السفير المصرى الأسبق بموسكو: «مبارك» تجاهل روسيا.. و«مرسى» ذهب إليها متسوّلاً.. عزت سعد: زيارة «شويجو» و«لافرورف» نقطة انطلاق لعلاقات قوية.. والحرب الباردة انتهت مع انهيار الاتحاد السوفيتى

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013 12:46 م
السفير المصرى الأسبق بموسكو: «مبارك» تجاهل روسيا.. و«مرسى» ذهب إليها متسوّلاً.. عزت سعد: زيارة «شويجو» و«لافرورف» نقطة انطلاق لعلاقات قوية.. والحرب الباردة انتهت مع انهيار الاتحاد السوفيتى السفير المصرى الأسبق بموسكو
حوار - مؤمن مختار تصوير - هشام سيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توقع السفير عزت سعد، سفير مصر الأسبق لدى روسيا، أن تكون زيارة وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، ووزير الخارجية سيرجى لافرورف للقاهرة بداية جديدة وفاتحة لاستعادة تحالف قوى بين البلدين، لكن موسكو لن تكون بديلًا عن الولايات المتحدة، بحكم متغيرات سياسية دولية بالغة التشابك، يأتى على رأسها انتهاء الحرب الباردة.

وقال فى حوار لـ«اليوم السابع» إن المسؤولين الروس لديهم رغبة حقيقية لمد جسور التعاون مع القاهرة، بعد انهيار نظام الإخوان، وهو الأمر الذى برز واضحًا فى سرعة تأييدهم لثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن التعاون مع روسيا يجب أن يركز على الجانب العسكرى، بما يضمن لمصر تنويع مصادر السلاح، ويحقق قدرة على الحراك، بما يحقق المصلحة الوطنية.

ووصف عزت سعد العلاقات المصرية الروسية فى عهد مبارك بالعلاقات التى كان يعتريها الفتور، ولم تكن على النحو المأمول، باستثناء الفترة الثانية من ولاية الرئيس جورج بوش الابن، حيث وقعت مناوشات إعلامية بين القاهرة وواشنطن، أما محمد مرسى فقد ذهب إلى موسكو فى زيارة «تسوّل». وفيما يلى نص الحوار:

كيف ترى زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين لمصر؟
- قبل ثورة يناير كانت هناك مقترحات روسية بتوطيد العلاقات، وتعزيز التعاون الاستراتيجى بين القاهرة وموسكو عبر تكثيف زيارات وزيرى الدفاع ووزيرى الخارجية فى مصر وروسيا، لكن لظروف الثورة وغيرها لم تؤخذ المقترحات على محمل الجدية.

والمؤكد أن زيارة وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، ووزير الخارجية سيرجى لافرورف للقاهرة تكتسب الآن أهمية كبرى، خاصة فى ظل زيادة مشاعر العداء من الشعب المصرى إزاء الولايات المتحدة بسبب دعم واشنطن لجماعة الإخوان.

والواضح أن القيادة السياسية المصرية تسعى للتقارب مع موسكو، بعد ما أكدته التجارب بشأن خطورة الانحياز كليًا تجاه جهة واحدة، كما لا يمكن تجاهل رغبة الشعب المصرى فى التقارب مع موسكو.

تبدو تل أبيب غير مرتاحة للتقارب المصرى الروسى.. أليس هذا صحيحًا؟
- فى الفترة الأخيرة وردت تقارير إسرائيلية بأن تل أبيب تضغط على واشنطن لكى تستأنف إرسال المعونات العسكرية إلى مصر، وهذه التقارير تشير إلى أنه ليس من مصلحة إسرائيل أن تتسلح مصر من مصادر أخرى، أو تنوع مصادر سلاحها.

هل زيارة مدير المخابرات الروسية إلى مصر قبل أسبوعين فاتحة لعهد جديد من العلاقات؟
- بالفعل.. فوجود مدير المخابرات الروسى فى مصر كان بهدف الإعداد لزيارة وزيرى الدفاع والخارجية، وهناك حرص روسى كبير على نجاح زيارة الوزيرين الروسيين للقاهرة.

كيف تقرأ زيارة جون كيرى للقاهرة عقب الانفتاح المصرى على موسكو؟
- من الواضح أن جون كيرى يحاول تهدئة الاحتقان، والعلاقات مع أمريكا مهمة لنا ولهم، والواضح أن الإدارة الأمريكية أدركت أن سياستها مع مصر كانت خاطئة، فقد راهنوا على الحصان الخاسر، وأغلب الظن أن استئناف العلاقات الأمريكية هو مجرد مسألة وقت، لكن مرة أخرى يجب القول إن ثورتى 25 يناير و30 يونيو تفرضان علينا مراجعة سياساتنا الخارجية، بحيث تقوم على الندية، والمصالح المتبادلة.

كنت سفيرًا لمصر فى موسكو منذ 2006 ولمدة أربع سنوات.. كيف كانت العلاقات قبل ثورة يناير؟
- لم تكن على المستوى المنشود، وبعد تولى الرئيس المعزول الحكم، وزيارته لموسكو، لم يحدث جديد أيضا، لأنه لم يكن يستهدف تعزيز العلاقات، وإنما رفع جماعة الإخوان من قائمة المنظمات الإرهابية وفقًا للنظام القانونى الروسى، وكذا الحصول على قرض من روسيا بقيمة مليار دولار، لأن نظام المعزول كان يرفع شعار «تنويع مصادر القروض» بدلًا من تنويع مصادر السلاح، أو تنويع مصادر الدخل، وكان هدفه الحصول على القروض من روسيا والبرازيل وأمريكا وصندوق النقد الدولى، وغيرها، ولم تتجاوب أى من الجهات مع نظام مرسى سوى قطر، كونها داعمة لحكم الإخوان.

هل حدثت صفقات أسلحة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك بين مصر وروسيا؟
- التعاون العسكرى بين روسيا ومصر مستمر حتى الآن، وهو تعاون لا بأس به، وهناك أسلحة ما زلنا نحصل عليها من روسيا، فهى تصدر لنا قطع غيار الأسلحة والمعدات العسكرية الموجودة فى مصر منذ أيام جمال عبدالناصر، وتستخدمها القوات المسلحة حتى الآن، وكذا بعض الأسلحة المهمة التى ما زلنا نشتريها، ومن المفارقات المهمة أن العلاقات بين نظام مبارك والروس شهدت حالات مد وجزر، فخلال الفترة من 2005 حتى 2009، زار بوتين وديمترى ميدفيدف القاهرة، ووقع الجانبان وثيقة خاصة بالتعاون الاستراتيجى، وكانت الدولتان تسيران على هذا الاتجاه، ولكن للأسف الشديد عندما جاءت إدارة الرئيس الامريكى باراك أوباما، وبدأت العلاقات بين مصر وأمريكا تتحسن، وأتى أوباما إلى جامعة القاهرة، وزار مبارك الولايات المتحدة الأمريكية فى 2009، تحسنت علاقاتنا بالبيت الأبيض بشكل ملحوظ، وهذا أدى إلى نسيان الروس.

ما تقييمك للتحليلات التى تطالب بضرورة الاستفادة من الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو؟
- لا توجد حرب باردة بالمعنى الذى كان موجودًا فى السبعينيات والثمانينيات، وحتى انهيار الاتحاد السوفيتى، والسياسة الروسية الخارجية واقعية للغاية لا تلعب فيها الأيديولوجية أى دور، لأن موسكو تبحث عن شركاء اقتصاديين فى المقام الأول.

وأهداف السياسة الخارجية الروسية منذ تولى «بوتين» تقوم على الشراكة الأساسية والقوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والروس لديهم قناعة بأن اقتصادهم سيعلو بالعلاقات مع أمريكا والدول الغربية.. نحن لدينا حساسية لا معنى لها فى التعامل مع روسيا أو أمريكا، لأننا لدينا اعتقاد بأنهما فى حرب باردة، وهذا غير صحيح.

كيف نظرت إلى زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى إلى موسكو؟
الزيارة كانت رائعة جدا، ولم تكن لتتم لولا الاستعداد الكبير الذى أبداه الجانب الروسى بعد تولى حكومة الدكتور حازم الببلاوى مباشرة.

الروس يريدون التعاون معنا، وهناك نقطة أخرى مهمة وهى أن روسيا استطاعت أن تتبنى موقفًا داعمًا لثورة 30 يونيو، وبوتين نفسه فى تصريحاته قال إنه يرفض التدخل الغربى فى مصر.

هل من الممكن أن تصبح روسيا بديلًا للولايات المتحدة والمعونة الأمريكية؟
- لا يمكن أن تكون روسيا بديلًا لأمريكا فى مصر، ففى الصناعات العسكرية لا توجد دولة منتجة لجميع الأشياء، ولكل دولة مزايا نوعية، فهناك دولة تنتج أنظمة دفاع جوى وصواريخ أفضل من غيرها، وهناك دولة تنتج طائرات ودبابات أفضل، وهذا يعنى أن الأسلحة الأرخص والأجود يجب شراؤها من أى مكان.

كيف يمكن الاستفادة من علاقة مصر بروسيا اقتصاديًا وسياحيًا؟
- بالحديث عن تنويع مصادر التعاون والسلاح وغيره يجب على مصر العمل على إبرام اتفاق تجارة حرة مع روسيا، وهذا مهم جدًا للاقتصاد المصرى، وفى تقديرى أن هذا يساوى ما تحصل عليه مصر من مساعدات من الولايات المتحدة الأمريكية.
ترددت أنباء عن وجود شركات سياحة للتجسس داخل مصر.. فهل هذا صحيح؟

- كبرى شركات السياحة داخل مصر هى شركات تركية، فمن غير المستبعد أن تقوم بالتجسس، ويجب علينا تجاوز شركات السياحة، والتحرك نحو جلب السياح الروس بمعرفتنا.

هل من الممكن أن تساعد روسيا مصر فى مجال الاستخدام السلمى للطاقة النووية؟
- روسيا دولة عظمى فى مجال الطاقة النووية، وفى مارس عام 2008 عندما قام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بزيارة روسيا وقّع اتفاقًا للتعاون السلمى فى مجال الطاقة النووية، واليوم يوجد إطار قانونى للتعاون مع الروس فى مجال الطاقة النووية، وبناء مفاعلات نووية سلمية، ولا ننسى أن أول مفاعل نووى فى مصر مفاعل «أنشاص» تم بناؤه بخبرة سوفيتية.

هل البعثات العسكرية المصرية لموسكو مستمرة؟
- البعثات العسكرية المصرية إلى موسكو مستمرة حتى الآن ولم تتوقف، وربما ليست بنفس زخم وأهمية التعاون العسكرى مع الولايات المتحدة، لكنها ليست مقطوعة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر الهيتي

شفتم الفرق

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري حر

الطريق الي روسيا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة