نقاد: أدباؤنا تناولوا الديكتاتورية أفضل من هيرتا موللر

الأحد، 11 أكتوبر 2009 03:23 م
نقاد: أدباؤنا تناولوا الديكتاتورية أفضل من هيرتا موللر الروائى صنع الله إبراهيم
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد حصول الألمانية هيرتا موللر على جائزة نوبل لتناولها ديكتاتورية النظم الشمولية فى وطنها الأول رومانيا، ثار تساؤل: "هل تناول كتابنا ومبدعونا هذه التيمة فى أعمالهم الروائية، ولماذا توجهت بوصلة نوبل بعيدا عنهم".

الناقد الأدبى د.سيد البحراوى أشار إلى أن الكثير من مبدعينا العرب والمصريين تناولوا موضوع الديكتاتورية والاستبدادية فى كتاباتهم، منهم عبد الرحمن منيف، وحنا مينا، وأوضح البحراوى أن نوبل جائزة أوروبية فى الأساس وليست جائزة عالمية، فلم يحصل عليها خارج أوروبا سوى 8 أدباء، وهؤلاء الثمانية حققوا مفاهيم المركزية الأوروبية للجائزة.

وأشار البحراوى إلى أن الأعمال الأدبية غير الأوروبية لا تحظى بأهتمام لجنة الجائزة، خصوصا عندما تكون هذه الأعمال غير مترجمة، فهذه اللجنة لا تحوى سوى الأوروبيين، علاوة على أن هناك اتجاهات سياسية تحكم الجائزة، ففى هذا العام كان هناك مرشحون عرب وإسرائيليين، وخروجا من هذه الورطة كان الحل فى تحويل بوصلة الجائزة تجاه الألمانية هيرتا موللر.

ويقترح البحراوى بأن نهتم بترجمة أعمالنا إلى اللغات الأوروبية، وقبل ذلك أن نكون أنفسنا فى إبداعنا بشكل قوى وصحيح، كى نقدم أنفسنا للعالم بشكل يليق.

ويؤيد البحراوى فكرة أن نروج لإبداعاتنا فى الخارج، لكن من المهم قبل ذلك أن تكون أفكارنا صادقة، ونكف عن تقليد الآخرين، فلدينا تجارب غير صادقة، بحكم القمع الداخلى، وإبداعتنا معظمها ضعيفة ولا تجد ترويجا حقيقيا لها.

د. صلاح السروى قال، إن أدباء مصر والوطن العربى مهمومون بهذه التيمة الروائية، و90% من أدباء أمريكا اللاتينية تدور أعمالهم عن الديكتاتورية وأنظمة الحكم الشمولية ولم يحصل معظمهم على نوبل، وفى مصر تجد جمال الغيطانى بعمله المميز "الزينى بركات"، وبهاء طاهر "أنا الملك جئت"، وصنع الله إبراهيم "شرف" ، و"ذات" ، و"اللجنة " و"العمامة والقبعة"، ولا يمكن أن نغفل أعمال إبراهيم عبد المجيد كلها والجزائرى الطاهر وطار، والليبى أحمد إبراهيم فقيه الذى كتب رواية من 12 جزءا هى "خرائط الروح"، ويتناول فيها تاريخ ليبيا منذ الاحتلال الإيطالى وحتى نهاية الستينيات، كما لا يمكن أن نغفل الراحل عبد الرحمن منيف الذى كتب "شرق المتوسط" فى جزأين ولم يلتفت له أحد أيضا، وجبرا إبراهيم جبرا وعمله "عالم بلا خرائط"، وحنا مينا الذى كتب وصيته وقرر أن يموت احتجاجا على التجاهل وعدم التقدير بعد مشوار طويل، وهو صاحب أدب البحر فى أعمال مثل "المصابيح الزرق" التى تدور حول المواطن شرق المتوسطى المقهور فى عالم تحكمه الديكتاتورية.

وقال السروى، إن العالم العربى زاخر بالكتاب الكبار الذين لا تفتقر كتاباتهم إلى هذا الطرح الفنى، والعمق الأدبى، لكن نوبل لها بوصلة خاصة، وهى بوصلة غير عادلة لأنها لا ترى جيدا.

وأعطى السروى دليلا على ما يقول، وأشار إلى أن نوبل فى السنوات الخمس الماضية اتجهت لأدباء مغمورين لا يعرف عنهم أحد شيئا، فقد منحت لكاتب مجرى غير معروف، وأخرى بولندية مجهولة، والآن هيرتا موللر التى لها استثنائية فنية فى ألمانيا، فلا يعرفها سوى القارئ المتخصص، أما القارئ الألمانى فلا يعرفها.

وأكد السروى أنه لا يقلل من شأنها، وإنما هناك كتاب ألمان ومجريين وشرق أوروبيين عاشوا الديكتاتورية وكتبوا عنها أفضل من هيرتا موللر.

وأشار السروى إلى أن حيدر حيدر من الكتاب العرب المهمين الذين تناولوا لتيمة الديكتاتورية والشمولية فى روايته "وليمة لأعشاب البحر"، فهناك كتاب كثيرون كتبوا عن هذا المجال وهم أكثر جدارة وأكثر غزارة من هيرتا موللر.

وتناول السروى لضلالة بوصلة نوبل ضاربا المثل بمنحها فى فرع السلام لباراك أوباما، متسائلا: ماذا فعل أوباما كى يحصل على هذه الجائزة؟ لم يفعل الرجل سوى أن أطلق تصريحات فى الهواء، بل قامت إدارته بتعطيل تقديم تقرير القاضى الإسرائيلى "جولدستون" التى تبرز وحشية البربرية الإسرائيلية فى حربها على غزة، كما أن أوباما هو الذى يرسل قواته لأفغانستان، وقواته لم تزل ترابط فى العراق ولم يقدم أى اعتذار عن جرائمها هناك.

وأعطى السروى فى ختام حديثه أكبر علامة على ضلالة بوصلة نوبل وهى رفضها من الفيلسوف جان بول سارتر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة