فى الذكرى الـ 36 للحرب..

ضيف هيكل فى القاهرة يشكك فى نصر أكتوبر.. وهانى شكر الله يرد: معركة العبور حقيقة ورأى أوين مجرد وجهة نظر

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009 10:41 م
ضيف هيكل فى القاهرة يشكك فى نصر أكتوبر.. وهانى شكر الله يرد: معركة العبور حقيقة ورأى أوين مجرد وجهة نظر تصريحات ديفيد أوين أثارت غضب المصريين - تصوير سامى وهيب
كتب حاتم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"قنبلة سياسية" تلك التى ألقاها اللورد ديفيد أوين، وزير خارجية بريطانيا الأسبق، أثناء محاضرة له بالجامعة الأمريكية بالقاهرة اليوم، الأربعاء، حينما قال أمام نخبة من الصحفيين والمفكرين المصريين الشباب "حرب أكتوبر 1973 كانت هزيمة لمصر"، قبل أن يتراجع، تحت تأثير نقد شديد، ليكتفى بالتأكيد على أنها لم تكن انتصارا للمصريين.

ولـ "أوين"، الذى يعد أصغر من تولى منصب وزير الخارجية ببريطانيا، فى رأيه أسباب، منها أن الدبابات الإسرائيلية كانت على مشارف القاهرة بعد معركة 6 أكتوبر، وهو ما يعد هزيمة عسكرية من وجهة نظره.

علاوة على ذلك يرى الرجل أن مصر لم تتمكن من تأمين قواتها المسلحة من ضربات إسرائيل، لأنها لم تستعن بصواريخ دفاع جوى متنقلة وإنما ثابتة، وقال "لو فعلت مصر العكس بجانب اشتراك الأردن فى الحرب لحققت مصر نصراً مؤزراً".

غير أن تلك الرؤية الصادمة التى طرحها أوين تقابلها رؤية أخرى يطرحها الكاتب الصحفى هانى شكر الله، المدير التنفيذى لمؤسسة "هيكل للصحافة العربية"، التى استضافت وزير خارجية بريطانيا الأسبق، فى القاهرة ليحاضر شباب الصحفيين عن "الصحة النفسية والبدنية للرؤساء".

ففى الوقت الذى يزعم فيه الوزير البريطانى الأسبق أن معركة العبور لم تكن نصراً، يؤكد شكر الله أن "أوين" حر فى وجهة نظره، لكنه لابد وأن يعلم أن هناك وجهة نظر مضادة لها، تقول بأن المصريين حققوا نصرا ضخما فى حرب 1973، بدليل أنهم عبروا إلى شرق قناة السويس.

شكر الله يحاول تفنيد حجة أوين بقوله "لا اختلاف على الحقائق إنما الخلاف حول التحليل وما يفرضه أوين يمكن وصفه بالتحليل"، مضيفا أن كل من اختلفوا حول حرب أكتوبر لم ينكروا أن مصر استردت الأرض، وإنما اختلفوا حول كيفية إدارة القيادة السياسية المصرية لأيام ما بعد الحرب، فمنهم من يرى أن السادات كان مخطئا حينما لم يكمل الصراع العسكرى، ومنهم من يقول بأن الرئيس الراحل مهّد للسلام بالقوة، وهو هدف نبيل فى حد ذاته.

أما قول أوين بأن المصريين أخطئوا عسكريا حينما اعتمدوا على صواريخ "أرض –جو" روسية ثابتة وليست متحركة، مما جعل الدبابات المصرية فى مرمى نيران القوات الإسرائيلية، فهو منطق مردود عليه، كما يرى شكر الله، بالتأكيد على أن مصر استعادت الأرض، وهو ما يعد أبسط مسوغات النصر.

الاختلاف بين ديفيد أوين وهانى شكر الله يعكس خلافا قديما بين تيارين لم تقدر 36 سنة مرت بعد الحرب على إنهائه، إذ يصر أصحاب نظرية "عدم الانتصار" على أن مصر خسرت بالسياسة ما كسبته بالآلة الحربية، حينما تركت إسرائيل تملى عليها ما ترغب من شروط فى اتفاقية "كامب ديفيد" سنة 1979.

فيما يؤمن أنصار "معركة العبور" بأن مصر نجحت، يوم 6 أكتوبر، فى ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول أن قواتها عبرت إلى شرق القناة وردت الكرامة والأرض، أما الثانى فيتمثل فى ترسيخ مبدأ السلام فى الشرق الأوسط.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة