محمود يسن علام يكتب: حقيقة الدنيا التى رأيتها

الثلاثاء، 01 سبتمبر 2009 05:49 م
محمود يسن علام يكتب: حقيقة الدنيا التى رأيتها

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أسير الزمان بملذاته وعيوبه وطرقت أبوابا لعل الفاتح قريب أو الأمل ينضر أمامى!!رأيتها تناقضات حالت بينى وبين حقى.. فاستسلمت لقدرى ولا أعترض، ولكن جاءت القاضية من صوب بعيد تنادى.. تنهش لحمى مرا وتأخذها غدرا وتقصم ظهرى سكينا.. شماتة وعيوبا ونارا تكوى المخدوع تلك صفات لم تكن فى ولن تكون.. ولكن عذرا لمن يقرأ أو يحاول فهمى.

القصة ما هى صعبة ولا مستحيلة.. القصة حياه تنادى للمخدوع اشرب من كأسك وتذوق مرارة. وللخادع اشرب من كأسك واسعد بتذوقه.. تلك تناقضات العمر تسيل أدمعا وتروى أنهارا.. وتشرب مر علقم يسقى أشجارا وتخفى حزنا وهما يكفى جبال.. وتنحر قلبك وفكرك ما حيتك الأيام طريق طويل.. تخيله معى وانظر بعقلك وتخيله بفكرك أوله صعاب وسطه حفرات آخره طعن فى الظهور بإقصام السكاكين..رجعت لموطنى أمل السعادة وراجى الخير.. رأيت شابا يائسا كان يملأه الطموح فطالته الجروح.. رأيت أما عاجزة تلمم شظايا عمرها المسكوب لتجمع ملاليم تسقى بها نفسها.. أو حتى ابنها وبنتها.. رأيت رجلا عجوزا صامدا واقفا لا نحيل ولا مهموم.. شدنى إليه بنظراته وسكونه وقوته وعنفوانه "إيه الشيخ الجليل".. ماذا ترى بى.. قال أراك مخدوعا ومن الهم مطبوع ومن اليأس مغلف بإطار حديدى.. قلت له يا عزيزى أين أصحاب القبور.. قال لى ومالك بهم يا شاب فمازلت فى عنفوانك وقوتك.. قلت له أجيبنى يا كبيرى أرجوك.. قال إنهم أصناف منهم من هم الآن يستمتعون ومنهم من يعذبون قلت لهم أفيهم إن عرض عليه ليعود ليرفضها!.. قال لا لا.. ثم صمت قليلا وقال أرى فى ذكائك شىء لا محدود .. ماذا تريد أن تصل بى.. قلت له أجبنى أولا لعلك من أهل القصور.. قال لى يا ويلاه المعذبون سيوافقون بلا محال ليخرجوا للدنيا ليكفروا عما فعلوا وينشرون الخير بينهم لينالوا جزاء المحسنين والمنعمين فى الجنات.. قلت له نعم صحيح.. إذا فما بالك بأهل الدنيا.. لماذا لا يفهمون ويفعلون قبل أن تتخطى بهم الآجال والأيام.. قال يا فتى أراك محزونا ومظلوما كل ذلك ونحن فى الطريق تعال، وهلم معى فى خيمتى توقعتها قطر (قصر) وليس خيمته.. فالرجل من الكبرياء ناطح كالسحاب.. ومن الذكاء يملأ الأركان نزلنا وتمشينا قليلا دون همس أو كلام.. ونظراته تلاحقنى وأقول لنفسى: ما هذا الشيخ الكبير.. يا الله أسألك النجاة.. ووصلنا للمفترق فإذا به يكسر عود.. فاستغربت جداً بدون تعليق.
ودخلنا وجلسنا.. قال يا فتى أرى فى عينك الكثير لتسال أسالنى ولا تخف !!
قلت له يا شيخى الكبير: ترى الدنيا معذبة قلوب ومحطمة آمال
قال: نعم فلعلك أنت لست بإنسان.
فسكت قليلا لكى أفهم.
فلا أستطيع أن أجاريه.
قال يا فتى.
منهم من يموت جوعا
ومنهم من يعيش معذبا
ومنهم من لم يطول نصف ما أخذت
فارفق بحالك وبحياتك
قلت يا شيخى كرهتها ومللتها
فليس لى غير التعاسة والندامة
قال لى اذكر الله
فذكرنا الله
فشعرنا بطمأنينة فى القلوب
وسكتنا قليلا
قلت ليه استمحيك عذرا للذهاب
لم يرد وتركنى
فخرجت من عنده بلا جواب
ولكنى أدركت معنى الصواب
فالدنيا حالة لا يعجب أحدا
لا السعيد سيسعد دوما
ولا الحزين سيحزن دوما
ورأيت أن الصبر ما له حدود
وأن من يتحمل سيجنى ثمار وورود
فمشيت لوحدى فى الطريق
رأيت طفلا صغيرا يعبث بمهملات
وقفت بجانبه ومسحت على رأسه
وقلت له يا صغيرى
كم أنت معذب بصغرك
قال لى الحمد لله
كم هى رائعة النفوس عندما ترضى
كما هى جميلة العيون عندما تحب
كم هى شامخة النفوس عندما تترفع عن صغائرها
نار تكوى العاصى وتكوى غير العاصى
ولكنه حينها سيكون ابتلاء
لعلكم لا تفهمون ما المح إليه
سيبقى الأثر خالد فى نفسى
وستبقى الدنيا بمعانيها خالدة فى قلبى
لا هى ظلمتنى ولا جرحتنى
ولا هى أحزنتنى وخلت بنفسى
ولكنى أنا !!
فالحمل للإنسان والخطأ من الإنسان
والظلم من الإنسان والغدر من الإنسان
لا من الدنيا ولا الزمان
فلا الوم غيره
ولن أسامحه قبل غيره
ولن أسمح له أن ينطلق بالعنان
فنار التى تكوينى من شدة المى وحنينى
ستطوله يوما ما
ليس بيدى ولكن بيد غيرى
ممن لا يملكون سمحاه النفوس
ولا الرضا بالمقسوم
فليذهب الظالمون بالظالمون ونخرج منها سالمون
تعالى إيه الأمل ضمنى إليك ساهفو على صدرك الحنون أشكو إليك
تعالى إيه السكون الجميل أحادثك وأسمارك سأفضفض إليك
تعالى معى إيه الطموح لنأخذ جانبا وساكنا ونخطط لم هوه قادم لعل الخير قادم
فليس لدى غير الانتظار!!
سأذهب لقبر أمى القى بعض الورد وافترش ترابها وأشكو إليها !
رفقا بحالك إيه الفتى وتذكر من يقول
فهى لن تدوم
نعم لن تدوم

تلك بعض ما آلمنى
وشىء من ذاكرتى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة