رئيس هيئة الإسعاف: 85 ألف بلاغ يوميا منها 4 آلاف حقيقى والباقى «معاكسات».. الدكتور أحمد الأنصارى: اكتشفنا أن المشترين من شارع «عبدالعزيز» يجربون تليفوناتهم المحمولة بطلب «123»

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013 01:56 م
رئيس هيئة الإسعاف: 85 ألف بلاغ يوميا منها 4 آلاف حقيقى والباقى «معاكسات».. الدكتور أحمد الأنصارى: اكتشفنا أن المشترين من شارع «عبدالعزيز» يجربون تليفوناتهم المحمولة بطلب «123» الدكتور أحمد الأنصارى رئيس هيئة الإسعاف
حوار - دانة الحديدى - تصوير - أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور أحمد الأنصارى، رئيس هيئة الإسعاف، أن الهيئة التى تقدم %95 من خدمات الإسعاف فى مصر، تمتلك حاليا 2500 سيارة إسعاف، لكنها تحتاج لزيادة هذا العدد إلى 3100 سيارة لتصل للمعدل العالمى، وهو سيارة لكل 25 ألف مواطن.

وقال الدكتور أحمد الأنصارى، فى حواره مع «اليوم السابع»، هناك العديد من السلوكيات الخاطئة، التى تعانى من الهيئة، مشيرا إلى أن رقم الإسعاف «123» يستقبل 85 ألف بلاغ يوميا، 4 آلاف منها فقط حقيقية والباقى «معاكسات»، ووصل الأمر إلى أننا قمنا بتغيير الرسالة الصوتية المسجلة التى يسمعها المتصل ببداية المكالمة من صوت «امرأة» إلى «رجل» للحد من هذه الظاهرة.. وإلى تفاصيل الحوار.

لاحظنا منذ بداية ثورة 25 يناير أن هناك العديد من الشائعات تلاحق هيئة الإسعاف مثل نقل الأسلحة وتسليم المصابين للأمن.. كيف تؤثر تلك الشائعات على عمل المسعفين؟
- للأسف الشديد تسببت هذه الشائعات فى تعرض العديد من الأطقم لاعتداءات، علما بأن الإسعاف مثل الماء والكهرباء، لا تذهب لفصيل سياسى محدد، وعلى الرغم من تراجع هذه الاتهامات، فإنها ما زالت موجودة.

وكيف يتم التصرف من قبل المسعفين فى تلك الحالة؟
- هناك تعليمات للأطقم بطمأنة المتجمهرين أو المتظاهرين، والسماح لهم برؤية السيارة من الداخل للتأكد من عدم حملها للأسلحة، أو توصيل المصاب للمستشفى التى يرغب فيها ليتأكد من عدم صحة شائعة تسليمه لأى جهة.

لكن البعض يتهم الإسعاف بالتخاذل عندما تنسحب خلال الاشتباكات؟
- ما لا يدركه هؤلاء أن ابتعاد سيارة الإسعاف عن منطقة الاشتباكات، فى حال وجود إطلاق للنيران، هو أمان لهم قبل أن يكون لطاقم الإسعاف، لأن سيارة الإسعاف تحتوى على 3 أنابيب أكسجين وفى حال تعرض أى أنبوبة لطلق نارى أو مولوتوف ستتحول السيارة إلى «قنبلة»، وسيتحول الأمر إلى كارثة على الجميع.

هل هناك إحصائية بحجم الخسائر التى تعرضت لها الهيئة جراء مشاركة أطقمها فى إسعاف مصابى أحداث العنف؟
- الهيئة تعرضت منذ اندلاع ثورة 25 يناير، لخسائر فادحة، بشرية ومادية، حيث استشهد أحد المسعفين وهو «إبراهيم العزب» أثناء قيامه بواجبه فى إسعاف المصابين خلال فض اعتصام رابعة العدوية، بجانب إصابة عدد كبير من المسعفين والسائقين بإصابات مختلفة، ما يقرب من 200 شخص، بعضهم فقد عينه أو أجزاء من جسده، بجانب الكسور والإصابات المختلفة.

وماذا عن الخسائر المادية؟
- إجمالى عدد السيارات التى تضررت 200 سيارة، بعضها دمر وأحرق بالكامل، والباقى تلفيات يمكن إصلاحها، والمؤلم فى الأمر أن الكثيرين يظنون أن الإسعاف «منحة»، وهذا خطأ، لأن تجهيز سيارة الإسعاف يتكلف حوالى نصف مليون جنيه، وحتى لو كانت السيارات منحة لا يعنى ذلك تدميرها، ولا يصح أن ندمر أملاكنا ثم نتكلف إصلاحها.

هل يوجد خطة لدى الهيئة لتأمين المسعفين والسيارات؟
- الطبيب والمسعف والسائق ليسوا طرفا فى أى اشتباك، ودورهم فقط نقل المصابين وإسعافهم، وبشكل عام فى الأحداث المحددة مسبقا، يذهب فريق من الهيئة لمعاينة الموقع لتحديد أنسب مكان لوقوف سيارات الإسعاف والأطقم العاملة عليها، بما يسمح لهم بسرعة التحرك ويوفر لهم الأمان النسبى، وهذا بالطبع ما لا نتمكن منه فى الأحداث المفاجئة، ولكن أهم مبدأ فى الإسعافات الأولية، هو أمان الطاقم، بمعنى أن طاقم الإسعاف غير مسموح له بالدخول لمنطقة الاشتباك إلا عند استشعاره الأمان النسبى.

ما الطريقة التى تتعامل بها الهيئة حاليا فى التظاهرات أو الأحداث المختلفة؟
- فى البداية، كنا نعتمد على طريقة حشد عدد كبير من سيارات الإسعاف، فى حال وجود دعوات إلى مليونيات أو تظاهرات قبل بدء موعدها بـ24 ساعة، مما كان يؤثر على الخدمة، لكن تم تغيير تلك الطريقة منذ عام ونصف العام، إذ تقوم الهيئة برفع حالة الطوارئ بشكل عام مع وضع عدد قليل من السيارات بالمنطقة المحدد إقامة الفعالية بها، وتسمى «سيارات استجابة أولية»، وهذه الطريقة ناجحة للغاية، وجاءت نتيجة لخبراتنا المتراكمة منذ 25 يناير.
هل تؤثر الاشتباكات التى تقع من وقت لآخر على خدمة الإسعاف لباقى المرضى؟

- ما تم ملاحظته هو أن الإقبال على خدمة الإسعاف، خاصة غير الطارئة، ينخفض بشكل كبير أثناء وجود اشتباكات وحالات عنف، ربما لخوف المواطنين من نزول الشارع خلال الأحداث، لكن الطريقة الأخيرة المتبعة من قبل الهيئة لتغطية أحداث العنف أثبتت نجاحها فى خدمة المصابين، وعدم التأثير فى الوقت نفسه فى خدمة الإسعاف العادية.

كم سيارة إسعاف تمتلكها الهيئة.. وهل هذا العدد كاف؟
- هيئة الإسعاف المصرية تقدم حوالى %95 من خدمة الإسعاف على مستوى الجمهورية، حيث تمتلك 2500 سيارة، بمعدل سيارة إسعاف لكل 28 ألف مواطن، لكن بشكل عام نحتاج زيادة عدد السيارات لـ3100 سيارة، وذلك حتى نحقق المعدل العالمى للإسعاف وهو سيارة لكل 25 ألف مواطن، ومن المنتظر أن تستقبل الهيئة خلال الربع الأول من العام المقبل 250 سيارة جديدة.

ما الجهات الأخرى التى تقدم خدمة الإسعاف وكيف يتم التعاون بينها وبين الهيئة؟
- هناك أكثر من جهة لديها سيارات إسعاف، لكنها قليلة العدد، وغالبا تستعين بسيارات إضافية من الهيئة، فعلى سبيل المثال يمتلك مرفق الإسعاف بالقاهرة حوالى 20 سيارة، لكنها تعمل عن طريق الهيئة، فى حين تعمل السيارات التابعة للمستشفيات الخاصة بنطاق محدود، أيضا تمتلك الشرطة والقوات المسلحة سيارات إسعاف، وبشكل عام توفر الهيئة سيارات الإسعاف لأى جهة تطلب ذلك.

وماذا عن الإسعاف النهرى والجوى؟
- بالنسبة للإسعاف النهرى فيعمل بطريقتين، الأولى فى المنطقة الجنوبية وهى «الأقصر وأسوان»، تتم الاستعانة بهما بأسرع وسيلة إسعاف فى حالة وقوع أى حادث بالمراكب السياحية النيلية والفنادق العائمة «اللنش» الواحد يمكنه حمل 3 مصابين دفعة واحدة، أما بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، فنستعين به أحيانا لنقل المريض بسرعة خلال ساعات الذروة، فعلى سبيل المثال يمكن نقل المريض نهريا من مستشفى أم المصريين لمعهد ناصر فى 25 دقيقة فقط، فى الوقت الذى من الممكن نقله بسيارة إسعاف خلال أكثر من ساعة ونصف، لكن ذلك يحدد حسب حالة المريض، أحيانا نستعين به فى أوقات الذروة والحالات العاجلة، هو ينقل 3 مصابين، أما بالنسبة للإسعاف، فهناك بروتوكول موقع بين الهيئة والقوات الجوية، بحيث تقوم هى بتشغيل الطائرات وتحديد أماكن إقلاعها وهبوطها، وتم استخدامه أكثر من مرة، خاصة بحوادث الطرق بمحافظة جنوب سيناء.

كيف يمكن للمريض أن يطلب نقله بالإسعاف النهرى أو الجوى؟
- تحديد طريقة نقل المريض من اختصاص أطباء الهيئة وليس بطلب شخصى منه، فنحن نختار وسيلة النقل الأنسب له وفقا لحالته الصحية والوقت اللازم لنقله.

كم عدد البلاغات التى تتلقاها الهيئة يوميا؟
- خدمة الإسعاف «123» تتلقى يوميا من القاهرة الكبرى 85 ألف بلاغ، لكن 4 آلاف منها فقط بلاغات حقيقية والباقى «معاكسات»، ووصل الأمر إلى حد أننا اضطررنا لتغيير الرسالة الصوتية المسجلة التى يسمعها المتصل ببداية المكالمة من صوت «امرأة» إلى «رجل» بعد كم المعاكسات الموجه للرسالة، والأغرب من ذلك أن القائمين على الخدمة لاحظوا انخفاض عدد المكالمات بشكل ملحوظ فى أيام محددة، من 85 إلى 65 ألف على سبيل المثال، ومن خلال تتبع هذه الظاهرة، وجدنا أن الأيام التى تشهد انخفاض المكالمات هى الأيام التى يتوقف بها العمل بشارع «عبدالعزيز».

ماذا يعنى ذلك؟
- معنى ذلك أن مشترى التليفونات المحمولة يقومون بتجربة «العدة» عن طريق الاتصال بخدمة «123».

كيف يتم التعامل مع هذا الكم من المعاكسات؟
- حتى الآن لا يوجد قانون يجرم المعاكسات الواردة بخط الإسعاف، ولا يمكن ملاحقة المتصل قانونيا، إلا إذا تضمن الاتصال ألفاظا نابية أو أى تجاوز آخر يعاقب عليه قانونيا، لذلك وقعت الهيئة اتفاقا مع وزارة الاتصالات، يتضمن حرق خط المتصل إذا تكررت اتصالاته بغرض المعاكسة 10 مرات، وحاليا تم تكليف المستشار القانونى المنتدب للهيئة بإعداد مشروع قانون لهيئة الإسعاف، يتضمن واجبات العاملين بالهيئة، وكيفية استغلال مواردها، ويتطرق أيضا إلى تجريم تلك الاتصالات.

بالنسبة للحالات الصحيحة.. ما الحالات التى تطلب خدمة الإسعاف يوميا؟
- على سبيل المثال، إذا تلقت الهيئة 100 بلاغ خلال اليوم، %60 منها لحالات طارئة، كالمصابين بحوادث الطرق والأزمات القلبية وخلافه، و%40 للحالات غير طارئة، كحجز المريض لسيارة إسعاف بشكل مسبق بهدف إجراء جلسة غسيل كلوى أو نقل من مستشفى لمستشفى، وأحيانا يظن المرضى أن الأخيرة تأتى بشكل متأخر، لكنه ليس تأخرا فى أداء الخدمة بقدر ما هو مراعاة لأولويات الإسعاف، المحددة عالميا، حيث يتم تأجيل الحالات غير الطارئة لإسعاف الحالات الطارئة التى تقع فى نفس الوقت.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة