نقلاً عن اليومى..
اعتبر الأديب والكاتب «حجاج أدول»، عضو لجنة الخمسين، الاتهامات التى يواجهها من نشطاء النوبة غيرة منه، وأكد أن النوبيين حققوا مكاسب عديدة فى الدستور الجديد، مضيفا فى حواره لـ«اليوم السابع» أن أكثر ما يعيب الدستور هو وجود مادة المحاكمات العسكرية للمدنيين، ورأى أدول أن الدستور الجديد أنصف أهل النوبة وألزم الدولة بإعادة النوبيين المهجرين لأرضهم خلال 10 سنوات..
ماذا قدمت لجنة «الخمسين» إلى النوبيين؟
- لجنة «الخمسين» حرصت على أن يحصل النوبيون على حقوقهم بنسبة %100، وأكثر ما أسعدنى وشعرت من خلاله أن الحق عاد إلى أهله تمرير النص الذى ناضلنا من أجله منذ سنين طوال، وهو نص إلزام الدولة بإعادة سكان النوبة إلى مناطقهم الأصلية خلال 10 سنوات، وهذا إنجاز عظيم، فضلا على النص الذى يلزمها بأولوية الالتفات إلى تعمير سيناء وأسوان ومرسى مطروح، مع مراعاة الحفاظ على بيئة الثقافة الخاصة، وإقرار مادة «تجرم» التمييز على أساس العرق واللون.
وماذا عن الخلاف مع لجنة «العشرة»؟
- كان هناك اتجاهات لحذف كل المواد المطروحة عن «النوبة» من قبل العشرة الخبراء، بمبرر أن تخصيص مواد للنوبة يتعارض مع المساواة وضد الوطنية.
ولكن أعضاء «الخمسين» رفضوا ذلك، وأنا اعتبرت أن «العشرة» يضطهدون النوبة، وأنهم لا منطق لديهم، فكيف أرفض إنقاذ محافظة غارقة منذ سنوات تحت اسم المساواة؟! كنت أرى طيلة الوقت أن لجنة العشرة كلامها ضد الوحدة الوطنية.
وكيف تم احتواء الأزمة؟
- أكدت لهم أنه فى حالة استمرار إهمال النوبة وتركها تغرق يعتبر هذا عملا ضد الوحدة الوطنية، وأشرت إلى أن الجمل النوبى يتبقى له «قشة» لكى يبرك، وتفهم الموقف أعضاء «الخمسين»، وفى ذلك أشكرهم كثيرا، خاصة أن أغلبيتهم تفهموا القضية النوبية، وأثبتوا أنهم أفضل بكثير من عدد ممن يدعون الزعامة والنضال من أجل القضية النوبية.
وبماذا تبرر الهجوم عليك من قبل بعض نشطاء «النوبة»؟
- هناك البعض يغير من اسم حجاج أدول، على الرغم من ارتباط هذا الاسم فى النضال النوبى 25 عاما، وكنت أعمل فى القضية، وهم كانوا تلاميذ فى ثانوى، النوازع الشخصية جعلتهم ضد القضية النوبية.
لماذا لم تتطرق اللجنة إلى تخصيص مادة عن اللغة النوبية؟
- لم أتحدث عن اللغة النوبية فى اللجنة لأنها سوف تظل اللغة الثانية فى مصر، وذلك لأنى اتهمت عند الحديث عن لغة النوبة بالدعوة للانفصال، وأرى أن أى شخص يتحدث عن الانفصال «خاين وقليل الأدب».
ما أوجه الاختلاف بين دستورى 2013 و2012 فى الاهتمام بالملف النوبى؟
- دستور «الإخوان» لم يتطرق من الأصل إلى القضية النوبية، والجمعية التأسيسية كانت عبارة عن فصيل معين يعد وثيقة تخدم مصالحه الخاصة، وإذا لم يحترم الإخوان مصر كلها فكيف سوف يحترمون النوبة؟
ولكن دستور 2013 حرص على تمثيل كل طوائف الشعب المصرى، وكنا نعمل من أجل أن «تحيا مصر»، وأن نجعل مصر قوة عظمى، وبالفعل هذا ما أنجزناه.
وماذا عن مواد المحاكمات العسكرية؟
- أنا صوتت ضد مواد المحاكمات العسكرية، وشايف أنها ضد الثورة المصرية، لأنى أرى جنود الشرطة والجيش فرسانا، وأن جواز محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى تسلبهم فروسيتهم، ولذلك أقول للقوات المسلحة إصراركم عليها لم يكن فى محله.
هل ترى أنها ربما تساعد فى ترسيخ فكرة الدولة العسكرية؟
- أنا متأكد أن هذه المادة سوف يتم حذفها بعد ثمانى سنوات، فالدستور فى مجمله يدافع عن حقوق «الغلابة»، ويحقق العدالة الاجتماعية، وهذا ما استطاع أعضاء اللجنة إنجازه، ولن يكون آخر دستور، ويعد جيدا جدا، وسوف يصبح ممتازا بالموجة الثالثة والأخيرة للثورة.. لو لم أكن عضوا بلجنة الخمسين كنت سأصوت بنعم.
وماذا عن علاقات الأعضاء داخل اللجنة؟
- حدثت مشادات عديدة بيننا داخل الجلسات، وأول ما نفرغ منها للراحة أو تناول الغداء نتناقش فيما بيننا فنتوصل إلى حلول وسط، ونعود إلى الطاولة والخلاف منته تماما.
وأنا كنت أشعر بدفء داخل اللجنة، وإدارة عمرو موسى لجنة الخمسين، أسهمت بشكل كبير فى توطيد العلاقات والتوافق بين أعضاء اللجنة، حيث كان يستخدم حزمه وصرامته وقت الشدة، خاصة أنه مستمع جيد ولديه قدرة عالية على احتواء المواقف، وحقا أدار اللجنة بكفاءة عالية، وأتمنى أن تستغل مصر هذا الرجل بخبرته.. لابد من الاهتمام به.
وماذا عن ممثل حزب «النور»؟
- ممثل حزب النور شخص ذو طابع مثير للخلافات طيلة الوقت فى المناقشات العامة، وعند سماعه كلمة «ثقافة» أو «حرية» يصاب بالأرتكاريا وتثار حفيظته، ولكنه على مستوى المعاملة الشخصية غاية فى الرقى.
بما توصف لجنة «الخمسين»؟
- هى صحبة إنسانية وطنية جميلة جدا، كنا ندمع فى آخر جلسات لفراقنا، والأربعة الشباب أثروا لجنة الخمسين بعنفوانهم، والمرأة لعبت دورا كبيرا جدا داخل اللجنة، حتى السفيرة ميرفت التلاوى أحيانا كانت تغضب وتأخذ موقفا، ولكن كنا نتقبل ونقول لها: «أنت فوق رأسنا، وعصبيتك على قلوبنا زى العسل، خاصة أنى منحاز للمرأة بشكل كبير، لأنى نوبى، وفى التاريخ النوبى كان دور المرأة أكثر من رائع، فلابد من الالتفات لدورها، وإعطائها فرصة حتى تصل إلى أعلى مناصب».
ما رأيك فيما يتردد حول مطالبات أهالى «النوبة» بتدويل قضيتهم؟
- تدويل القضية النوبية ليس معناه التدخل الأجنبى فى الشؤون المصرية، حيث إن تدويل حدث فى تاريخ مصر هو تدخل منظمة اليونسكو من أجل إنقاذ الآثار النوبية، والذى أسهمت فيه أمريكا واليابان والدنمارك بدفع مبالغ من أجل إنقاذ الآثار النوبية، وهذا يعتبر تدويلا إيجابيا.
ولكن ما طالبنا به هو تطبيق مواثيق حقوق الإنسان التى نص عليها سنة 58، وتم التصديق عليها من البرلمان المصرى آنذاك، ولكن الدولة الأمنية فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، كانت تضطهد النوبيين من خلال اتهامهم بالاستقواء بالخارج. وأنا أعتقد أن هولاء جهلاء، فالنوبيون لا يتسقون إلا بمواثيق حقوق الإنسان، ومن يطالب منهم بالتدخل الأجنبى يعد خائنا، وأهل النوبة ليسوا كذلك.
ما تعليقك على ما يقال عن أنك «رضيت بقليلك» داخل «الخمسين»؟
- كل من يردد ذلك إما جاهل وإما حاسد، أما ما أهتم به فهم الأغلبية الفارحة بما حققناه، «هو إحنا كنا نحلم أن اسم النوبة يذكر فى الدستور».
هل تعتقد أن النوبيين يتعرضون إلى اضطهاد فى مصر؟
- أنا أكتر حد ملأ الدنيا بعبارات قاسية ضد تمييز واضطهاد النوبة فى عصر مبارك والسادات وناصر، لكن بعد الدستور، «إحنا متفائلين».
وماذا عن دور النوبيين فى الاستعداد للعودة؟
- الدور على النوبيين أن يقوموا بتنظيم أنفسهم ومراجعة أمورهم، خاصة أن النوبيين لديهم عيب كبير، وهو الفوضوية، وعليهم أن يعملوا بجد حتى يصلوا إلى الضوء الذى أنارته «الخمسين» فى آخر النفق.
حجاج أدول ممثل النوبة فى الخمسين: لم نحلم بذكر النوبة فى الدستور.. اللجنة أعادت الحق لأهله.. الدستور ألزم الدولة بإعادة المهجرين خلال 10 سنوات.. ومن يتحدث عن الانفصال "خاين وقليل الأدب"
الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013 10:46 ص
الكاتب حجاج أدول