فى عيد ميلاد "أدب ونقد" الثلاثين.. مثقفون: السادات ذبح المجلات الثقافية

الإثنين، 27 يناير 2014 04:35 م
فى عيد ميلاد "أدب ونقد" الثلاثين.. مثقفون: السادات ذبح المجلات الثقافية جانب من الندوة
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفل بالأمس عدد من المثقفين بعيد ميلاد مجلة "أدب ونقد" الثلاثين وذلك بالمقهى الثقافى وذلك فى لقاء مع أسرة تحريرها ضم كلاً من: الشاعر عيد عبد الحليم رئيس التحرير والشاعر ماجد يوسف والناقد الأدبى الدكتور صلاح السروى.

فى البداية آثر الشاعر ماجد يوسف أن يطل بعين الطائر على محطات فى تاريخ الصحافة الثقافية المصرية تبرز لنا أهمية مجلة "أدب ونقد" التى مثلت نغمة أصيلة وقوية فى الحياة الثقافية. فأشار إلى أنه بعد وفاة عبد الناصر عصف السادات بجميع المجلات الثقافية التى ظن أنها تساند اليسار المصرى ضده فيما عرف بـ"مذبحة المجلات" ومن أهم المجلات التى أغلقت مجلة المجلة، والطليعة، والمسرح. وولدت على أنقاضها مجلات أخرى من رحم السلطة تطبل لها وتهلل لسياسات الحزب الحاكم، فمن هنا بدأت حالة التردى فى الصحافة الثقافية، وهجر العديد من المثقفين البلاد هرباً من القبضة التى أحكمت على رقاب أقلامهم، ومنهم فؤاد زكريا وغالى شكرى ومحمود أمين العالم ونوال السعداوى.

وأضاف يوسف: فى هذا المناخ شديد الصعوبة والتعقيد بزغت مجلة "أدب ونقد" كمشعل تنوير جديد يحاول تبديد الظلام الجاثم على صدر الثقافة المصرية، واستقطبت عدداً كبيراً من أعلام الفكر العربى وحرصت على الاحتفاء بالثقافة الحرة المستنيرة التى ترفض الخضوع لهوى الحاكم وتنادى بالعدل والحرية. أما عن تجربتى معها فبدأت سنة 1992 عندما عدت إلى مصر من رحلة اغتراب طويلة، شرفتنى فريدة الشوباشى بطلب انضمامى إلى مجلس التحرير تخوفت فى بادئ الأمر من أن ذلك يعنى انضمامى لحزب التجمع، كانت لدى تحفظات على انتماء الشاعر لأيديولوجيا حزبية، ولكن النقاش أكدت لى أن المجلة مستقلة تماماً عن الحزب ولا يشكل أى وصاية على مضمونها.

وتابع: بالفعل كانت مجلة "أدب ونقد" متحررة دائماً من أى أفق سياسى ضيق، وانفتحت نوافذها على جميع التيارات الثقافية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ولعل ماساهم فى استمراريتها لمدة ثلاثين سنة متواصلة هو طابعها الفكرى التنويرى، فكانت ومازالت من أهم المجلات التى أثرت الساحة الثقافية والأدبية فى العالم العربى، فلم يغب البعد العربى عن موضوعاتها دائماً ما تعى أهمية الإبداع وإن تباينت جغرافيته، ففى كل عدد تقدم ملفا عن الحركة الثقافية فى بلد عربى مثل موريتانيا والصومال. كما ولت القضية الفلسطينية جل اهتمامها وسعت إلى استكتاب أدباء فلسطين.

ومن أهم مزايا مجلة أدب ونقد كما أشار ماجد يوسف الخطة التى رسمتها لطريقها منذ البداية، ففى كل عدد ينشر ملفا جديدا يحمل وجبة ثقافية وإبداعية دسمة بعنوان "الديوان الصغير" تقدم فيه نصوصاً تراثية مهمة من عيون الأدب العربى، كما احتلت القضايا الثقافية حيزاً كبيراً على صفحاتها، فضلاً عن دورها الأهم والأبرز فى احتضان كثير من المبدعين وبخاصة من جيل الشباب ودعمهم نقدياً هم الذين يحتلون الساحة الأدبية الآن ويعترفون لها بهذا الدور مثل طارق إمام ومى التلمسانى. كما فتحت الطريق لأجيال من الفنانين التشكيليين حيث تهتم بتقديم فنان جديد فى كل عدد يقوم بإعداد الرسوم التعبيرية المصاحبة للنصوص.

أما الناقد الدكتور صلاح السروى فأبدى سعادته باهتمام الشاعر شعبان يوسف القائم على المقهى الثقافى بالالتفات إلى هذه المناسبة الهامة، والتى لم يلتفت إليها الإعلام الثقافى. وأوضح أن الاحتفال بمرور ثلاثين عاماً على مجلة أدب ونقد، هو احتفال بتاريخ طويل من النضال فى سبيل إرساء دعائم الثقافة القومية فى وقت كانت تواجه فيه المجلة، مشروع سلطوى من أجل حصار العقل المصرى للتطبيع مع إسرائيل، لذلك أعتبر أن بصدور مجلة أدب ونقد قد كتبت الثقافة المصرية بيمينها أنها لن تتنازل عن هويتها وعروبتها.
وأشار السروى إلى أن انتظام المجلة فى الصدور منذ عام 1983 يعد معجزة بحق فلا يوجد منجز ثقافى بهذه الفاعلية والاستمرارية، يواجه ما واجهته من مشكلات كبيرة تتمثل فى أزمة التمويل التى كادت تعصف بها، وعدم قدرة الحزب على احتواء الموقف المادى للمجلة التى تصدر من بواقى ورق دشت جريدة الأهالى، ما دفعنا إلى التكاتف فى سبيل استمرارها، فلا أحد يصدقنى حين أقول له إن جميع أعضاء مجلس التحرير ومن تستكتبهم "أدب ونقد" لا يتقاضون أى مليم على مشاركتهم فى تحريرها، بل يفعلون ذلك بحب وإخلاص عجيب للأدب أولاً ولهذه المجلة العظيمة ثانياً، فالقائمون عليها كتيبة من المقاتلين الذين لا يبتغون شهرة.

وأكد السروى أن التحدى الراهن الذى يجب أن تواجهه أدب ونقد يتمثل فى التأكيد على مفهوم الثقافة الوطنية فى ظل انتشار الأفكار الظلامية المتطرفة التى تحاول انتزاع جذور الهوية المصرية، فمصر على أعتاب طور سياسى جديد تحتاج لكل الأقلام الوطنية المخلصة.وأعتبر أنها ولدت من جديد فى عيدها الثلاثين لتواجه هذه التحديات، وهى المجلة الباسلة التى احتضنت أولى محطاتى فى الكتابة الأدبية، فكانت بمثابة مدرسة دافئة تعلمت من خلالها كيف أكون مثقف منفتح على الجميع، أعتبر نفسى جزءاً منها وأحييها فى عيدها الثلاثين.

بينما بدا التأثر على الشاعر عيد عبد العليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد فى بدء حديثه عنها، وقال: من الصعب جداً الحديث عن الحبيبة التى أراها تكبر وتزهو أمام عينى، هى التى نشأت فى كنفها منذ عام 2002 أرعاها وترعانى إلى أن أصبحت رئيساً لتحريرها بعد رحيل الشاعر العظيم حلمى سالم الأب الروحى لأدب ونقد، تلك المجلة التى حلقت بروح وثابة فى أفق الإبداع.

وأضاف: كما آمنت بحرية العقل حين كانت المجلة الوحيدة التى تأخذ على عاتقها هذا الدور، ناصرت بملفاتها الفكرية العميقة العديد من المفكرين الذين اضطهدوا من قبل تيارات الجهل والظلام مثل نصر حامد أبو زيد. وهذا يحيلنا إلى الدور الذى يفترض أن تؤديه الصحافة الثقافية فى مصر والتى تراجعت كماً وكيفاً إلى حدِ كبير.

وأكد عبد العليم أن مؤسسة الثقافة الرسمية فى مصر مسئولة عن هذا التراجع، فلم تقدم أى دعم لنا فى الأزمات المالية المتتالية التى شهدتها المجلة خاصة مع توقف الدعم للأحزاب بعد ثورة 25 يناير، واعتمدنا على أنفسنا فى عمل اشتراكات لهيئات وزارة الثقافة، ونحن مستمرون فى الحفاظ على هذه القيمة الثقافية الكبيرة ونسعى الفترة القادمة للتأكيد على الثقافة التنويرية وتقليص الهوة بين المثقف والشارع، أحيى كل من شارك وساهم فى إنجاح أدب ونقد فى عيدها الثلاثين.

لمزيد من أخبار الثقافة..

كبير فى سادس أيام المعرض واستمرار التشديد الأمنى

"دار الحياة" تصدر "خربشات على جدران الدنيا" لإيمان إمبابى

نقيب الفلاحين: تصريحات وزير الزراعة عن الدعم غير صحيحة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة