فاندريش: "نوبل" تركز على الأوروبيين وليس الشرقيين

السبت، 17 أكتوبر 2009 09:28 م
فاندريش: "نوبل" تركز على الأوروبيين وليس الشرقيين المترجم الألمانى هارتموت فاندريش
حاوره وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خبرة عريضة بخارطة الأدب العربى يمتلكها المترجم الألمانى هارتموت فاندريش، هذه الخبرة لا تنبع فقط من ترجمته لبعض الأعمال العربية مثل "اللجنة" للكاتب صنع الله إبراهيم، "التبر والمجوس" لإبراهيم الكونى، وإنما لكونه واحداً من الحاصلين على درجة الدكتوراه الفلسفية فى الدراسات الإسلامية تخصص الأدب العربى وتمحورت العديد من أعماله ودراساته حول الأدب العربى، كما قام بإلقاء العديد من المحاضرات فى جامعة نابلس بإيطاليا وجامعات أخرى فى ألمانيا، هذا بخلاف حصوله على عدد من الجوائز عن ترجمته للأدب العربى، عن حصول الألمانية هيرتا موللر بالجائزة ونواحى أخرى فى ترجمة الأدب العربى كان لليوم السابع هذا الحوار معه.

كيف يمكنك أن تصف هيرتا موللر الحاصلة مؤخراً بجائزة نوبل فى الأدب؟
هيرتا موللر فى أعمالها الأدبية النثرية والشعرية مهمومة دائماً بوصف تفاصيل وظائف النظم القمعية وتأثيرها على المواطنين العاديين، ولقد قامت بهذا بحرفية لغوية وبطريقة مؤثرة، واعتمدت على خبراتها الشخصية فى رومانيا، وهى ليست فقط كاتبة ساسية معارضة، لكنها أيضا نشأت على خلفية عرقية ولغوية مختلفة، فقد نشأت فى أقلية رومانية تتحدث الألمانية.

كيف يمكنك أن تقيم حصولها على جائزة نوبل فى الأدب؟
بالطبع هناك الكثير من الأسباب لاختيار كاتبة واحدة من بين مجموعة كبيرة من الكتاب الذين يستحقونها، المشكلة فى لجنة نوبل أنها تركز على أوروبا وتترك كتاب أمريكا اللاتينين الكبار، وكذلك كتاب العالم الشرقى.

فى رأيك لماذا لم تترجم أعمالها إلى العربية رغم ترجمتها إلى 20 لغة أخرى؟
لماذا لم تترجم إلى العربية؟، هذا سؤال يمكنك أن تسأله للناشرين العرب، أو المعاهد العربية، أو حتى العرب المتخصصين فى الأدب الألمانى، فهذه مسئوليتهم، ومن جهة أخرى هناك عدد من الكتاب والمؤلفين العرب غير المعروفين فى ألمانيا، وهو ما يعطى سبباً لعدم ترجمتهم فى ألمانيا.

لديك خبرة كبيرة بالأدب العربى.. يعكس هذا ترجمتك لعدد من الأعمال الروائية.. ما هى الموضوعات الرئيسية التى تركز عليها عند تناولك لمشروع ترجمة جديد؟

أنا لا أركز على موضوع بعينه إنما أقرأ الكتب التى أجدها شيقة وممتعة ومكتوبة جيداً مع احترامى لموضوعاتها، ولو حدث ذلك فربما أحاول أن أقنع ناشر بشراء حقوق الترجمة، أنت تلحظ من خلال قائمة أعمالى أننى ترجمت الكتب التى قدمت تنوعاً كبيراً فى الموضوع والشكل والأسلوب.

ما هى مصادرك الأساسية التى تحصل منها عن الإصدارات الجديدة فى الأدب العربى؟
أسافر كثيراً وأثناء سفرى أحاول أن التقى بالمهتمين بالأدب فى مختلف الدول العربية، وأسألهم وأتناقش معهم بشأن الأعمال الأدبية كما أزور معارض الكتب المختلفة وأطالع الصفحات الثقافية فى الصحف وكذلك المجلات الثقافية أيضا مثل أخبار الأدب ولدى العديد من الأصدقاء والزملاء فى أوروبا أتشاور معهم فى تلك الأمور ولو تكرر أمامى أحد الأسماء كثيراً فلابد أن التفت إليه.

هل تهتم بالأدب العربى فقط أم تهتم بالمجالات الأخرى مثل العلوم والسياسية والفن؟
بالتأكيد أنا مهتم بباقى الشئون العربية وما بعد الأدب، فقد درست تاريخ العرب والسياسة والاجتماع والثقافة القديم والحديث منها، ومؤخراً بدأت فى دراسة الصراعات والالتحامات، الفهم وسوء الفهم، الكلام والصمت بين العرب والعالم والغرب متضمناً تاريخ الترجمة بين المنطقتين.

ما رأيك فى سوق الكتاب العربى "دور النشر، المؤلفين، النقد الأدبى"؟
أنها قصة محزنة جداً، تبدأ من عدم وجود مكتبة محترمة لبيع الكتب ويتضمن ذلك نقص الكفاءة والمهنية عند الناشرين فى تعاملهم مع أعمالهم مع ضرورة الاعتراف بعدم وجود ناقد أو لجنة قراءة للأعمال قبل نشرها فى دور النشر العربية مما ينتج الكثير من الأعمال السيئة المنشورة ثم تأتى مشكلة النقد الذى لا يبدو عادلاً أو موثوقاً أو قل نقداً بالمعنى الصحيح للكلمة دائماً، إضافة إلى البنية السياسية التى تمارس الكثير من الضغوط والممارسات على الأدب وعلى الوسط الثقافى مما لا يساعد على تنمية ديناميكية للحياة الثقافية وحقاً مجال ضيق.

ما هى قائمتك المفضلة من الكتاب العرب الذين تحب أن تترجم لهم وما هى أبرز علامات إنتاجهم؟
لا أستطيع أن أعطى أسماء محددة لأى شىء مفضل لدى فمن المفترض أن أكون بين الكتاب، فهناك العديد من الأعمال التى أحبها جداً وهناك أفراد بعينهم أحبهم أيضا، والإنتاج الأدبى المفضل لدى متنوع ومختلف إلى حد كبير "الحياة فى الريف اللبنانى، المجتمع المصرى فى المدن الصغيرة، القصص القصيرة التى تتناول أحداثاً تاريخية، أو نضال البدو من أجل الاستقرار كحق من حقوق الوجود الإنسانى، كل هذه الموضوعات قدمت فى روايات مختلفة تماماً فى الشكل والأسلوب والبنية، وذلك لأن العالم العربى غنى بالعادات والتقاليد والتاريخ وأساليب الحياة المختلفة وكذلك التوجهات الثقافية، أحياناً أخذ الانطباع أن العديد من العرب أنفسهم لا يدركون ولا يحبون هذه الحقائق".

هل تعتقد أن على الناشرين العرب أن يهتموا بشراء حقوق الترجمة من الأدباء الألمان؟
نعم، أن أفضل الطرق لكى تعرف الآخر هى أن تقرأ أدبه، لذلك فإن أى عمل مترجم يضيف إلى المعرفة طرق جديدة للتفكير وهو ما يوسع الفجوة بينك وبين الآخرين ويزيد من فهمك لهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة