صابر عرب: الأزهر دائما ضد طغيان الحكام وبدونه لم يكن لمصر بنية تحتية

الإثنين، 27 يناير 2014 04:26 م
صابر عرب: الأزهر دائما ضد طغيان الحكام وبدونه لم يكن لمصر بنية تحتية جانب من المؤتمر
كتبت سارة عبد المحسن تصوير كريم عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، إن الأزهر دائما ضد طغيان الحكام، وكان له دور كبير فى الحركة الوطنية وهو من أخرج طه حسين والشيخ مصطفى عبد الرازق ولو تخيلنا أن مصر لم يكن بها هذه المؤسسة لم تكن تتمكن من عمل بنية أساسية، مشيرا إلى أن كل البعثات إلى أوروبا كانت من الأزهريين، فضلا عن كونه كان أحد المقومات الكبيرة لتطوير الدولة المصرية، ورمزا للحريات، وهو يصعد ويهبط مع الوطن.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم بالقاعة الرئيسية بمعرض الكتاب فى دورته الـ45 لمناقشة كتاب "الأزهر جامعا وجامعة" للدكتور الراحل عبد العزيز الشناوى، وشارك بها الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة والدكتور محمود عزب، والدكتور عبد الواحد النبوى والكاتب الصحفى حلمى النمنم.

وأكد عرب أن الأزهر كان فيه مسرح وفن تشكيلى وموسيقى فى فترة الستينات والسبعينات، ثم جاءت بعد ذلك فترات كانت المدن الجامعية خالية من التلفاز، ولم يكن به من قبل تيارات سلفية، مشيرا إلى أن عددا من الوزرات تنسق الآن ليعود الأزهر ليمارس وعيا ثقافيا، وتعود مدارس الأزهر لما كانت عليه، وهذا ما تسعى له الدولة المصرية الحديثة وهو تطوير التعليم.

قال الدكتور محمود عزب إن أمير الشعراء أحمد شوقى مدح الأزهر فى أحد قصائده، مؤكدا أن الأزهر، شرع فى عمل حوار وطنى وأعد مشروع بيت العائلة المصرية الذى يجمع بين الأزهر والكنيسة ليبحث عن خطاب دينى لائق، مشيرا إلى أن لجنة الخطاب الدينى تدرب عددا من القساوسة والأئمة على خطاب دينى معتدل متحضر، وهذا ما اعتدنا عليه من دور الأزهر بعد انهيار العراق.

وأوضح عزب أن لبيت العائلة دورا آخر وهو مساندة أى هيئة مدنية مصرية ومؤسسات الدولة التى ترغب فى النهوض، ووجه تحية لوزير الثقافة والوزارة التى أبت أن تستسلم ما يعيقها عن تقديم دورها الحضارى فى مصر.

قال الكاتب الصحفى الكبير حلمى النمنم إن هيئة الكتاب لعبت دورا كبيرا على مدى 3 سنوات، مشيرا إلى أنها أصدرت عددا من الكتب حول الأزهر وكان أولها كتاب لمحمد عبد الله عنان عن الأزهر، والأزهر جامعا وجامعة ثم كتابى، مؤكدا أن الأزهر أقدم مؤسسة وطنية، وهو معاصر لمصر بكل ظروفها الاجتماعية والسياسية، الكتاب الذى نحن بصدده وضعه مؤلفه ملئ بالمعلومات، مشيرا إلى أن الأزهر أحد أهم ابرز علامات التعددية، وكان يدرس المذاهب الأربعة، وهذا يعد تعبيرا عن مصر فى وسطيتها، وكان دائما ما كان يتولى إمامة مشيخة الأزهر أئمة من الشافعية والحنفية والمالكية ما عدا الحنبلية، رغم أنه مذهب يدرس بالجامعة.

وأكد أن الأزهر مؤسسة وطنية ولم يكن حزبا سياسيا أو تيارا، رغم أنه يشارك فى كافة الثورات المصرية ولعب دور بالغ الأهمية فى حفظ الثقافة العربية، بعد احتلال الدولة العثمانية العالم العربى وكانت هناك محاولات للتريك حاول الأزهر الحفاظ على الهوية المصرية، ولما بنقول أسمه "الأزهر" مقرونا بالشريف لما له من دور فى التعليم المجانى حتى قبل أن يعلن طه حسين عن مجانية التعليم.

وأضاف النمنم أن ما حدث للأزهر عقب قيام ثورة يناير واستضافة الطيب عددا كبيرا من المفكرين والمثقفين للمشاركة فى إعداد وثيقة الأزهر للنهوض بمصر من أزمتها.

وقال الدكتور عبد الواحد النبوى، أن الكتاب يحمل بعض النقد لبعض القضايا، مشيرا إلى أن المؤلف يعد علما من أعلام التاريخ فى العالم، وحاضر فى كثير من جامعات أوروبا وهو ما يقرب من 814 صفحة ومر عليه ما يقرب من 30 عاما ولا يزال هو الأهم لمن يريد أن يكتب عن الأزهر، ونشرته من قبل دار الأنجلو المصرية ورصد له 5 آلاف جنيه عام 1983، وتبناها صاحب الدار وهو رجل قبطى وهو صبحى جريس صاحب دار الانجلو المصرية.

استطرد النبوى فى شرح الكتاب قائلا إنه قدم عددا من المدارس الجامعة وكثيرا من المساجد التى كانت تعقد بها حلقات العلم إلى أن وصل لعصر محمد على الذى أثبت أنه أهمل كثيرا فى إصلاح الأزهر، موضحا أنه دلل خلال وضعه الكتاب أن أول مدرسة فى مصر كان مسجد عمرو بن العاص، إلا أن الأزهر هو من قاد العملية التعليمة والتنويرية فى مصر.

وأكد النبوى أن الدكتور عبد العزيز الشناوى أحصى عدد أروقة الأزهر منها 17 رواقا لغير المصريين وأثنى 10 أروقة للمصريين، حتى طلاب أمريكا اللاتينية كان لهم رواق، مؤكدا أن للعالم الإسلامى قبلتين قبلة للصلاة وهى مكة وقبلة للعلم وهى الأزهر الشريف.

وأكد النبوى أن الأزهر حافظ على هوية مصر من التتريك ولم تخرج اللغة التركية خارج أسوار القلعة التى كان يحكم منها الوالى العثمانى، وكان عندما يصدر مرسوما أو خطابا كانت تتم ترجمته للغة العربية، وكان آنذاك موجود الشيخ سلطان المنصورى والشيخ على العدوى الذى وقف فى وجه على بك الكبير، ولم يعتبر هؤلاء المشايخ تحقيق جاه شخصى ولكن كان من أجل الحفاظ على مصر، مشيرا إلى دور الأزهر فى مقاومة الحملة الفرنسية.

وأشار الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان أنه عندما كان يقدم اوراقه للحصول على معادلة من جامعة السربون، قالت له الجامعة أنت لست فى حاجة إلى معادلة فطلاب الأزهر لا يحتاجون إلى شهادة من جامعة السربون، مشيرا إلى أن البابا تواضروس كان مدعو إلى زيارة لفرنسا وأكد خلالها أنه طالما الأزهر موجود لا أخاف على مصر.

قال الدكتور محمد صابر عرب أنا درست على يد الدكتور عبد العزيز الشناوى وكنت واحدا من المقربين منه، مشيرا إلى أنه أول باحث مصرى يكتب عن قناة السويس وكان بعنوان "الصخرة فى قناة السويس" وبعد تأميم القناة وجد ورقة مفقودة من قناة السويس، وسئل عنها وعومل معاملة سيئة داخل السجن الحربى، وبعدما عرفت الدولة طريق الدولة المفقودة واكتشوا الخطأ الذى وقعت فيه فأعادت له كرامته ومنحته وسام الدولة، وله كتاب آخر "قناة السويس والتيارات السياسية" واقترح على الدكتور أحمد مجاهد إعادة نشره بهيئة الكتاب.

وأضاف عرب أنه كان يعرف عددا من اللغات منها الإنجليزية والألمانية والفرنسية بطلاقة، والكتاب الأكثر شيوعا فى تاريخ الشناوى "الدولة العثمانية دولة مفترى عليها" وانتصر فى هذا الكتاب للدولة العثمانية وأبرز كيف قدمت لمصر الكثير، مشيرا إلى أنه كان يعتبرها من القضايا المسلمة ولهذا كانت تركيا داعمة للشناوى، وطبع كتابه هذا طبعات كثيرة جدا هناك، كما ودفع ببعض تلاميذه للكتابة عن دور الأزهر فى العصر العثمانى.

وأوضح عرب أن الشناوى جاء إلى الأزهر بعدما أنشأ عددا من الكليات الحديثة منها الطب والعلوم، وأسس مدرسة التاريخ الحديث، وعين الدكتورة ليلى عبد اللطيف، والدكتور صالح منسى، وكان قريب جدا من الدكتور شفيق غربال، وخرجت هذه المجموعة عشرات بل ومئات من المصريين والعرب والأسيويين، مشيرا إلى أنه توفى عام 86، لافتا إلى أنه كان شديد الاعتزاز بعلمه وأستاذيته وعنده قدر من الكبرياء والشموخ.

وأكد عرب أن الشناوى كتب عن الأزهر وقتما كانت تحتفل مصر بألفية الأزهر، عام 1972، وكتب كتابا آخر عن الأزهر وكان يرصد ارتباط مصر وتاريخها بالأزهر، ولكن لم ينشر بعد، وكتب كتابا عن المدرسة الإسماعلية التى كانت للمذهب الشيعى، متمنيا أن يكون الكتاب فى كل بيت مصرى، لأنه جزء من تاريخ هذا الوطن.



























لمزيد من أخبار الثقافة..

كبير فى سادس أيام المعرض واستمرار التشديد الأمنى

"دار الحياة" تصدر "خربشات على جدران الدنيا" لإيمان إمبابى

نقيب الفلاحين: تصريحات وزير الزراعة عن الدعم غير صحيحة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة