الشيخ كرم زهدى: أؤيد أن يكون الرئيس القادم من الجيش.. والرئيس المدنى لا يصلح لمصر..أمير الجماعة الإسلامية السابق: عودة «مرسى» للحكم مستحيلة.. ومستعد للجلوس مع «الشاطر» و«بديع» لإنهاء الأزمة الحالية

الأحد، 08 ديسمبر 2013 01:41 م
الشيخ كرم زهدى: أؤيد أن يكون الرئيس القادم من الجيش.. والرئيس المدنى لا يصلح لمصر..أمير الجماعة الإسلامية السابق: عودة «مرسى» للحكم مستحيلة.. ومستعد للجلوس مع «الشاطر» و«بديع» لإنهاء الأزمة الحالية الشيخ كرم زهدى
حوار - كامل كامل - ندى سليم - تصوير - هشام سيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن العدد اليومى
طالب الشيخ كرم زهدى، أمير الجماعة الإسلامية السابق جماعة الإخوان، بإجراء مراجعات فكرية على غرار المراجعات التى قامت بها الجماعة الإسلامية فى الثمانينيات، وتقديم اعتذار للمجتمع عم بدر منها خلال الفترة الماضية.

وحسم «زهدى»، الذى قضى من عمره «22 عاما» فى السجون قاد خلالها المراجعات الفكرية ونبذ العنف ورفض رفع السلاح فى وجه الدولة، عودته لقيادة الجماعة الإسلامية مرة أخرى بقوله لن أعود للجماعة مرة أخرى.

وأكد فى حواره مع الـ«اليوم السابع» أن عودة الدكتور محمد مرسى للحكم مستحيلة، مشيرا إلى أن الفكر التكفيرى وراء اغتيالات الضباط والجنود.

فى البداية ما وصفك للمشهد الحالى؟
هناك فوضى عارمة فى كل المجالات ونأمل أن يعود الأمن والأمان مرة أخرى حتى يشعر الناس مرة أخرى بالاستقرار، وعندما يتحقق ذلك نستطيع أن نلتفت إلى الخلافات الواسعة بين كل من يعمل فى حقل السياسة فى مصر، فالفوضى أصبحت فى كل المجالات، والاختلاف هو منشأ الفوضى، والله تبارك وتعالى يقول الله: «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ».


ما هو تعليقك على الدستور الذى انتهت لجنة الخمسين من كتابته؟
الرئيس الراحل محمد أنور السادات قام بعمل دستور 71 وظلت المادة الثانية تثير جدلا، ورغم ذلك عاش هذا الدستور ولم يحدث عليه اختلافات، بل على النقيض هناك أصوات دعت إلى عودته مرة أخرى، والذى يبحث عن مواد الدستور يجب أن ينظر إلى المعانى الكلية التى تغطى حاجة المجتمع والأمة، فالأمر لا يحتاج فلسفة وفقها.

ما رأيك فى مظاهرات الإخوان التى تنادى بعودة محمد مرسى للحكم؟
أرى أن هناك أمورا تعد من المستحيلات وكل عاقل يدرك أن عودة «مرسى» للحكم أمر مستحيل حتى لو هناك الحوار بين الفئات المتجادلة، فعودة مرسى مستحيلة لأن العجلة دارت وانقضت المسألة وبعد كل هذا الخلاف والدماء فهل من المعقول أن يعود مرسى للسلطة.

هل حاولت زيارة المعزول وقيادات الإخوان كالشاطر وبديع لإنهاء الأزمة الراهنة؟
أنا وغيرى من الوطنيين على استعداد أن نلتقى بأى أحد لكى نعيد الاستقرار لمصر ونوقف العنف المتمثل فى الرصاص والاغتيالات، فهذه صورة سيئة ومشينة فالعبرة ليست هى من يجلس مع من ولكن أن يكون الجميع مستعدا للجلوس على مائدة الحوار.

ذكرت فى حديثك الرصاص والاغتيالات.. من وجهة نظرك من المسؤول عن هذه الجرائم؟
المعلن والمعروف أنها جماعات تكفر المجتمع وتصمه بالجاهلية، والجاهلية هنا تعنى التكفير، وهذا يأتى من تزايد نبرة الاختلاف التى لم يكن لها وجود قبل ثورة يناير وحاولت بعد الثورة أن تثبت وجودها بمزيد من الدماء والاغتيالات ومزيد من التفجيرات ونسأل الله أن يزيل هذه الغمة ويعود الهدى والرشاد إلى شباب هذا الجماعات حتى يعلم الحق حقا ويتبعه.

هل هذه الجماعات منتشرة فى مصر بكثافة؟
ما يسمى بحرب العصابات لا يعتمد على كثرة الأفراد وإنما يعتمد على قاعدة «اضرب واهرب» فحتى لو كان عددهم قليلا فهم خطر على المجتمع، لذلك أدعو إلى مزيد من الحوار حتى تقف هذه الطائفة موقف المراجعة والرجوع والمراجعات.

هل الجماعات التكفيرية تابعة لتنظيم القاعدة أم منشقة عن جماعة الإخوان؟
هذه الجماعات تنتمى إلى تنظيم القاعدة وهى جماعات تكفيرية وموجودة منذ فترة كبيرة حتى من قبل 25 يناير، ولكن كانت قليلة الفعالية.

هل قمت بإجراء أى حوارات مع هؤلاء من قبل؟
نعم حاولنا من قبل إجراء الحوار وأعطيناهم محاضرات فى السجون ودعوناهم إلى مراجعات شرعية لوقف العنف، والتقينا مع قيادات من سيناء، وجادلناهم بالأدلة الشرعية وعدد كبير منهم استجاب لنا وعاد عن هذا الفكر.

هل من الممكن تجديد هذه المراجعات مرة أخرى فى الوقت الحالى؟
أنا مقتنع بتجديد هذه المراجعات وأدعو جميع الدعاة أن يحملوا هذه الرسالة ويضعوها على عاتقهم ويبحثوا عن هذه الجماعات ويجادلوهم.

من وجهة نظرك هل تجرى الانتخابات الرئاسية أولا أم البرلمانية؟
أنا لا يهمنى من يبدأ قبل من ولكن ما يهمنى كثيرا جدا هو هذا الوطن، ونريد أن تجرى هذه الانتخابات فى أمان وأمن ولا يعكر صفوها طلقات من هنا ومن هناك أو مظاهرات غير سلمية تأتى بالدماء، فهذا أمر خطير أتمنى ألا يحدث.

هل تتوقع أن يحصد الإسلاميون مقاعد كما حدث فى البرلمان الماضى؟
لا أتوقع أبدا سيطرة للإسلاميين، وأتوقع أنهم سيحصدون %25.

لماذا تتوقع هذا النسبة الضعيفة؟
لأن ما حدث وما يحدث انعكس على قلوب الناس، فأصبحت تكره الإسلاميين والإخوان كراهية شديدة، والأمر ليس مجرد اختلاف، فهناك فرق كبير بين الكراهية والاختلاف، فالاختلاف لا يفسد للود قضية كما يقولون، أما الكراهية هو ما أراه الآن فعندما يجد أحد واحدا ملتحيا يرمقه بعينه ويستشيط غضبا منه.

من وراء كراهية الشعب للإسلاميين؟
أنا قلت رأيى بصراحة من البداية، وهو أن الإخوان كان ينبغى منذ البداية حين بدأت الخلافات مع المجتمع أن يقرروا إعادة الانتخابات أو الاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية أو أن يعتذر مرسى أو يستقيل من الحكم، وكان هذا الأمر سيجلب لهم محبة الناس، فالإخوان أخطئوا، والسلفيون بينهم وبين المجتمع فجوة، وهم والإخوان سواء، لكنهم أجادوا فى السنوات الأخيرة فن المسايسة مع الدولة، أما الإخوان ففقدوا هذا.

هناك من يطالب بترشح الفريق «السيسى» للرئاسة فما رأيك؟
البلد يحتاج إلى رجل وطنى وقوى ويستطيع أن يقوم بواجباته الشرعية تجاه هذا البلد وتجاه الشباب الذى لا يعمل، نحن نريد رئيسا يركز على الجانب الاجتماعى، فلا يخفى عليك أن هناك آلاف الشباب لا يجدون قوت يومهم ولا وظيفة بعدما تكبد أهلهم المشقة فى تعليمهم، فأصبح الشباب المتعلم يبحث عن أى عمل أيا كان، لهذه الأسباب أنا أؤيد أن يكون الرئيس القادم من الجيش، ويكون قويا ورحيما بأبناء هذه الأمة بغض النظر عن ذكر الأسماء حتى لا يقال إنى تابع لفريق معين.

هل ذلك يعنى أن الرئيس المدنى لا يصلح لحكم مصر؟
البلاد ستظل فى فوضى كما هى الآن ولابد من الرئيس الحازم العادل فالرئيس المدنى غير صالح.

ما هو تقييمك لحكم الدكتور محمد مرسى؟
كنت أتمنى أن يكون الدكتور مرسى رئيسا للجميع ليس رئيسا لجماعة واحدة، ويقوم بتعيينهم فى كل مناصب الدولة وكنت أتمنى أن يكون مسؤولا عن كل الأمة ويبدأ عمله بالعدل الكامل وأقدار الله لا تأتى عبثا، وأنا أفضل أن يراجع الإخوان أنفسهم والإسلاميين جميعا مع الله ويتساءلوا ماذا فعلنا حتى تنزل علينا هذه الطامة وهذه الظروف الحالكة السواد الذى لا تعبر إلا عن كفارة للذنوب أو رفع للدرجات إن شاء الله.

ما هو تقييمك لحكم الإخوان من الناحية السياسية؟
هناك أخطاء جاءت من الإخوان والشعب وليست العبرة فى الأخطاء، إنما فى عدم الرجوع عنها وعدم تصحيحها، وأنا أرى أن الأخطاء كانت عامة وجاءت أولا من الإسلاميين تجاه الشعب وتجاه الدولة.

ما رأيك فى سلوكيات الإخوان بعد عزل «مرسى» من الحكم؟
الحقيقة من فترة طويلة جدا وأنا أنادى بأن يعود الإخوان إلى الحوار والتفاهم حتى بعد 30 يونيو، وتحدثت فى أكثر من لقاء ودعوتهم أن يستجيبوا للحوار وللجدال الحسن ولا يصروا على ما هم عليه.

هل حديثك يعنى أن يقوم الإخوان بعمل مراجعات على غرار مراجعات الجماعة الإسلامية؟
نعم ويجب عليهم أيضا الاعتذار للمجتمع وإعلان سلمية الحركة ونبذ العنف بالعمل وليس بالكلام فنحن نسمع كلاما كثيرا عن سلمية المظاهرات ثم نفاجأ بسقوط مصابين، وأحيانا قتلى وهذا الحديث يتعارض مع السلمية فمظاهرات الإخوان ينتج عنها عنف ودماء فضلا على أن هذا المظاهرات تعرقل الإنتاج تماما، وأنا التقيت العديد من الناس حالهم واقف بسبب هذه المظاهرات.

هل فعلا اتهمت الجماعة الإسلامية بحمل السلاح فى المنيا؟
عندما تم اقتحام بعض القرى فى المنيا وجدوا قطع سلاح، وأنا حذرت من هذا لأن هذه القرى بها أعضاء من الجماعة الإسلامية ووجود سلاح يعتبر نذير شؤم، وينبغى أن نبتعد عنه، لأن السلاح ليس ألعوبة واستخدامه ينتج عنه أمورا خطيرة جدا.

ما هو موقفك من حركة «تمرد» الجماعة الإسلامية التى تطالب بسحب الثقة من مجلس شورى الجماعة وتطالب بعودتك؟
مبلغ علمى أن هذه الجماعة إصلاحية تنادى بإصلاح مسيرة الجماعة فى كل أنحاء الجمهورية وهذا الإصلاح أشجعه وأدعمه لأنه يعنى السلمية ونبذ العنف ومعناه المراجعات الشرعية التى لا تكفر المسلم بمعصية، وكل هذا الكلام مطلوب وهام جدا، فتمرد الجماعة الإسلامية تعد جبهة إصلاح يحاولون بها إصلاح الجماعة وإصلاح أهدافها بعد اشتراكها مع تحالف الشرعية «المؤيد للإخوان».

هل ستعود لقيادة الجماعة بعد مطالبة تمرد الجماعة الإسلامية؟
لن أعود للجماعة الإسلامية، وأنا أفرق بين عودتى للجماعة وبين قول الحق ومحاولة دعوة الناس للرشاد ونصحهم بنبذ العنف، فأنا من الصنف الثانى، وأدعو الجماعة الإسلامية وشيوخها للبعد عن طرق التشدد التى تؤدى إلى عنف، والتى منها المسيرات والمظاهرات والتحالف مع «الإخوان» وأنصارها، لأن هذا يجعل قرارك فى يد غيرك، كما أدعو قيادات الجماعة الإسلامية وشبابها إلى نبذ العنف حقيقة وليس بالكلام فقط وفض تحالفهم مع الإخوان.

ما هو تقييمك لقيادات الجماعة الإسلامية بعد بعدك عنها؟
عدد منهم أعلنوا فى المحافل العامة والخاصة وبين الناس أنهم لن يتراجعوا عن الفكر السابق القديم، وهو فكر التشدد والاقتتال ورفض المراجعات الفكرية لنبذ العنف، وهناك عدد من قيادات الجماعة الإسلامية فى الصف الأول والثانى يرفضون المراجعات ويصرون على الفكر القديم وهذا ما دفعنا إلى التكلم وإبداء النصح وهذا يعد نذيرا خطيرا يجب عليهم أن يدركوه ويتراجعوا عنه جميعا، فالمراجعات الفكرية تعنى نبذ العنف وأنا كنت من القيادات المتشددة وكفارة الفكر المتشدد الاعتذار للمجتمع ودعوة الشباب لعدم الوقوع فيه حتى لا يخوض التجربة من أولها، فالشباب الآن عندما يسمع عن كلمات متشددة فيها الاقتتال وفيها الفتوحات والغزوات يقع فى نفس ما وقعنا فيه.

هل مبدأ السمع والطاعة موجود داخل الجماعة الإسلامية على غرار الإخوان؟
طبعا هذا المبدأ موجود، وأنا أدعو إلى مراجعة هذه المسألة بمنطق الفهم أولا، كما أدعو الشباب أن يفهم أولا ثم يطيع أو يرفض، فمبدأ السمع والطاعة طول عمره موجود بالجماعة الإسلامية.

ما رأيك فى هروب الشيخ عاصم عبدالماجد إلى قطر؟
أنا لا أدرى ماذا أقول أكثر من أن الشيخ عاصم أخطأ فيما أعلنه على منصة رابعة وفى كلمته «إنى أرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها»، فهذا الكلام كان ينبغى ألا يخرج من فم شيخ كبير فى العمر وكان عليه أن يكون ودودا مع الأمة وليس قاطعا للرقاب.

ما هو رأيك فى التحالف المسمى بتحالف دعم الشرعية؟
أتمنى أن يشعر الإخوان والجماعات المتحالفة معهم أن كل منهم مسؤول عن هذا المجتمع أمام الله وأنه ليس عدوا، فهذه الأمة ليست بينها وبين التحالف عداء حتى يتحالفوا ضده، وهذه الأمة تحتاج إلى نظرة عطف وحنو والبعد عن التشدد وأن ندرس لهم الرفق لأن نتيجة التشدد هو ما يحدث فى سيناء الآن.

ما هى الرسالة التى من الممكن أن توجهها لكل من الإخوان وحزب النور؟
أتمنى من الإخوان أن يعترفوا بأخطائهم ويعودوا إلى السلمية التى كانت قبل ذلك، وعليهم وأن يبدأوا حوارا مع الدولة أو مع المجتمع حوارا هادئا بناء يوقف كل ألوان العنف التى تثار بسببهم ويبدو فى صفحة جديدة مع المجتمع، ورسالتى إلى حزب النور أنه خطا خطوة عظيمة بالعمل السياسى الذى دخلوا فيه وأرجو أن يستمروا إلى الأمام وألا يعطلهم شىء.

إلى أين وصلتم فى تأسيس الحزب الذى أعلنت عنه؟
مازلنا نسعى لتأسيسه وننتظر استقرار الظروف ولا أعتقد أننا سنخوض الانتخابات.

ما تقديرك فى التناغم الذى بين جماعة الإخوان وحركة 6 إبريل؟
لا يوجد اتحاد بدون صفقة، ولابد أن يكون هناك صفقة وهذه الصفقة توضح أن 6 إبريل ترى أنها تستقوى بالإخوان وتضغط على الدولة بهم، وهذا أمر معلوم للعامة، والله أعلم.

ما رأيك فى الأداء الإعلامى لقناة الجزيرة؟
ما كنت أتمنى أن تقف قناة الجزيرة هذا الموقف من مصر، فالقناة تؤدى إلى زيادة عدد الغاضبين فى هذه البلاد، وبالتالى تؤدى إلى مزيد من الاحتكاكات والإضرابات والاعتصام، وهذا كله يخسر منه الوطن خسرانا مبينا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة