المهندس توفيق ميخائيل يكتب: القلم وما يتبقى منه

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009 02:11 م
المهندس توفيق ميخائيل يكتب: القلم وما يتبقى منه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يتبقى من القلم بعد أن ينفذ حبره، والريشة بعد أن تتلف أو تفسد شعيراتها والحاسوب بغد أن تضربه الفيروسات يتوقف عن العمل ؟؟؟، مهما كانت الوسيلة التى نستخدمها لتوصيل الفكر أو الفن أو العلم، لا قيمة لها متى توقفت عن أداء رسالتها. لقد سطرت الأقلام والريش البدائية روائعا من الإنتاج الأدبى والفنى والعلمى.

الكلمة مقروءة أو مسموعة أو مرئية هى أساس تنوير الفكر وبناء الوطن. أغلى وأهم نجاح لأى مشروع هو الفكرة بغد أن تولد ككلمة، لأنه ماذا يقيد العالم من فكر أديب أو علم عالم يظل محبوسا فى عقله أو معمله ؟؟؟.

نظرا لأهمية الكلمة، حيث إن الكلمة التى تخرج من أفواهنا لا يمكن إرجاعها، ومن فضلة القلب يتكلم اللسان لذلك، ليس فقط أن نحطاط لما نتفوه به، بل تسعى أن يكون داخلنا نقيا ورصيدنا من الداخل على قدر الإمكان صالحا.

اللسان للإنسان مثل دفة السفينة، فبالرعم من صغر الاثنين إلا أنهما يحددان الوجهة والاتجاه، فبكلامك تتبرر وبكلامك تدان وباللسان نبارك، وبه أيضا نلعن وكل كلمة يطالة أى لا نفع لها سوف نلقى عنها حسابا فى يوم الدين.

كان ياما كان فى سالف العصر والأوان ثلاثة من الرجال حكموا عليهم بالإعدام. كان الإعدام يتم بالمقصلة. تقدم الأول وكان رجل دين وهو يتمتم بالصلوات، ويقول إنه برىء، وستنقذه عدالة السماء وعند التنفيذ توقفت سكينة المقصلة فصاح الجميع، حقا إنه برىء وأفرجوا عنه. جاء الدور على الثانى وكان رجل قانون فقال: قد لا أكون بقدر إيمان رجل الدين، ولكنى أثق فى أنى غير مذنب وأرجو أن تتدخل العدالة. توقفت المقصلة كما حدث مع الأول وتم إنقاذه. تقدم الثالث وكان عالما وقال للحاضرين: أنا فعلا لست بمثل إيمان رجل الدين ولا بثقة رجل القانون فى العدالة، ولكنى أرى عقدة فى حبل المقصلة يمنعها من السقوط. أصلحوا العقدة ونزلت سكين المقصلة لتفصل رأسه عن جسده.

بالرغم من أننا تعلمنا أنه إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، وأن كثرة الكلام لا تخلو من معصية وتوجد مقولة لأحد القدماء تقول: كثيرا ما تكلمت وندمت، أما عن الصمت فلم أندم قط، ويقول سليمان الحكيم كن مسرعا فى الاستماع مبطئ فى التكلم، إلا أننا لا نكف عن الكلام. وامتلأ الجو من حولنا كلاما ونسمع ضجيجا ولا نرى طحنا..

علينا أن نتحرى الدقة فى كلامنا بحيث لا تخرج كلمة من أفواهنا أو أقلامنا إلا وتكون فى موضعها وفى وقتها..لائقة .. نافعة.. وتبنى ولا تهدم لأنه ماذا يتبقى من الإنسان بعد أن تفارقه الروح إلا كلمة طيبة ورماد.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة