سيد رزق

"حرب أكتوبر" فى المتحف

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2009 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كعادة كل عام ننتظر احتفالاً مملاً، عن حرب أكتوبر المجيدة، على شاشات التلفزيون والفضائيات بعدد من الأفلام البعيدة عن تلك الملحمة التى يدرسها التاريخ العسكرى.

الأفلام التى تتحدث عن أكتوبر مللناها كلها منذ عرضها الأول، من نوعية "بدور" و"الرصاصة لا تزال فى جيبى" و"الوفاء العظيم" و"أبناء الصمت" و"العمر لحظة" و"حتى آخر العمر"، وكلها تتلذذ بجلد الذات، وقصر النظر، والشماتة، فيما قادنا إلى الهزيمة، بطريقة مريضة، دون بحث أو إطلالة تحيلك إلى شىء موضوعى، فقط يداخلك شعور بأننا شعب مريض.. حكمه مرضى، فى اختزال معيب لتجربة ليست منفصلة عنا، أقدمت على البناء وقدمت الكثير من التحديات والتضحيات، وأخطأت أيضا فى التقدير، الذى وضعنا أمام 67، لكن الإنصاف غائب إرضاء للمرحلة التى تلت!

لن تجد عملا واحدا عن حرب أكتوبر، يمكن أن تجلس أمامه مشدودا، مثلما تشدك أعمال سينمائية أخرى كثيرة دخلت التاريخ. ومن المؤسف أن حدث الحرب لم يكن هو الرئيسى فى أى من هذه الأفلام، لكنه أتى كعارض وسط قصة رومانسية أو اجتماعية عادية تصلح بشكل منفصل دون الحاجة لإقحام الحرب، فضلا عن فقر المشاهد العسكرية. وهو ما أكدته دراسة مهمة للناقد على أبو شادى تقول بأن بعض هذه الأفلام كانت تصور كقصص عادية قبل الحرب، ثم ركبت الموجة بالتعديل والتحوير لتناسب المرحلة.

فى ذكرى حرب أكتوبر لا نجد ما نقوله أو نفعله، وكأن تلك الحرب التى دفعنا فيها دمنا أصبحت مجرد ماضى وفقط، اللهم إلا من بعض الشعائر الرسمية، وثرثرة تلفزيونية، ووجوه مكررة، تعيد اليوم ما قالته بالأمس، ووردة على قبر الجندى المجهول.

لذا سقطت الأحداث من ذاكرة الأجيال الجديدة، التى لا تعرف سوى صاحب الضربة الجوية الأولى، وإن كان هذا مطلوبا، فالإنصاف يقتضى، أن نعرف من صاحب الضربة الأخيرة، ومن يستحق إعادة الاعتبار والتقدير، فى الإعداد لها بجهد متواصل، بدأه عبد الناصر وجنوده، وإن كره الكارهون، ومن بعده السادات وجنوده، وإن كره الكارهون.

ما نسمعه عن جنود أكتوبر، ولم يكتب أو يوثق، لا تاريخيا أو سينمائيا ولا بأى وسيلة كانت، وأغلبهم جاء من حرب اليمن بعد 62، ليشارك فى مهزلة 67، ثم الاستنزاف، وحتى 73. أى أكثر من 10 سنوات فى ساحات القتال، أسماء منهم باقية عرفناها مثل عبد العاطى صائد الدبابات، وكثيرون لم نعرفهم بعد.

هل يعقل أننا وعلى مدار 36 عاما مرت على حرب أكتوبر، لا نجد فى السينما سوى هذه الأفلام الهزيلة كما ونوعا.

فى العالم كله، شكلت الحروب مادة خصبة ثرية لمئات الموضوعات.. منها ما هو فى سياق تاريخى صرف أو تاريخى فانتازى أو رومانسى، واجتماعى، إلى غير ذلك من التيمات السينمائية المتنوعة، وعندنا نضبت القريحة، أو أريد لها ذلك؟! حتى تدخل حرب أكتوبر متحف التاريخ بشكل هزلى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة