هو أول من احتقر البشر وأول من طلب عداوتهم ومثله مثل كل الأشرار خائب لدرجة أن ذكر صادق لله قد يحرقه

إبليس

الجمعة، 11 سبتمبر 2009 01:33 ص
إبليس
أعد الملف - محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جهز جملة الاستعاذة بالله على لسانك لأن الكلام فى السطور القادمة سيحمل أسماء متعددة لكائن غير طيب، عن إبليس أو الشيطان أو الشرير أو الوسواس الخناس.. عن هذا المتكبر المغرور الذى أخرجنا من الجنة وألقى بنا إلى صخور الأرض وترابها نتكلم، لذا فقد وجب التنبيه على أن يبقى قلبك عامراً بذكر الله حتى لا يصاب بسهم طائر من سهام إبليس.. ولا داعى لأن تطمئن كثيراً لمسألة سلسلته وتقيده فى شهر رمضان لأن شياطين الإنس وشيطان النفس الأمارة بالسوء أدهى وأمر وأشر ولا يهزمهم سوى ذكر الله.

إبليس الذى هو الآن مقيد بالأغلال ولا حول له ولا قوة، إبليس الذى يعيش الآن فى سجنه السنوى الانفرادى معذبا برؤية هذه النفوس الطائعة، والقلوب الذاكرة، والمساجد العامرة ليس مجرد عاص لأوامر الله، ولا شرير أقسم على غواية الإنسان، وجره إلى جهنم، بل هو الماكر الذى كان سببا فى أن يهبط أبونا آدم وأمنا حواء عرايا إلى الأرض.. فهل يمكن أن ترحم أحدا فعل بوالديك مثل هذا الأمر؟، هو الماكر الذى أوعز لهابيل أن يقتل قابيل، فى رقبته دم ثلث سكان الأرض، فهل يمكن أن تأتى إلى الحياة وتخرج منها دون أن تأخذ بثأرك منه؟
طيب دعك من هذا ومن ذاك.. هل يمكن أن تترك هذا الشرير يعبث بعقلك وقلبك وهو أول من وجه إليك سهام الاحتقار والكراهية حينما رفض أمر الرحمن بالسجود لأبى البشرية آدم، وقال كما ورد فى سورة الأعراف: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِى مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)، المعركة مع إبليس إذن.. تار بايت، وليست مجرد رغبة فى التخلص من وساوسه، فهو -إن راجعت قصص التاريخ- السبب الأول فى معاناة البشر وسقطاتهم، هو الذى يزين لنا فخاخ الخطيئة فنسقط بداخلها غير مبالين، هو الذى يرسم لنا طريقا ورديا نحو المعصية فنذهب فرحين.. لأننا غفلنا للحظة عن ثأرنا معه، فتذكروا جيدا أن معركتنا مع إبليس لن نربحها إلا إذا هزمنا الغفلة أولا، وتذكروا أيضا أن هذا الكائن الخرافى الذى تصوره الأساطير ماهو إلا يائس مطرود من رحمة الله، يمكنك أن تخرج له لسانك يوميا لتغيظه برضا ربك عليك، كيده ضعيف، تهزمه كلمة ذكر صادقة ولا سلطان له إلا على غافل، وأن المؤمن الحق يستطيع أن يتلاعب به مثلما يتلاعب أهل الضحك به فى نكاتهم وقفشاتهم.

مداخل الشيطان:
1: إبعادك عن العمل
إذا قررت فعل شىء من الطاعات يأتيك الشيطان من أول مدخل ليصرفك عنه، أردت أن تصلى الصبح فى جماعة وسوس لك بالنوم وأن الله غفور رحيم، أردت عملاً من أعمال الخير والبر صرفك عنه باحتياجك أنت للمال أو عدم استحقاق من تصرفه إليهم، فما العمل ؟

2: لسه بدرى أجلها لبكرة
إذا قررت العمل يأتيك الشيطان من ثانى مداخله، ويقول لك: أنا معك أنت محتاج إلى العمل، لكن ليس الآن، فإن العمر طويل والصبر على اللذات صعب على النفس، إذا أردت أن تصلى فلتصل لكن غداً، حج بيت الله لكن العام القادم، تزوج ولكن بعد أن تتمتع بحياتك وهكذا.

3: بسرعة عجل الأمور
أى العجلة وترك التثبت فى الأمور، لأن الأعمال ينبغى أن تكون بعد التبصرة والمعرفة، والتبصرة تحتاج إلى تأمل وتمهل والعجلة تمنع من ذلك، وعند الاستعجال يروج الشيطان شره على الإنسان من حيث لا يدرى.
حاول أن يثنيك عن العمل، ثم حاول أن يؤجله، ثم حاول أن يوصل العمل بالرياء فلم يفلح.
..و بيدخل من هنا كمان
4: أن تعجبك نفسك
يدخل الشيطان إلى الإنسان الذى أدى العمل - دون تسويف ولا رياء ولا عجلة - بمدخل إعجاب النفس بالعبادة، فيداخل النفس منها ما يبطل به عمله، إذ تجعله ينظر إلى طاعته بعين المنة على الله تعالى وإلى طاعة الآخرين بعين الاحتقار، وعلاج الأمر بتذكر ما تحدثنا عنه سابقاً من أن بدايات كل عمل صالح خاطر خير من الله تعالى، فكيف تمن على الله بما أعطاك هو جل جلاله؟

5: ليه تتعب نفسك
يأتيك الشيطان ويقول لك: لا تتعب نفسك هل تدرى الخاتمة؟ أمورك مقدرة قبل خلقك، فلا ينفعك عمل صالح إذا كان مصيرك إلى النار، ولا يضرك الشر لو كان مكتوباً لك أن تكون من أهل الجنة، وهو مدخل دقيق يلتبس على كثير، وعلاجه أيضاً مخاطبة النفس بأن الله تعالى كلفنا بالعمل ولم يتعبدنا بالنتيجة والخاتمة، فأنت تعمل بصدق وتلجأ إليه وحاشاه تعالى أن يخيب رجاء من التجأ إليه.

6: التفاصيل
وهو مدخل جامع لكل المداخل السابقة مع التركيز على ما خفى وغمض من الحيل، فهناك رياء ظاهر لا يخفى على فطن، وهناك أنواع من الرياء الخفى، ومثلها فى العجب والتسويف وغيرها، وهى تحتاج إلى تفصيل، موعده المقالات القادمة بإذن الله تعالى.


موضوعات متعلقة:-

◄ الوسوسة.. سلاح إبليس النووى اوعى يفرقع فى وشك
◄ براءة الشيطان.. من جرائم الإنسان
◄ لماذا أطلق المصريون اسم الدلع «شوشو» على إبليس؟!
◄ أشهر النكت عن الشيطان!
◄ أغنية العبد والشيطان.. أول حوار غنائى بين إبليس والإنسان!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة