740 عاما على وفاة جلال الدين الرومى..جعل من الرقص عبادة بصحبة شمس التبريزى..ولا تزال "المولوية" خالدة واشتقت منها "التنورة المصرية"..مدير وكالة الغورى:الرقصتان تختلفان ببعض الطقوس وتشتركان فى الفلسفة

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013 10:54 ص
740 عاما على وفاة جلال الدين الرومى..جعل من الرقص عبادة بصحبة شمس التبريزى..ولا تزال "المولوية" خالدة واشتقت منها "التنورة المصرية"..مدير وكالة الغورى:الرقصتان تختلفان ببعض الطقوس وتشتركان فى الفلسفة رقصة المولوية أرشيفية
كتبت رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكل إنسان صلاته الخاصة التى يتواصل بها مع الله.. هذه إحدى القواعد التى كان يؤمن بها مولانا جلال الدين الرومى الشاعر والفقيه الصوفى المسلم، علمه إياها رفيقه الروحى الدرويش شمس التبريزى فاخترعا معا "رقصة" يتقربون بها إلى الله عرفت بعد وفاة مولانا الرومى، فى مثل هذا اليوم الثلاثاء، 17 ديسمبر من العام 1273 م، بـ"المولوية" ومنها اشتقت رقصة التنورة المصرية التى لا يزال دراويشها يدورون ويدورون كأنهم كواكب سابحة فى الفضاء بعد مضى 740 عاما.


الرومى ورقصة المولوية:

ولد الرومى فى30 سبتمبر1207 فى بلاد فارس وآسيا الوسطى ثم انتقل إلى الأناضول حيث عاش بقية حياته فى قونية، تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية، تأثيرا واسعا فى العالم الإسلامى، وفى العصر الحديث ترجمت أعماله إلى كثير من لغات العالم، ولقت صدى واسعا جدا، بحيث وصفته البى بى سى سنة2007 م بأكثر الشعراء شعبية فى الولايات المتحدة.

فى عام 1244م وصل إلى مدينة قونية الشاعر الفارسى شمس الدين تبريزى، باحثا عن شخص يجد فيه خير الصحبة وقد وجد فى الرومى ضالته، ولم يفترق الصاحبان منذ لقائهما حتى إن تقاربهما ظل دافعا لحسد الكثيرين على جلال الدين لاستئثاره بمحبة شمس الحقيقة القطب الصوفى التبريزى، وفى عام 1248م اغتيل التبريزى ولم يعرف قاتله، وحزن الرومى على موت التبريزى وحبه العميق له فاض بأشعار و موسيقى ورقصات تحولت إلى ديوان سماه ديوان شمس الدين التبريزى أو الديوان الكبير.

حين وفاته فى عام 1273م، دفن فى مدينة قونية وأصبح مدفنه مزارا إلى يومنا، وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية، والتى اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التى عرفت بالسماع والرقصة المميزة.

وفى رقصة المولوية التى تستمر لمدة ساعات طويلة، يدور الراقصون حول مركز الدائرة التى يقف فيها الشيخ، ويندمجون فى مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحى فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون فى وجد كامل يبعدهم عن العالم المادى، ويأخذهم إلى الوجود الإلهى كما يرون. وهم يرتدون ألبسة بيضاء فضفاضة على شكل نواقيس، ويبدأون بالدوران على إيقاعات الإنشاد الدينى، ويكون دورانهم سريعاً فتنفرد ألبستهم الفضفاضة وتصبح نتيجة الدوران السريع على شكل ناقوس، ويضعون على رأسهم اللبادة أو القلبق وأثناء الدوران يقومون بأيديهم بحركات لها معان صوفية ويشكلون بأيديهم ورأسهم لفظ الجلالة (الله) ويشترط أثناء الدوران ألا تتلامس أرديتهم.

الاختلافات بين رقصة التنورة والمولوية:

رقصة التنورة هى رقصة مصرية ذات أصول صوفية، وتلقى رقصة التنورة رواجا واسعا بين السياح العرب والأجانب القاصدين مصر على حد سواء، كما يسعى الكثير من الشباب فى مصر لتعلم هذه الرقصة التى أصبحت اليوم طقسا مهما من طقوس الاحتفال تؤدى فى مناسبات كثيرة، وهى رقصة إيقاعية تؤدى بشكل جماعى بحركات دائرية، تنبع من الحس الإسلامى الصوفى ذى أساس فلسفى ويرى مؤدوها أن الحركة فى الكون تبدأ من نقطة وتتنتهى عند النقطة ذاتها، ولذا يعكسون هذا المفهوم فى رقصتهم فتأتى حركاتهم دائرية، وكأنهم يرسمون بها هالات يرسخون بها اعتقادهم يدورون ويدورون كأنهم الكواكب سابحة فى الفضاء، قدمت هذه الرقصة من تركيا منذ القرن الثالث عشر، وتشير بعض الدراسات إلى أن جلال الدين الرومى هو أول من قدم رقصة الدراويش أو المولوية وهى رقصة روحية دائرية اشتقت منها رقصة التنورة التى اشتهرت بها مصر وأدرجت كتقليد احتفالى، غالبا ما تكون الرقصة مرفوقة بالدعاء أوالذكر أو المديح أو المواويل الشعبية وأداؤها يكون بالدوران لكن ليس لمجرد الدوران، بل لأن الراقص يرغب فى بلوغ مرحلة سامية من الصفاء الروحى، لا تزال رقصة التنورة وفية لرقصة الدراويش فى بعض جوانبها، لكنها أضيفت لها الدفوف والفانوس والألوان المزركشة مع الإقاعات السريعة، لتصبح بذلك فنا استعراضيا فى مصر يجذب السائحين ومنظمى الحفلات.

ويقول محمود عيسى مدير وكالة الغورى لـ "اليوم السابع" إن رقصة التنورة المصرية أخذت من الفكر الفلسفى ومن رقصة جلال الدين الرومى الدائرية، وهى مستوحاة من أن الكون يبدأ من نقطة وينتهى عند ذات النقطة، وأن الدائرة أساس الكون، فالشمس هى المركز الذى تدور حوله الكواكب، وهى نفس فكرة الطواف حول الكعبة.

لكن رقصة التنورة تختلف عن رقصة المولوية من حيث الطقوس كما يؤكد عيسى، متابعا: "المصريون أكسبوا الرقصة طابعا خاص مختلف عن الطقوس التى يقوم بها الأتراك فى رقصتهم، حيث لابد أن يتواجد شيخ ويأخذون منه البركة والتنورة الصوفية تختلف عن التنورة الاستعراضية التى تأخذ طابعا استعراضيا أكثر من الطابع الروحانى الدينى".

"عيسى" يقول إن الرومى من أعظم المتصوفين الذين يعرفهم العالم ويبجلهم، حيث كانت فلسفته تقول "تعال إلى فأنا أحبك أيا كان لونك ودينك وجنسك" وأستاذه شمس التبريزى هو الذى علمه الموسيقى والشعر، وكان لديه خارطة طريق تقول إن الصوفى يمر بثلاث مراحل الأولى "التخلى" والثانية "التحلى" والثالثة "التجلى".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة