المبانى المتهالكة بالإسكندرية تهدد طلاب "ليسيه الحرية".. أولياء الأمور: أبناؤنا يتعرضون للموت يوميا.. والمديرة: طلبت تأجيل الدراسة بعد سقوط سقف حجرة المدرسات.. وحفر غريبة بالبدروم أسفل قسم البنات

الجمعة، 08 نوفمبر 2013 06:28 م
المبانى المتهالكة بالإسكندرية تهدد طلاب "ليسيه الحرية".. أولياء الأمور: أبناؤنا يتعرضون للموت يوميا.. والمديرة: طلبت تأجيل الدراسة بعد سقوط سقف حجرة المدرسات.. وحفر غريبة بالبدروم أسفل قسم البنات مدرسة ليسيه الحرية
الإسكندرية ـ جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كارثة موقوتة تهدد 3500 طالب من طلاب مدراس ليسيه الحرية بالإسكندرية، حيث تهدد المبانى المتهالكة بالمدرسة، والتى تضم (رياض أطفال – ابتدائى – إعدادى – ثانوى) أرواح الطلاب والمعلمين على حد سواء، وذلك منذ سنوات دون أن يتحرك أى مسئول لتجنب تلك الفاجعة التى قد تؤدى بحياة الطلاب.

وشكا عدد من أولياء الأمور بمدرسة ليسيه الحرية بالإسكندرية لــــ"الـيوم السابع" من أن أبناءهم يتعرضون للموت يوميا من مخاوف انهيار تلك المبانى المتهالكة والأسقف التى يتساقط منها الأتربة على رؤوس أبنائهم، والحمامات غير آدمية، وأشاروا إلى أنهم يسددون مصروفات تصل إلى 3500 سنويا، ولم يتلاحظ أى تغيير بالمدرسة سوى تغيير الزى المدرسى، فازدادت المصروفات الدراسية لترتفع المصروفات إلى 5000 جنيه، وأن المدرسة لا تقوم بالترميم إلا بطلاء المبنى الخارجى للمدرسة فقط.

وأشاروا إلى أنه سبق وتقدم أولياء الأمور بالمدرسة ببلاغ للمحامى العام لنيابات الإسكندرية يحمل رقم 2850 لسنة 2012؛ بعد أن اكتشف أولياء الأمور إزالة أعمدة وحوائط حاملة وحفائر بالأرض دون أى مبرر تهدد بانهيار المبانى، كما تم إرسال بلاغ إلى حى وسط وإلى قسم شرطة باب شرق، إلا أن رد حى وسط جاء ليشير إلى أن المدرسة التى بنيت منذ مائة عام، وتتبع لجنة التراث المعمارى، وحاصلة على كود باعتبارها أثرا، ولا يجوز أى ترميمات بها إلا بعد الحصول على موافقة وزارة الثقافة، وأصدر قرار بالإخلاء دون المنقولات، والترميم السريع تحت إشراف لجنة من وزارة الثقافة؛ إلا أن إدارة المدرسة لم تتخذ أى إجراء إلى الآن.

وطالب أولياء الأمور بتشكيل لجنة من وزارة الثقافة لجرد المحتويات الفنية والأثرية بالمدرسة وتنفيذ قرار الإخلاء استعدادا للترميم تحت إشراف اللجنة.

كما شكا عدد آخر من "أتوبيسات" المدرسة القديمة والمتهالكة، والتى يتم تغيير دهانها من الخارج فقط، وأن أسقف تلك السيارات يتساقط منها مياه الأمطار على رؤوس الطلاب فى فصل الشتاء.

وقال هشام عبد العظيم، مدرس أول لغة عربية بالقسم الثانوى، يعمل بالمدرسة منذ 28 عاما، إن مبانى المدرسة تحتاج إلى ترميم منذ عدة سنوات دون أى تحرك من إدارة المدرسة، وإن الطلاب والمعلمين يعانون من ذلك يوميا، ومهددون من خطر تهاوى تلك الأسقف على رؤوس الطلاب والمعلمين معا، خاصة بعد انهيار جزء من مبنى رياض أطفال سابقا، وأشار إلى دورات المياة غير الآدمية، والتى تم بناؤها فى فناء المدرسة على شكل باكيات من "الألوميتال" وبدون أبواب.

من جانبها قالت أميمة عبد القادر، مدير عام مدارس الليسيه، فى تصريح خاص لــــ"اليوم السابع": "لقد استلمت عملى كمدير عام مدارس الليسيه منذ 23 فبراير من العام الحالى 2013، ورغم علمى بمشاكل عديدة بها، مما كان تحديا بالنسبة لى، إلا أننى لم أكن أتصور هذا الكم من المشاكل الموجودة بها، حتى أن بعض أولياء الأمور الثائرين قالوا لى إننى ضحية بمجرد استلامى للعمل، إلا أننى قررت أن أتولى المهمة وأن أصلح الأمر، ومنذ أن استلمت بدأت الاطلاع على كل المشاكل داخل تلك المدرسة التاريخية، وكانت أهم مشكلة هى المبانى المتهالكة، والتى لم يتم ترميمها خلال الفترة الماضية، إضافة إلى مشكلة هدم مبنى الخدمات الذى يعد أثريا، إضافة إلى حفر غريبة بالبدروم أسفل قسم البنات تدعو للتساؤل، وقد قمت على الفور بغلق البدروم بمساعدة قسم شرطة باب شرقى الذين يقدمون تعاونا كبيرا معى بالمدرسة"، وأضافت "لقد كان الفرنسيون لهم حكمة أثناء إنشاء المدرسة، حيث بنوا مبنى للخدمات أمام مبنى الإعدادى والثانوى وبه 40 حماما، إلا أن هذا المبنى الذى تم هدمه، وتم ترك مبنى الإعدادى والثانوى بدون حمامات، فى الوقت الذى كان يتم فيه خلع الشبابيك والنوافذ والأبواب، وقد قامت الشركة بعد هدم المبنى بإنشاء حمامات مؤقتة بديلة وهى سيئة جدا وغير صالحة للاستخدام، مما أثار أولياء الأمور أيضا، وهى كلها مشاكل لا ذنب لى فيها لأنها قبل أن استلم عملى".

وأشارت مدير عام مدارس ليسيه الحرية بالإسكندرية، إلى أنها فوجئت فى 23 سبتمبر الماضى بمشكلة جديدة فى قسم الابتدائى الإنجليزى، حيث سقط سقف فى حجرة المدرسات، وهو قسم يحتاج إلى ترميم وصيانة وبه 3 فصول بهذا الشكل، وقالت "قمت على الفور بنقل فصلين إلى مدرجين فى مبنى المعامل حفاظا عليهم، علما بأن هذين المدرجين منفصلين عن باقى الأقسام حتى لا يختلط التلاميذ فى المرحلة الابتدائية بغيرهم فى المراحل الأخرى، وتم نقل فصلين آخرين فى فصلين بمبنى الإعدادى بنين، وهذين الفصلين لهم سلم ومدخل خاص ومنفصلين عن الإعدادى، أما الفصل الخامس فقمت بنقله إلى المكتبة، علما بأن هذه المشكلة تم الانتهاء منها حاليا، بعد أن تم عمل الترميم وإعادة التلاميذ إلى أماكنهم الطبيعية".

وقالت "قمت فى هذا الشأن بإرسال مذكرة فى 23 سبتمبر 2013 إلى كل من محافظ الإسكندرية، ومدير المعاهد القومية، ووكالة الوزارة، وإدارة وسط التعليمية، وهيئة الأبنية التعليمية تحت عنوان (أمر عاجل جدا)، وعرضت المشكلة بالكامل، حتى أننى طلبت تأجيل الدراسة فى هذا القسم بسبب هذه المشاكل، قبل أن أتوصل لحل نقل الفصول الذى ذكرته.

وفى 24 سبتمبر 2013 قام المهندس عبد الغنى أبو زيد، استشارى المعاهد القومية، بعمل تقرير فنى عن المدرسة جاء فيه أنه يوجد صدأ وتآكل لحديد التسليح من بعض الفصول، مما أدى إلى سقوط الغطاء الخرسانى وسقوط البياض من أسقف الفصول، وطالب بغلق كل من(مكتب شئون الطلبة، ومكتب غرفة الناظر بالقسم الثانوى لحين انتهاء الترميم، وغلق الصف الخامس فصل رابع، وغرفة الأخصائيين الأوائل والحمام بقسم الابتدائى) لحين انتهاء أعمال الترميم، كما طالب بعمل صيانة عاجلة للغرف الآتية (الصف الأول الإعدادى فصل أول، والصف الثانى فصل أول ثانوى، والفصل 1/5، 2/5، 3/5 بالصف الابتدائى)، وأوصى بعمل الصيانة لجميع شبابيك المدرسة ودهانها وتركيب الزجاج المكسور بها.

وقبل ظهور هذه المشكلة، وبالتحديد فى 22 سبتمبر أرسل مدحت أحمد مسعد رئيس مجلس الإدارة المعاهد القومية، خطابا يطلب فيه مراجعة مستخلص الشركة، وتوقيع خصم غرامة التأخير عليها، بعد كل هذا التأخير.

وأضافت "كنت من قبل، قد قمت بتوجيه خطاب للدكتور مصطفى السيد شحاتة، مدير مكتب الاستشارات الهندسية للتخطيط والعمارة والإنشاءات، فى 9/8/2013 أطالب فيه بسرعة إجراء المعاينة اللازمة لتحديد عمل الترميم والصيانة اللازمة لفصول وحجرات جميع أقسام المدرسة، وإعداد التقرير المفصل ببنود الأعمال المطلوبة وكمياتها والقيمة التقديرية لكل بند، إلا أنه لم يرد ولم يقم بتقديم التقرير المطلوب منه رغم أنه المكتب الفنى المنوط به ذلك".

وتابعت مديرة المدرسة حديثها قائلة "الأمور فى مدرسة الليسيه العريقة سيئة بالفعل، ولكنى أؤكد أننى استلمت المدرسة وهى بهذا الشكل السىء، ولابد من وقت حتى يتم الإصلاح، وكل ما أرجوه من أولياء الأمور الوقوف بجانبى وبجانب المدرسة لاستعادة المدرسة لتاريخها العريق، وألا يستمعون لبعض المغرضين من مطلقى الإشاعات الذين لا هم لهم إلا الهدم وليس البناء، وأنه لا يمكن أن نعيد بناء ما تم هدمه فى أيام قليلة".


















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة