د.إبراهيم عبد العليم حنفى

معركة اليونسكو.. وسقطت ورقة التوت!

الإثنين، 28 سبتمبر 2009 07:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن محاولة منع فاروق حسنى من الفوز بمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو كانت متوقعة لكننا كنا ننظر إليها بنظرة رومانسية وعاطفية- من باب العشم- فلا بد أن ندرك حقيقة أمريكا جيدا وعلاقتها بالعرب، ولا نخدع بكلام أوباما المعسول فى جامعة القاهرة، فأمريكا هى أمريكا.. ففى وقت الجد تظهر السياسات وتظهر التحالفات والدسائس، فهل كنا ندرك ذلك؟! أم كنا نتوقع غير ذلك وإن ما فيش على الحجر غيرنا نحن العرب وخاصة المصريين.

إن منظمة اليونسكو التى تمثل الإنسانية والقيم الجميلة قد كشفت الأقنعة وسقطت ورقة التوت عنها ليتعرى من حولها ويكشف عن عورته دون خجل أو احمرار وجه.

إن النظرة التى تعودنا عليها بالبكاء على اللبن المسكوب لم تعد نافعة فقد أخفقنا فى التوقع واعتقدنا أن بالإعلان وحده يكفى، وأهملنا جانب التكتلات الذى ظهر جلياً، فقد أدى إلى فوز المرشحة البلغارية التى حصلت على نقطتين فى بداية السباق وكان فاروق حسنى متقدما بفارق كبير، ولكن بقدرة قادر ومن حيث لا يحتسب تقدمت عليه بفارق أربعة أصوات بفضل أمريكا التى تظهر فى الوقت المناسب مفصحة عن نواياها الحقيقية فلا يختلف بوش عن أوباما، إنها سياسة واحدة حتى لو جاء مائة رئيس أمريكى!!

ونأتى إلى إسرائيل فلم يكفها الاعتذار الذى أبداه فاروق حسنى عن حرق الكتب اليهودية، ولكن- حبيبك يبلعلك الزلط وعدوك يستنى لك الغلط- فقد لعبوا على هذا جيدا، كان يجب علينا أن ندرك هذا الطوق الذى كان يطوق فاروق حسنى المرشح العربى، لذا لم تهدأ إسرائيل مطلقا فى التصدى لفاروق حسنى والنيل منه، ناسية أن منظمة اليونسكو منظمة إنسانية شريفة من يتولى رئاستها لا يتحيز لجانب ما دون الآخر، لكن فى نظر أمريكا وإسرائيل الوضع مختلف، فلابد أن المرشح يخرج من عباءتهما المرصعة بالوعود والمزخرفة بالوهم والخداع حتى تبهر كل من اقترب منها.

إنه الزيف الحقيقى.. فقد باتت إسرائيل ليلة سعيدة بإسقاط المرشح المصرى، ولكن يتبقى سؤال ماذا كان يجب أن يقدم فاروق حسنى من تنازلات لإسرائيل بعد كل هذا.. بعد الاعتذار ومساندة طبع الكتب الإسرائيلية وترجمتها ودعوة المايسترو الإسرائيلى فى الأوبرا، ضاربا بكل الآراء عرض الحائط ومتجاهلا صوت المثقفين والأدباء والإعلاميين!!.. ومن يسمع صوت نفسه يلقى بنفسه فى مفترق الطرق ولا خاب من استشار.

إنها دعوة للعمل من جديد لصالح الثقافة، بعد أن تكشفت الحقائق، ولكن بعد اثنين وعشرين عاما هل نجد جديدا يقدم؟!

لقد علق الوزير بعد وصوله أرض الوطن أن هناك مشاريع ضخمة ستعد!!، فكم ستستغرق هذه المشاريع من سنوات، أما يكفى اثنين وعشرين عاما؟ هل عقمت مصر من رجالها؟ إنه سؤال يراود الكل، ولا يجد الإجابة عنه ولن يجد ولن يجد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة