نادر عدلى

فيلا أيتن أمين!

الجمعة، 10 يناير 2014 05:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر أيتن أمين رابع مخرجة تطل علينا خلال عام واحد «2013»، وهو العام الذى يوصف بالوهن والضعف الإنتاجى والإبداعى، وإن كان ظهور وتواجد وتحقيق هذا الرباعى لأفلامهن يمثل فى حد ذاته واقعة فريدة، ليس لها نظير، ولم تتحقق أو تحدث من قبل فى تاريخنا السينمائى طول أكثر من 85 سنة، هى عمر أفلامنا الروائية الطويلة، خاصة أن عوالم المخرجات الأربع «هالة لطفى - نادين خان - ماجى مرجان، وأيتن أمين»، تقدم معالجات إنسانية وبصرية لم تقترب منها أفلامنا إلا قليلاً، وربما لم تقترب منها أصلاً، وهذا معناه ببساطة أننا أمام «إيجابية» هائلة، تُسجل باسم هذا العام، وترفع من قيمته كثيراً، مهما كان غضبنا من سيطرة سينما «السبكية» الاستهلاكية التى وصمت أفلام السنوات الأربع الأخيرة!
هذه مقدمة أراها ضرورية قبل الدخول إلى أجواء فيلم «فيلا 69»، حيث تدخل الكاميرا مع أول المشاهد إلى الفيلا أو البيت، ولا تخرج منه إلا مع مشهد النهاية، فقدت وجدت المخرجة أيتن أمين، أن «عزلة» بطلها حسين «خالد أبوالنجا»، تتطلب من حيث الشكل أن تكون فيلته هى محبسه الاختيارى، وأن تدور كل المواقف بين حجراتها، فى انتظار القادمين إليها وإليه، لرصد أزمة حسين أو مأساته التى يتعامل معها بكثير من العجز والسخرية وعدم الفهم وكيفية التصرف!

حرصت المخرجة مع كاتبى السيناريو والحوار محمد الحاج ومحمود عزت أن تكون حبسة الدار أو الفيلا لإثبات قدرتها - فى أول أفلامها الطويلة - على تقديم أجواء سينمائية خاصة فى تعاملها مع الحركة فى المكان والزمان لتعميق فكرة العزلة، وإشغال مساحة لإثارة المتفرج، وجذب الانتباه للبحث عن سبب اتجاه البطل للانزواء والاعتزال، رغم أنه مهندس معمارى، يملك مكتباً استشارياً ناضجاً، ومع تصاعد المواقف التى لا تخلو من براعة فى التفاصيل، وإن كانت تميل إلى الرتابة والملل أيضاً، نكتشف أن حسين يعانى من مرض مميت، وأنه اختار العزلة فى انتظار الموت، ونعرف ذلك من خلال «القىء» الذى يتكرر، وحقن الممرضة سناء «هبة يسرى» التى تزوره باستمرار، ثم قرار شقيقته نادرة «لبلبة»، الإقامة معه - رغم ما بينهما من خلافات - مع حفيدها سيف «عمر الغندور»، وينجح هذا الأخير مع صديقته المراهقة آية «سالى عابد»، فى إكساب حسين حيوية الخروج من العزلة، ويخرج من سيارته القديمة معهما إلى العالم الواسع خارج الفيلا.

حاولت أيتن أمين - ما استطاعت - ألا يكون فيلمها كئيباً أو مأساوياً، فهو يصور شخصية مريضة تنتظر الموت، وجعلت ملامح بطلها تصادمية وساخرة بلطف، وفى الوقت نفسه يعيش بين ماض مبهج «الأصدقاء الثلاثة - قصتى حبه - زواجه مرتين، وعبث شبابه»، وحاضر لا يستطيع التعايش معه فى انتظار الموت!.. وتجد حلا مدهشاً فى «الموسيقى» للمزج بينهما، بداية من اختيار موسيقى محمد عبدالوهاب «كان أجمل يوم» لتغلف الإيقاع المويسقى للفيلم، حتى أغنية «غلبت أصالح فى روحى» لتُسجل أزمته المعاشة.

ابتعد «فيلا 69»، أو حاول أن يتجنب صراع حسين مع من حوله: شركاء مكتبه، شقيقته التى باعت جزءا من ميراثه، الحفيد وجيله الذى يعيش حياة الصخب والموسيقى المكهربة، واكتفى ببعض المواقف حتى لا ينشغل بصراع حسين الحقيقى مع المرض والموت.. ويمضى الفيلم فى حالة التصالح المؤقت مع كل شىء.. وقد نجحت أيتن أمين فى صنع أجواء خاصة لفيلمها، إلا أن السيناريو كان يحتاج إلى مزيد من التكثيف والإضافة و«عقدة» عدم الخروج من المكان، والتحلق مع الزمان، مما أصاب العمل بالبطء والرتابة، وخرجت شخصيات مثل الشقيقة «لبلبة»، والحبيبة التى تصغره «أروى جودة» بلا ظلال درامية، فأثر ذلك على الفيلم كثيراً.. وكان الأداء التمثيلى جيداً فى مجمله لشخصيتى حسين «خالد أبوالنجا»، والممرضة «هبة يسرى»، والحفيد وصديقته، ونقصه الكثير من شخصيتى الشقيقة والحبيبة.
مرحباً بالمخرجة أيتن أمين، وأجواء فيلتها «!!»








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة