سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 يناير 1952.. مهاترات فى "القصر" تنتهى بإقالة "فاروق" لحكومة النحاس باشا

الخميس، 27 فبراير 2014 08:05 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم  27 يناير 1952.. مهاترات فى "القصر" تنتهى بإقالة "فاروق" لحكومة النحاس باشا الملك فاروق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتفعت الأصوات، تحول النقاش إلى "مهاترات"، فطلب الملك فاروق من الجميع الانصراف، والعودة إليه فى اليوم التالى للاجتماع .

كان الاجتماع مساء نفس يوم "حريق القاهرة"، وبعد قرار الحكومة بفرض الأحكام العرفية، ودار النقاش حول ما يمكن فعله بعد الكارثة التى دمرت القاهرة، ورغبة الملك فى إقالة حكومة مصطفى النحاس "الوفدية"، وكان أطراف النقاش مع "فاروق" فى القصر، و"حافظ عفيفى" رئيس الديوان الملكى، "إلياس اندراوس" المستشار الاقتصادى للملك، والفريق محمد حيدر القائد العام للقوات المسلحة .

جاء الاجتماع بعد انصراف "فؤاد سراج الدين باشا" وزير الداخلية، وفيما كان "إندراوس" و"عفيفى" متحمسان لإقالة الحكومة، رفضها حيدر باشا لأن "الشعب يؤيدها، ومن الخطأ إقالتها من الناحية الوطنية ومن ناحية مصلحة الملك الشخصية، وفى كتابه "حزب الوفد – 1936 -1952" للدكتور محمد فريد حشيش، كان السؤال لحيدر باشا:"هل تضمن بصفتك القائد العام موقف الجيش إزاء الملك إذا أقال الوزارة؟، فثار حيدر:"ما دخل الجيش فى هذا؟، الإقالة عمل سياسى والجيش بعيدا عن السياسة".

احتدم النقاش ودخل "حيدر" و"أندراوس" فى مهاترة، طلب الملك على إثرها فض الاجتماع، فغادر "حيدر" القصر، لينفرد "أندراوس"و"عفيفى" بـ"الملك"، وأخبراه بأن الحكومة علمت باحتمال إقالتها، وهناك خشية من أن تجهز فعلا يحرج الملك، ولا بديل عن سرعة إقالتها ومفاجأتها بهذه الخطوة، وجرى التباحث عن الرجل الذى يمكنه تشكيل الحكومة، فكان اقتراح نجيب الهلالى، لكنه رفض، فكان اختيار على ماهر باشا الذى وافق، فأصدر الملك قراره بإقالة الحكومة فى مثل هذا اليوم 27 يناير عام 1952، وتكليف على ماهر بتشكيل حكومة جديدة.

فى المراحل التى تلى الكوارث الكبرى يكون الاتجاه نحو ما يمسى بـ"رجال الإنقاذ"، أى هؤلاء الذين يتحملون المسئولية فى ظرف استثنائى، فهل كان على ماهر هو الرجل الاستثنائى الذى يتحمل المسئولية فى ظروف استثنائية؟.

فى كتابه "سقوط نظام" يقدم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل جانبا من الإجابة على هذا السؤال:"كان على ماهر يعتبر نفسه طبيبا سياسيا (كما نقل عنه واحد من المقربين إليه هو الأستاذ "إبراهيم عبد الوهاب" سكرتير عام مجلس الشيوخ الذى اختاره ماهر وزيرا للدولة"، وأن مهمته ليست مجرد "إنقاذ الموقف"، وإنما مهمته "بعث مقدس "تتعدى الأيام والرجال، ومن الإشارات التى لمسها من حوله، أن هناك من يريدونه رجل مطافئ أو رجل إسعاف" أى لمدة مؤقتة)، ولم يكن ذلك ما يريده بالقطع.

كان "على ماهر" حسب "هيكل"، يدرك أن مهمة إنقاذ الموقف فى عهدة الجيش، والجيش أمره فى القصر الملكى وليس فى رئاسة الوزراء، أى أن ما حسبه فى اختصاصه اكتشفه أنه عزيز المنال، أما مهمة الأوضاع الاقتصادية فتحتاج إلى طمأنة رأس المال الأجنبى والمصرى، وأدرك أن ذلك يحتاج إلى معجزة ليس بمقدوره أن يفعلها، فدخان حريق القاهرة كان يملأ الأجواء.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة