لوموند: موقف باريس تجاه إيران أكثر وضوحا من واشنطن

الأحد، 20 سبتمبر 2009 08:19 م
لوموند: موقف باريس تجاه إيران أكثر وضوحا من واشنطن لوموند تؤكد أن موقف باريس تجاه إيران الأكثر وضوح
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع اقتراب موعد استئناف المفاوضات بين الدول الست وإيران حول الملف النووى فى مطلع أكتوبر، نشرت صحيفة "لوموند" تحت عنوان "فروق دقيقة بين باريس وواشنطن حول إيران" فى عددها الصادر اليوم تحليلا حول اختلاف موقف كل من الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى والأمريكى باراك أوباما تجاه إيران. حيث تذهب الصحيفة إلى أنه فى الوقت الذى تبدو فيه تصريحات ساركوزى واضحة ومباشرة ضد إيران، يلتزم باراك أوباما بموقف غير واضح يحيط به الغموض تجاه الملف النووى.

تقول الصحيفة إن الفرق بين المفردات التى يستخدمها نيكولا ساركوزى وباراك أوباما فيما يتعلق بتصريحات كلا منهما تجاه إيران يبدو جليا منذ الصيف الماضى، إذ كان الرئيس الفرنسى منذ شهر يونيو أسرع وأوضح فى تصريحاته بشأن القمع السياسى فى إيران من نظيره الأمريكى.

ففى الوقت الذى لم يتردد فيه ساركوزى مثلا فى التصريح مرارا وتكرار أن الشعب الإيرانى "يستحق أفضل" من زعمائه الحاليين، لم يتخذ أوباما مثل هذه الخطوة خلال إدانته لأعمال العنف فى طهران، كما لو كان يتجنب إغلاق الباب أمام الحوار الذى يتسم "بالاحترام المتبادل"، وهو التعبير الذى استخدمه فى بداية سياسة اليد الممدودة لإيران.

ومن ناحية أخرى أعرب ساركوزى أيضا بشكل مباشر فى عدة مناسبات عن اعتقاده بأن البرنامج النووى الإيرانى هو برنامج ذو طبيعة عسكرية، وكان آخرها هذا الأسبوع عندما أشار "أن هذا الأمر مؤكد لجميع أجهزتنا الاستخبارية". أما باراك أوباما نفسه فقد تحاشى التصريح علنا عن هذه الفكرة، وترك لممثل الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمة القول إن إيران باتت الآن قادرة على إنتاج أسلحة نووية إذا رغبت فى ذلك.

وتضيف الصحيفة أن سياسة باراك أوباما فى إيران تحظى فى باريس باستحسان على المستوى الرسمى، إلا أنها تثير التساؤلات وراء الكواليس. وهو أمر ليس بجديد، كما تقول الصحيفة. ففى يوليو 2008، وأثناء قيام أوباما بجولة فى أوروبا فى إطار حملته الانتخابية، حثه ساركوزى على ضرورة توضيح فكرة أن حدة الضغط على إيران لن يقل مع قدوم رئيس أمريكى جديد. وفى ربيع 2009، وبعد سلسلة الرسائل التى بعث بها أوباما إلى إيران أصرت الدبلوماسية الفرنسية، كما فعلت إسرائيل، على ضرورة منح إيران مهلة محددة للرد على عرض الدول الكبرى.

ومن ثم، فقد أعلن الرئيس الأمريكى فى بيان خلال مؤتمر صحفى عقد فى مؤتمر قمة الثمانى فى إيطاليا فى يوليو الماضى تقليص المهلة الممنوحة لإيران (والتى كانت حتى نهاية هذا العام)، إلى آخر سبتمبر، مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لتقدير النوايا الحقيقية لإيران.

ومنذ أعطت إيران ردها فى 9 سبتمبر - والذى كان مبهما خاصة وأنه قد تجاهل البرنامج النووى - قللت تصريحات الدبلوماسية الفرنسية من احتمالات تحقيق انفراجة فى المحادثات المقرر إجراؤها فى الأول من أكتوبر. كما طلبت فرنسا فى الثانى من سبتمبر من مجموعة الدول الست التى تتعامل منذ ثلاث سنوات مع القضية النووية الإيرانية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا) وضع جدول زمنى محدد لإيران.
وقد جاء إعلان اجتماع الدول الست مع إيران فى الأول من أكتوبر ليثير أسف الفرنسيين الشديد وارتياح الأمريكيين.

وتُذكر الصحيفة بأن نيكولا ساركوزى قد قام بتشديد موقف بلاده ضد البرنامج النووى الإيرانى، وذلك منذ انتخابه فى 2007، وسعيه (مع تحقيق بعض النجاح) لحث الدول الأوروبية الأخرى على تطبيق سياسة أكثر حزما بشأن العقوبات ضد إيران.

وأمام التردد الذى يظهر فى موقف باراك أوباما حول القضية النووية، تعتبر الدبلوماسية الفرنسية نفسها بمثابة الحارس على "المتشددين" ضد البرنامج الإيرانى فى الجبهة الديبلوماسية، التى وضعها الأوروبيون منذ 2003، قبل أن تنضم إليهم الولايات المتحدة فى 2005 - 2006، والتى يعد شرطها الأساسى هو تعليق تخصيب اليورانيوم.. وهى النقطة التى تواصل الإدارة الأمريكية تبنى موقف غير واضح تجاهها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة