محمد رفعت

قضية رقص عام!

الإثنين، 26 أكتوبر 2009 07:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حوارها مع إحدى الصحف دافعت الراقصة والممثلة لوسى عن ظهورها بملابس ساخنة وعارية فى كليب أغنيتها التى أثارت ضجة كبيرة منذ عامين، بسبب ما احتوته من حركات وكلمات تخدش الحياء.. وقالت إنه يكفيها فخراً أنها ترتدى ملابسها الداخلية وهى ترقص وتغنى، على عكس راقصات أخريات لا ترتدين تلك الملابس، وتثرن الشباب أمام دور السينما بالرقص فى الشوارع.. وقالت أيضا إنها راقصة محترمة ترقص فى "كباريه" زوجها، ولا تظهر مع "موديلز" فى أغانيها يرتدون ملابس باليه تظهر أعضاءهم الذكورية!

وبالطبع فإن تمسك لوسى بارتداء ملابسها الداخلية أثناء الرقص شىء يحسب لها، وإن كنا لم نلاحظ تخلى الأخريات عنها، والشكر واجب أيضا لها على تنبيهنا إلى ذلك الفارق الجوهرى للحد الفاصل بين الرقص والغناء الخادش للحياء، والرقص المحتشم الذى تصر لوسى على أنها تمثله، وتقتدى فيه براقصات الزمن الجميل.

وما دام الأمر قد وصل إلى الحديث عن الملابس الداخلية كشرط واضح وقاطع للاحترام والاحتشام، فلا مجال إذن للكلام عن ظاهرة أخرى غزت أغنيات العرى كليب.. وأصبحت تقليعة الغناء الكليباوى، وهى ظهور المطرب وبجواره فتيات ترتدين المايو البكينى، "الكاش مايوه"، والسؤال الذى يفرض نفسه الآن هو ما الذى تبقى لهؤلاء كى يكشفوه لنا فى أغنيات "البورنو"؟ وإلى أين سيقودنا هذا السباق المحموم نحو العرى والتعرى ومداعبة أحط غرائز الجمهور؟ وإلى أين سيقودنا هذا التشدد والتطرف على الجانب الآخر إذا كان هذا هو الحال؟ وكيف نحمى شبابنا وبناتنا، بل وكيف نحمى أنفسنا من طوفان البذاءة والابتذال؟

وإذا كان تجار الرقيق الغنائى المتخفون فى صورة منتجى ألبومات غنائية وأصحاب محطات فضائية وشركات إنتاج موسيقية قد باعوا أنفسهم للشيطان، ولم يعد لديهم وعى أو عقل أو ضمير، وأصبح كل ما يهمهم هو الربح السريع، وجمع الملايين السهلة على حساب قيم وتراث وأخلاق ومستقبل مجتمعات وشعوب ضائعة وتائهة بين فتاوى العبط الفضائى، وكليبات التحريض على الرذيلة، ألم يعد هناك أمل أو وسيلة لوقف هذا الجنون؟ وإذا كانت الضمائر قد ماتت، والذمم خربت، فأين القانون؟ وأين مواثيق الشرف المهنى؟ وأين الرقابة؟

وإذا كان الأمر قد وصل إلى الحد الذى تفتخر فيه راقصة بأنها الوحيدة التى لا تزال تحتفظ بملابسها الداخلية أثناء الأداء الراقص، فماذا يمكن أن نتوقع بعد ذلك؟! وإذا كنا قد استطعنا حتى الآن الحفاظ على عقولنا من الخبل، وأعصابنا من الانهيار وألسنتنا من الانفلات؟ فماذا يمكن أن يحدث لها ولنا بعد عشر سنوات من الآن إذا استمر الحال على ما هو عليه من الفوضى والانفلات، حكمتك يا رب!!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة