هيومن رايتس ووتش: 65 هجوما بأسلحة حارقة بسوريا خلال أقل من عام

الأحد، 10 نوفمبر 2013 08:49 م
هيومن رايتس ووتش: 65 هجوما بأسلحة حارقة بسوريا خلال أقل من عام الحرب فى سوريا
كتب أحمد مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت هيومن رايتس ووتش، اليوم الأحد، فى بيان لها، عن تقرير يوثق ما لا يقل عن 56 هجوما باستخدام الأسلحة الحارقة منذ نوفمبر 2012، "إن على سوريا التوقف الفورى عن استخدام الأسلحة الحارقة"، معربة المنظمة عن بواعث قلقها فى الاجتماع السنوى لاتفاقية الأسلحة التقليدية فى جنيف هذا الأسبوع.

وتستند المذكرة المكونة من 20 صفحة والمتعلقة باستخدام سوريا للأسلحة الحارقة إلى أبحاث ميدانية وتوثيقات أخرى، وتشتمل على مقطع فيديو وخريطة لمواقع الهجمات، تقوم الأسلحة الحارقة بتوليد حرارة ونيران من خلال التفاعل الكيميائى لمادة قابلة للاشتعال، وتسبب حروقاً شديدة الإيلام ويصعب علاجها، كما تشعل الحرائق التى تدمر الأعيان ومرافق البنية الأساسية.

قالت بونى دوهارتى، باحثة أولى بقسم الأسلحة فى هيومن رايتس ووتش: "استخدمت سوريا الأسلحة الحارقة لإحداث أضرار مروعة بمدنيين، بينهم الكثير من الأطفال، ولكن أين صيحات الاستنكار الدولية؟ يتعين على البلدان الأخرى إدانة استخدام سوريا للأسلحة الحارقة بقدر ما أدانت استخدامها للأسلحة الكيماوية والقنابل العنقودية".

وقالت هيومن رايتس ووتش إن على كافة الحكومات دعوة سوريا إلى التوقف الفورى عن استخدام الأسلحة الحارقة، والعمل على تقوية القانون الدولى للقضاء على استخدامها أو حصره فى الحدود الدنيا.

تشير أبحاث ميدانية وشهادات شهود ومقاطع فيديو وصور فوتوغرافية راجعتها هيومن رايتس ووتش إلى قيام القوات الجوية السورية بتنفيذ ما لا يقل عن 56 هجوما بالأسلحة الحارقة منذ نوفمبر 2012 وحتى نهاية سبتمبر 2013، وقد وثقت هيومن رايتس ووتش ومركز توثيق الانتهاكات السورى بالتفصيل أربع هجمات منفصلة بالأسلحة الحارقة أدت إلى مقتل 41 مدنياً على الأقل وإصابة 71 آخرين، وقعت اثنتان من الهجمات على مدرستين فى أحياء سكنية.

كانت الدكتورة صالحة أحسان، وهى طبيبة طوارئ بريطانية، تتطوع فى مستشفى بمحافظة حلب يوم 26 أغسطس 2013، حين بدأ عشرات الضحايا فى التوافد من هجوم بالأسلحة الحارقة على مدرسة مليئة بالمراهقين الذين كانوا يدرسون استعداداً للامتحانات، وقالت لـهيومن رايتس ووتش: "وصل مريض مصاب بحروق من الدرجة الثالثة بلغت 90 % حياً إلى المستشفى، كانت الملابس قد احترقت من عليه، كانت أبشع إصابة رأيتها بمريض حى على الإطلاق، لم يكن يتحرك سوى عينيه"، وكان الضحية على وشك إجلائه إلى تركيا لتلقى العلاج التخصصى حين توفى جراء إصابته.

ولم تنضم سوريا إلى اتفاقية الأسلحة التقليدية لسنة 1980 ولا بروتوكولها الثالث الذى يحظر استخدام الأسلحة الحارقة الملقاة جواً فى المناطق التى بها "تجمعات من المدنيين"، حتى 25 أكتوبر كان قد انضم إلى البروتوكول ما مجموعه 107 دولة، بما فيها الأعضاء الخمس الدائمون فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

قالت بونى دوهارتى: "يمكن تقوية القانون الدولى القائم الذى يحظر استخدام الأسلحة الحارقة بطرق عديدة، لكن هجمات سوريا المشينة بالأسلحة الحارقة تثبت أن الحظر العالمى هو الحل الأمثل".

قالت هيومن رايتس ووتش إن الغارات الجوية السورية باستخدام الأسلحة الحارقة، فى مراكز تجمعات المدنيين أو بالقرب منها، تنتهك القانون الإنسانى الدولى أو قوانين الحرب، نظراً لطبيعتها اللصيقة العشوائية عديمة التمييز، وتمثل الهجمات العشوائية عن عمد أو لا مبالاة جرائم حرب.

وتشير معظم الأدلة التى جمعتها هيومن رايتس ووتش، المستمدة من مقاطع فيديو أو شهادات شهود، إلى استخدام طائرات نفاثة ثابتة الجناح أو مروحيات يقودها أفراد القوات الجوية السورية لإلقاء الأسلحة الحارقة، تعرفت هيومن رايتس ووتش على ما لا يقل عن ثلاثة أنواع من الأسلحة الحارقة الملقاة جواً والتى تستخدمها القوات النظامية السورية، وكلها قنابل حارقة مخصصة للطائرات من تصنيع الاتحاد السوفيتى "السابق"، ولا توجد معلومات متاحة عن كيفية أو توقيت حصول سوريا على الأسلحة الحارقة، ولا عن حجم مخزونها منها.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة