ياما فى الجراب يا حاوى

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009 07:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن المصالحة الفلسطينية قد دخلت نفقاً مظلماً بعد المراوغات الحمساوية، التى ما تلبث أن تصل إلى نقطة النهاية حتى تعيدنا إلى مربع الصفر من جديد، وهو ما دعا مصر على لسان السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى التنبيه على أن مصر لن تنتظر تسوية قضية المصالحة الفلسطينية "إلى الأبد"، وذلك بعدما طلبت حركة حماس إرجاء توقيع الاتفاق مع حركة فتح، خاصة أن القاهرة تحاول منذ أشهر إنهاء الانقسام بين الفلسطينيين الذى كرسته سيطرة حركة حماس على قطاع غزة منذ يونيو 2007.

فبعد أن وصلت الفصائل الفلسطينية إلى نقطة اتفاق حول المصالحة الوطنية، وتحديد السادس والعشرين من أكتوبر الجارى موعداً للاحتفال بالتوقيع على المصالحة، أعلنت حماس رفضها الجلوس على طاولة واحدة مع رئيس السلطة الفلسطينية بعد طلبه تأجيل مناقشة تقرير جولدستون، حتى بعد أن وافق المجلس الدولى لحقوق الإنسان على التقرير، قالت حماس مجدداً إن لديها تحفظات على ورقة المصالحة الفلسطينية ستعلنها للمسئولين المصريين، رغم سابق تأكيدها على لسان رئيس مكتبها السياسى خالد مشعل أن تجاوباً داخل الحركة حدث على الورقة المصرية، التى وصفها الدكتور محمود الزهار القيادى بالحركة أنها تحولت من ورقة مصرية إلى وثيقة للمصالحة الفلسطينية.

"ياما فى الجراب يا حاوى" جملة يقولها المصريون عادة لمن يتخلق الذرائع للهروب، وهو ما ينطبق بالفعل على حماس، التى ما أن تستجيب مصر لمطلب من مطالبها، حتى تفاجئ الجميع بمطلب ومبرر آخر، والهدف فى النهاية معروف، "الهروب من استحقاقات المصالح، إما لرغبة حمساوية فى رفض التنازل عما حققته فى حسمها العسكرى بقطاع غزة، أو لرغبة خارجية كشف عنها عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح الحالى فى مفاوضات المصالحة، عندما قال إن هناك دولة عربية تضغط على حماس لقبول المصالحة شكلاً، ورفض تنفيذها على الأرض، ورغم أن الأحمد لم يحدد هذه الدولة، إلا أن زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسى للحركة مؤخراً لدولة قطر قد تسير فى هذا الاتجاه.

بالفعل حماس تختلق الذرائع للتهرب من المصالحة واستحقاقاتها، وهو ما يظهر من تصرفاتها على مدى الأسبوعين الماضيين، وتحديداً بعد أن عقد خالد مشعل مؤتمره الصحفى بالقاهرة مساء 28 سبتمبر الماضى، عندما قال "إن المسئولين المصريين يعكفون على بلورة صيغة نهائية للمصالحة الوطنية لدعوة كافة الفصائل الشهر المقبل لتوقيع اتفاق المصالحة"، واصفاً لقاءه مع المسئولين المصريين وعلى رأسهم الوزير عمر سليمان بالإيجابى، مضيفاً "بحثنا مختلف الأمور والتى نعتبرها ورقة تصلح أرضية لتحقيق المصالحة، وتجاوبنا معها وبحثنا مختلف جوانبها"، وهى التصريحات التى استشعر الكثيرون منها أن المصالحة آتية لا محالة، وبالفعل أعلنت القاهرة بعد ذلك بأسبوع مواعيد التوقيع على المصالحة، وبدأت فى دعوة الفصائل والدول العربية وأعضاء الرباعية الدولية لحضور حفل التوقيع، إلى أن حدثت أزمة تقرير جولدستون التى استغلتها حماس أسوأ استغلال، فرغم أن الحركة كانت من أشد الرافضين للتقرير منذ البداية، كون رئيسه القاضى الجنوب أفريقى ريتشارد جولدستون يهودى الديانة، وأن إدانة حماس فى التقرير قدراً محتوماً، ولكت فجأة تحولت حماس 360 درجة، وربطت المصالحة بالتقرير الذى وافق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن على سحبه من أمام المجلس الدولى لحقوق الإنسان بعد ضغوط أمريكية وأوروبية.

حتى بعد أن حاولت مصر تدارك الموقف، وعرضت على وفد حماس الذى زارها الأسبوع الماضى برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى للحركة طالباً التأجيل، أعطته مقترحاً جديداً بأن توقع كل حركة بشكل منفرد على المصالحة، على أن تجرى مراسم الاحتفال بعد عيد الأضحى المبارك، لحين انتهاء أزمة جولدستون، إلا أن الحركة كعادتها، طلبت وقتاً للتفكير، فى حين استجابت فتح لمصر، وأرسلت الخميس الماضى موافقتها على المصالحة مع عزام الأحمد.

اليوم حماس خرجت بذريعة جديدة لم تكن فى الحسبان، وهى أن لديها تحفظات على الورقة بحاجة إلى المزيد من الحوارات والنقاشات من أجل توضيحها والاتفاق حولها، رغم سابق قولها بأن الوثيقة المصرية نهائية، ويبدو أن مصر قد ملت من مراوغات حماس، والأيام المقبلة سيكون فيها الكثير.. دعونا ننتظر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة