الكتابة عن ابن الرئيس فى بلد ينعم بالديموقراطية مثل مصر أمر محفوف بالمخاطر، لذلك أكتب ورزقى ورزق عيالى على الله.
هناك حساب مفتوح، ليس فى بنك من البنوك، على موقع "الفيس بوك" باسم السيد جمال مبارك.
ولمن لا يعرف ما هو "الفيس بوك"، لأن الجميع بالطبع يعلمون من هو جمال مبارك، فهو موقع اجتماعى شهير أنشئ للتعارف وكسب الأصدقاء، وزادت شهرته بعد أن نجح أعضاء إضراب 6 إبريل فى تنظيمه عبره من خلال الدعاية لفكرة الإضراب.
عندما يكون هناك حساب باسم جمال مبارك فأنت أمام احتمال واحد من ثلاثة، إما أن يكون نجل الرئيس يقضى فعلا ساعتين أو ثلاثة من يومه المزحوم دائما باجتماعات لجنة السياسات والمؤتمرات واللقاءات، على هذا الموقع، يرسل طلبات إضافة للأصدقاء add request، ويحادثهم بواسطة chatting، ويتبادل مع الجميع الرسائل، بالإضافة لكتابته حالته المزاجية أيضا فى خانة statues.
وإذا ما سرنا خلف هذا الاحتمال، أى أن جمال مبارك فعلا هو صاحب هذا الأكونت، فهو يقودنا إلى افتراضات خيالية أخرى، منها أنك لن تستطيع أن ترفض طلب صداقة نجل الرئيس الذى حينما تتلقاه من أصدقائك العاديين يكون هناك اختياران إما تأكيد confirm أو تجاهل Ignore، فهل يمكنك أن تضغط على كلمة ignore لطلب صداقة نجل الرئيس؟.
ويمكنك أن تتخيل قائمة أصدقاء جمال مبارك، هم بالتأكيد مجموعة من كبار رجالات الدولة الذين يمكنهم مساعدتك فى حل أى مشكلة من مشكلاتك، نحن لم نزل على فرض أن جمال مبارك هو صاحب هذا الأكونت، فلن يتأخروا عليك فى أى طلب عندما يروك أنت أيضا ضمن friend list للسيد جمال مبارك.
وحينما يستيقظ السيد جمال مبارك يوما مكدر الفكر، أو مشغول البال ويكتب كما نكتب فى خانة الحالة statues أى تعبير من التعبيرات الكثيرة المشفرة التى تدل على حالاتنا المزاجية، بالتأكيد سيفكر الأصدقاء ألف مرة قبل أن يتركوا تعليق يكدره زيادة، خاصة أننا نهوى كتابة التعليقات المشفرة الساخرة "إللى من تحت لتحت".
وهناك العديد من المواقف اللامعقولة التى تدخل تحت فرضية أن جمال مبارك بالفعل يقضى وقتا من يومه يخاطبنى ويخاطبك، أما إذا افترضنا أن هناك موظفا أو موظفة تدير هذا الأكونت وتكتب تقارير عن طلبات الشباب من صديقهم جمال مبارك على "الفيس بوك"، فالصورة تكون أكثر تصديقا، ويمكننا أن نتقبل حقيقة أن يكون لنجل الرئيس أكونت على "الفيس بوك"، لكن يبقى السؤال هو ماذا يفعل جمال مبارك بهذا الكم من الداتا التى يحصل عليها من مخاطبته للشباب على "الفيس بوك"؟ وهل سينشأ جروب على الموقع على غرار الجروبات الموجودة يدعو فيها للحصول على أصوات شباب "الفيس بوك" فى انتخابات رئاسية قادمة؟.
يبقى فرض ثالث وأخير هو أن حساب جمال مبارك على "الفيس بوك" ليس إلا كذبة يقف وراءها شاب أو فتاة مصابان بهوس "اشتغالة" البشر والنصب على من حولهم، وبالتأكيد عواقب انتحال شخصية نجل الرئيس لن تكون مأمونة النتائج.
