه مصر فى حل الصراعات والنزاعات فى المنطقة من أجل شعوب المنطقة.

والسلطان قابوس كما يعرف الجميع الزعيم العربى الوحيد الذى لم يقطع علاقته بمصر على مر الزمان، وهنا نتذكر سفير سلطنة عمان الذى قتل مع الرئيس أنور السادات فى حادث المنصة الشهير.

وعمان موقفها واضح مع الجميع عبر العصور الماضية وما يثبت ذلك أيضًا أن عمان ظلت على الحياد من الصراع العراقي – الإيراني خلال حرب 8 سنوات.

ورفضت السلطنة طلب صدام حسين استخدام أراضيها لضرب إيران، ومنعها من تهديد أمن الخليج وتصدير الثورة اليها، كما رفضت إصدار بيان إدانة لأحداث المسجد الحرام فى حج 1407هـ مبررة ذلك بأن إصدار مثل هذه البيانات من شأنه تعقيد الموقف وإغلاق أبواب الحوار المطلوب إبقاءها مفتوحة مع إيران .

سلطان عمان وسياسته وبجواره شعبه استطاعوا بناء نظاماً سياسياً وادارياً ووضع لبنات قوية لاقتصاد قوى وتطور بلادهم. وعرفوا كيف يبنون ويطورون ويصلون الى ما وصلوا إليه فى حدود إمكانياتهم. ومع ذلك فقد حققوا الكثير من النجاح والتطور ومن يرى عمان الآن سيشهد ويتأكد على كلامى هذا .
خاصة النجاح الكبير الذى حققه سلطان عمان فى سنوات النهضة العمانية وتحقيق تطور لم يشهده دول عديدة أخرى سبقتها بعشرات السنين، من خلال السياسة الحكيمة للسلطان قابوس.

ولو عدنا للوراء وتذكرنا مواقف السلطان قابوس السياسية المتعلقة بالقضايا العربية أو الدولية. سنجد أنها تنطلق من مصلحة سلطنة عمان أولاً وانه يضع بلده وشعبه فى مقدمة سياسته ولم نجده يوما دخل فى خلافات مع أى طرف آخر.

وهذا نابع من السياسة الحكيمة لسلطان عمان. كما أنه لم يتدخل أبداً فى شئون دولة أخرى.. أوتعصب لدولة على حساب دولة..وذلك جعل عمان بلد الأمن والأمان وحقق السلطان قابوس ما لم يستطع غيره أن يحققه من استقرار وهدوء وأمن وأمان. ولم يستطع رئيس دولة أن يستحوذ على حب شعبه مثلما يستحوذ السلطان قابوس على كسب ثقة وحب شعبه الذى التف حوله وحول سياسته الرشيدة الحكيمة. واستطاع السلطان قابوس أن يطور ويفعل الكثير لوطنه وشعبه.

سلطان عمان سياسته وأوامره لحكومته ألا يتحدثوا عما يفعلوه .. وهذا نابع من إقناعهم بأن أى دعم يقدموه هو واجب عليهم .. وهم يقدمون الكثير .

وكمصرى مقيم على أرض عمان أشعر بالأمن والأمان والاستقرار الذى أتمنى أن أراه فى بلدى الغالى مصر.

وأدعو من الله أن يولى رئيسًا صالحًا يخرجنا مما نحن فيه، ونشعر نحن كشعب مصرى بحبنا له، كما يحب الشعب العمانى قائده، وبحب هذا الشعب لبعضه البعض .

وأتمنى أن يكون كل الحكام العرب مثل سلطان عمان .. وأن يقتدوا بنهجه وسياسته التى استطاع من خلالها جمع الحاكم بشعبه، وجنبه المشاكل التى تدور من حوله.. وقضى على الفساد بكل أشكاله ومراحله .. وجعل شعبه ومصالحه هي شغله الشاغل.. وهذا نتج عن سياسته الحكيمة سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى.

فشخصية السلطان قابوس تجمع كافة الصفات العمانية الأصيلة التى تعبر عن إنسانية واضحة تمكنت من صياغة نظام سياسى لم يحرق مراحل تطور المجتمع العمانى، بل لقد شكل تاريخ عمان أساس فلسفة حكمه التى بدأت بنظام ملكى مطلق، ثم تطورت، بأسلوب مدروس، الى أن أصبحت ملكية دستورية، يحكمها دستور مكتوب، وبرلمان يتكون من هيئتين، الأولى، وهى مجلس الدولة، ويتم تعيينه من قبل السلطان، والثاني وهو مجلس الشورى.. ويتم انتخابه من قبل الشعب العمانى.
ونتيجة أن عمان لا تتحدث عن نفسها ولا تتدخل فى شئون غيرها. وتهتم بشأنها يحتفل الشعب العمانى الآن بالعديد من الإنجازات التى تحققت خلال نهضتهم المباركة فى شتى المجالات تحت ظل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس وحنكته وسياسته، فلم تكن رؤيته الحكيمة مجرد شعارات بل حزمة من الإنجازات خلال مسيرة التنمية منذ عام 1970م.

وخلال أكثر من ثلاثة وأربعين عاما مضت كان المواطن العمانى هو حجر الأساس لكل هذه التنمية ليحظى بالعيش الكريم وينعم بالأمن والاستقرار، بالإضافة إلى العديد من القرارات والمراسيم السلطانية التى تمت مؤخراً بتوحيد الرواتب ودرجات موظفى القطاع المدنى، وكذلك تعديل نظام التقاعد من أجل تحقيق مبدأ المساواة والعدالة بين كافة شرائح المجتمع العماني .. وإنشاء صندوق رفد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لما من شأنه دعم الشباب في إنشاء مشروعاتهم في العمل الحر، وكذلك المرأة حظيت بنصيبها من الاهتمام فقد كانت السلطنة من الدول السبّاقة على مستوى المنطقة بإشراكها في جميع المجالات التعليمية والعملية حتى أصبحت اليوم في أرقى المناصب وخاضت سوق العمل وحققت نجاحات باهرة يفخر بها المجتمع العمانى لقد أثبتت السياسة العمانية أيضاً نجاحها على الصعيد الخارجي ويتجلى ذلك فى استمرار عجلة التنمية رغم كل الأزمات العالمية التي مرّ بها المجتمع الدولي ومن أبرزها مؤخراً الأزمة الاقتصادية في عام 2009م التي أثرت على العديد من دول العالم ولكن السلطنة بما تكوّن لها من استراتيجيات مرنة تتوقع كل الظروف استطاعت التصدى لهذه الأزمة والحفاظ على الاقتصاد الوطنى.

وكذلك الحراك السياسى الذى مرت به الدول العربية (الربيع العربي) فقد تكيفت معه السلطنة واستفادت منه في تغيير ما هو بحاجة إلى تغيير دون أن يؤثر ذلك على أمنها واستقرارها.

وحضور السلطنة فى المنظومة الدولية كان ومازال له دوره البارز لما تميزت به السياسة الحكيمة للسلطان قابوس من هدوء وحنكة في التعامل مع القضايا الدولية بعدم التدخل في شئون الغير والمساعدة في تقريب وجهات النظر المتباينة والتعاون المشترك مع الدول، مما أدى الى منح الشعب العمانى الاحترام والتقدير بين شعوب العالم .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة